71- قوله تعالى: وإن منكم إلا واردها الجمهور على أن المراد بالورود الدخول ، وأن الخطاب بها للعالم مؤمنهم وكافرهم. أخرج أحمد أبي سمية قال: اختلفنا في الورود ، فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن ، وقال بعضهم: يدخلونها جميعا ثم ينجي الله الذين اتقوا فلقيت فذكرت له ذلك ، فقال: صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا" جابر بن عبد الله ، وأخرج عن عن عبد الرزاق أنه قال: الورود الدخول ، فقال ابن عباس نافع بن الأزرق: لا ، فتلا ابن عباس: إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ورودا أم لا؟ وقال: يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود أورد هو أم لا؟ ، وأخرج عن ابن أبي حاتم قال: يرد الناس جميعا ورودهم قيامهم حول النار ثم يصدون عن الصراط بأعمالهم ، وأخرج ابن مسعود من وجه آخر عنه في قوله: وإن منكم إلا واردها هو الممر قال: الصراط على جهنم مثل حد السيف فتمر الطبقة الأولى كالبرق الخاطف ، الحديث ، [ ص: 175 ] وأخرج ابن جرير عن عبد الرزاق في قوله: قتادة وإن منكم إلا واردها قال: هو الممر عليها ، وأخرج عن ابن أبي حاتم قال: ورود المسلمين المرور على الجسر بين ظهرها وورود المشركين أن يدخلوها قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم "الزالون والزالات كثير يومئذ" وكذا قال غير واحد أن المراد بالورود المرور على الصراط ، فهذه أقوى آية في ذكر الصراط.