قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب .
[ ص: 267 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13هو الذي يريكم آياته أي دلائل توحيده وقدرته
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13وينزل لكم من السماء رزقا جمع بين إظهار الآيات وإنزال الرزق ; لأن بالآيات قوام الأديان ، وبالرزق قوام الأبدان . وهذه الآيات هي السماوات والأرضون وما فيهما وما بينهما من الشمس والقمر والنجوم والرياح والسحاب والبحار والأنهار والعيون والجبال والأشجار وآثار قوم هلكوا .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13وما يتذكر أي ما يتعظ بهذه الآيات فيوحد الله إلا من ينيب أي يرجع إلى طاعة الله .
فادعوا الله أي اعبدوه
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14مخلصين له الدين أي العبادة . وقيل : الطاعة .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14ولو كره الكافرون عبادة الله فلا تعبدوا أنتم غيره .
قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رفيع الدرجات ذو العرش ذو العرش على إضمار مبتدأ . قال
الأخفش : ويجوز نصبه على المدح . ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رفيع الدرجات أي : رفيع الصفات . وقال
ابن عباس والكلبي nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير : رفيع السماوات السبع . وقال
يحيى بن سلام : هو رفعة درجة أوليائه في الجنة ف " رفيع " على هذا بمعنى رافع فعيل بمعنى فاعل . وهو على القول الأول من صفات الذات ، ومعناه الذي لا أرفع قدرا منه ، وهو المستحق لدرجات المدح والثناء ، وهي أصنافها وأبوابها لا مستحق لها غيره . قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14164الحليمي . وقد ذكرناه في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى والحمد لله . ذو العرش أي : خالقه ومالكه لا أنه محتاج إليه . وقيل : هو من قولهم : ثل عرش فلان أي : زال ملكه وعزه ، فهو سبحانه ذو العرش بمعنى ثبوت ملكه وسلطانه ، وقد بيناه في الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يلقي الروح أي الوحي والنبوة على من يشاء من عباده ، وسمي ذلك روحا لأن الناس يحيون به ، أي : يحيون من موت الكفر كما تحيا الأبدان بالأرواح . وقال
ابن زيد : الروح القرآن ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا . وقيل : الروح
جبريل ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نزل به الروح الأمين على قلبك وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=102قل نزله روح القدس من ربك بالحق . من أمره أي من قوله . وقيل : من قضائه . وقيل : من بمعنى الباء أي : بأمره . على من يشاء من عباده وهم الأنبياء ، يشاء هو أن يكونوا أنبياء وليس لأحد فيهم مشيئة . لينذر يوم التلاق أي إنما يبعث الرسول لإنذار يوم البعث . فقوله : لينذر يرجع إلى الرسول . وقيل : أي : لينذر الله ببعثه الرسل إلى الخلائق يوم التلاق . وقرأ
ابن عباس والحسن وابن السميقع " لتنذر " بالتاء خطابا للنبي عليه السلام . يوم التلاق قال
ابن عباس وقتادة : يوم تلتقي أهل السماء وأهل الأرض . وقال
قتادة أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية ومقاتل : يلتقي فيه الخلق والخالق . وقيل : العابدون
[ ص: 268 ] والمعبودون . وقيل : الظالم والمظلوم . وقيل : يلقى كل إنسان جزاء عمله . وقيل : يلتقي الأولون والآخرون على صعيد واحد ، روي معناه عن
ابن عباس . وكله صحيح المعنى .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يوم هم بارزون يكون بدلا من " يوم " الأول . وقيل : هم في موضع رفع بالابتداء و " بارزون " خبره ، والجملة في موضع خفض بالإضافة ، فلذلك حذف التنوين من " يوم " وإنما يكون هذا عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه إذا كان الظرف بمعنى إذ ، تقول لقيتك يوم زيد أمير . فإن كان بمعنى إذا لم يجز نحو أنا ألقاك يوم زيد أمير . ومعنى : بارزون خارجون من قبورهم لا يسترهم شيء ; لأن الأرض يومئذ قاع صفصف لا عوج فيها ولا أمتا على ما تقدم في [ طه ] بيانه .
لا يخفى على الله منهم شيء قيل : إن هذا هو العامل في " يوم هم بارزون " أي : لا يخفى عليه شيء منهم ومن أعمالهم يوم هم بارزون .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لمن الملك اليوم وذلك عند فناء الخلق . وقال
الحسن : هو السائل تعالى وهو المجيب ; لأنه يقول ذلك حين لا أحد يجيبه فيجيب نفسه سبحانه فيقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لله الواحد القهار .
النحاس : وأصح ما قيل فيه ما رواه
أبو وائل عن
ابن مسعود قال : ( يحشر الناس على أرض بيضاء مثل الفضة لم يعص الله - جل وعز - عليها ، فيؤمر مناد ينادي : لمن الملك اليوم ؟ فيقول العباد مؤمنهم وكافرهم : لله الواحد القهار ، فيقول المؤمنون هذا الجواب سرورا وتلذذا ، ويقوله الكافرون غما وانقيادا وخضوعا . فأما أن يكون هذا والخلق غير موجودين فبعيد ; لأنه لا فائدة فيه ، والقول صحيح عن
ابن مسعود وليس هو مما يؤخذ بالقياس ولا بالتأويل .
قلت : والقول الأول ظاهر جدا ; لأن المقصود إظهار انفراده تعالى بالملك عند انقطاع دعاوى المدعين وانتساب المنتسبين ، إذ قد ذهب كل ملك وملكه ومتكبر وملكه ، وانقطعت نسبهم ودعاويهم ، ودل على هذا
nindex.php?page=hadith&LINKID=864955قوله الحق عند قبض الأرض والأرواح وطي السماء : أنا الملك أين ملوك الأرض كما تقدم في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وفي حديث
ابن عمر ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=831076ثم يطوي الأرض بشماله والسموات بيمينه ، ثم يقول : أنا الملك ، أين الجبارون ، أين المتكبرون . وعنه
[ ص: 269 ] قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لمن الملك اليوم هو انقطاع زمن الدنيا وبعده يكون البعث والنشر . قال
محمد بن كعب قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لمن الملك اليوم يكون بين النفختين حين فني الخلائق وبقي الخالق فلا يرى غير نفسه مالكا ولا مملوكا فيقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد ; لأن الخلق أموات ، فيجيب نفسه فيقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لله الواحد القهار لأنه بقي وحده وقهر خلقه . وقيل : إنه ينادي مناد فيقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لمن الملك اليوم فيجيبه أهل الجنة :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لله الواحد القهار فالله أعلم . ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري .
nindex.php?page=treesubj&link=29011قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17اليوم تجزى كل نفس بما كسبت أي يقال لهم إذا أقروا بالملك يومئذ لله وحده
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17اليوم تجزى كل نفس بما كسبت من خير أو شر .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17لا ظلم اليوم أي لا ينقص أحد شيئا مما عمله .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17إن الله سريع الحساب أي لا يحتاج إلى تفكر وعقد يد كما يفعله الحساب ; لأنه العالم الذي لا يعزب عن علمه شيء فلا يؤخر جزاء أحد للاشتغال بغيره ، وكما يرزقهم في ساعة واحدة يحاسبهم كذلك في ساعة واحدة . وقد مضى هذا المعنى في [ البقرة ] . وفي الخبر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=864957ولا ينتصف النهار حتى يقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار .