58- قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الآية. قيل: الأمر باستئذان المماليك والصبيان في هذه الآية ، منسوخ ، أخرج أبو داود من طريق وابن أبي حاتم عن عكرمة أنه سئل عن هذه الآية ، فقال: إن الله ستير يحب الستر كان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم ولا حجال في بيوتهم فربما فاجأ الرجل خادمه أو ولده أو يتيمه في حجره وهو على أهله فأمرهم الله أن يستأذنوا في تلك العورات التي سمى ثم جاء الله بعده بالستور فيبسط عليهم في الرزق فأخذوا الستر واتخذوا الحجال فرأى الناس أن ذلك كفاهم من الاستئذان الذي أمروا به ، وقيل: محكمة ندبا أو وجوبا ولكن تهاون الناس في العمل بها ، أخرج ابن عباس من طريق ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال ، ترك الناس ثلاث آيات فلم يعملوا بهن ابن عباس يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم الآية. والآية التي في سورة النساء وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والآية التي في الحجرات إن أكرمكم عند الله أتقاكم وأخرج أيضا عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: هذه الآية في النساء خاصة للرجال يستأذنون على كل حال بالليل والنهار ، وأخرج عن أنها عامة في العبيد والإماء ، في الآية أن وقت النوم بعد العشاء وقبل الفجر ووقت الظهر وأن النوم في غيرها كقبل العشاء وبعد الفجر مكروه ، وقد يستدل بها على أن سعيد بن جبير جائز ، قال كشف العورة في الخلوة [ ص: 195 ] وفي قوله: ابن الفرس: ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون دليل على أن على الموالي في الاستئذان في هذه الأوقات مثل ما على العبيد.