[ ص: 252 ] حرف اللام
( لعنهم): طردهم وأبعدهم. وأما قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=159ويلعنهم اللاعنون ، فيراد به الملائكة والمؤمنون. وقيل المخلوقات إلا الثقلين. وقيل البهائم لما يصيبهم من الجدب بسبب ذنوب بني آدم.
( لمستم، و
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43لامستم ) : بمعنى النكاح.
( لغو اليمين ) : ساقطه، وهو: والله، ولا والله، الجاري على اللسان من غير قصد، هكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة: أن يحلف على الشيء يظنه على ما حلف عليه، ثم يظهر خلافه. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: اللغو: الحلف حين الغضب.
وقيل: اللغو اليمين على المعصية. والمؤاخذة العقاب. أو وجوب الكفارة. واللغو أيضا: الشيء المسقط الملقى، تقول: ألقيت الشيء، أي طرحته وأسقطته.
وأما قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=72وإذا مروا باللغو مروا كراما . فمعناه الإعراض عن قبيح الكلام، والاستحياء من الدخول مع أهله، تنزيها لأنفسهم عن ذلك.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لبسنا عليهم ) ) : أي خلطنا عليهم ما يخلطون على أنفسهم وعلى ضعفائهم، فإنهم إذا رأوا الملك في صورة إنسان قالوا: هذا إنسان، وليس بملك.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=8لقضي الأمر ثم لا ينظرون ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: المعنى لو أنزلنا ملكا فكفروا بعد ذلك لعجل لهم العذاب، ففي الكلام على هذا حذف.
[ ص: 253 ] وقضي الأمر على هذا تعجيل أخذهم. وقيل المعنى: لو أنزلنا ملكا لماتوا من هول رؤيته، فقضاء الأمر على هذا: موتهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=87ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه : مقطوع مما قبله، وهو جواب لقسم محذوف. وقيل: هو تفسير للرحمة المذكورة، تقديره إن يجمعكم، وهذا ضعيف لدخول النون الثقيلة في غير موضعها، فإنها لا تدخل إلا في القسم أو في غير الواجب. وقيل " إلى " هنا بمعنى في، يعني في يوم القيامة. وهو ضعيف، والصحيح أنها للغاية على بابها.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=22لواقح ) : بمعنى ملاقح جمع ملقحة، أي تلقح الشجر والسحاب، كأنها تنتجه. ويقال لواقح حوامل، جمع لاقح، لأنها تحمل السحاب وتقلبه وتصرفه، ثم تحله فينزل. ومما يوضح هذا قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ، أي حملت.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لوما تأتينا بالملائكة ) ) : لوما: عرض وتحضيض، والضمير لكفار
قريش. وذلك أنهم طلبوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يأتيهم بالملائكة، فأخبر الحق بأنهم لو رأوا أعظم آية لقالوا: إنها تحيل أو سحر.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=44لها سبعة أبواب ) : يعني جهنم. روي أنها سبع طبقات في كل طبقة باب، فأعلاها للمذنبين من المسلمين. والثانية لليهود. والثالثة للنصارى. والرابعة للصابئين. والخامسة للمجوس. والسادسة للمشركين. والسابعة للمنافقين.
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=72لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون : هذا قسم. والعمر: الحياة. وفيه كرامة له - صلى الله عليه وسلم -، لأنه أقسم بحياته ولم يقسم بحياة غيره.
وقيل: هو من قول الملائكة لـ
لوط، وارتفاعه بالابتداء، وخبره محذوف. تقديره: لعمرك قسمي، واللام للتوطئة. وسكرتهم: ضلالهم وجهلهم.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=92لنسألنهم أجمعين ) : هذا السؤال المثبت على وجه الحساب،
[ ص: 254 ] والسؤال المنفي في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=39لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ، على وجه الاستفهام المحض، لأن الله يعلم الأعمال، فلا يحتاج إلى السؤال عنها.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=76لا يلبثون خلافك إلا قليلا ) ، أي لو أخرجوك لم يلبثوا بعد خروجك من
مكة إلا قليلا. فلما خرج - صلى الله عليه وسلم - مهاجرا من
مكة لم يبقوا بعد ذلك إلا قليلا، وقتلوا بعد ذلك يوم بدر.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=76ليستفزونك ) : الضمير
لقريش، كانوا قد هموا أن يخرجوا النبي - صلى الله عليه وسلم - من
مكة، وذلك قبل الهجرة، فالأرض هنا يراد بها
مكة، لأنها بلده.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=75لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ) : أي ضعف عذابهما، لو ركنت إليهم، ولم يركن إليهم - صلى الله عليه وسلم - قبل النبوءة، فكيف بعدها؟!
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86لنذهبن بالذي أوحينا إليك ) : أي إن شئنا ذهبنا بالقرآن فمحوناه من الصدور والمصاحف، وهذه الآية متصلة المعنى بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ، أي في قدرتنا أن نذهب بالذي أوحي إليك، فلا يبقى عندكم شيء من العلم.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) . الذين قالوا هذا القول هم أشراف
قريش، طلبوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنواعا من خوارق العادات، وضروبا من المعجزات، وهي التي ذكرها الله في كتابه، وهذه منها.
والينبوع: العين، قالوا له: إن مكة قليلة الماء ففجر لنا فيها عينا من ماء. وقيل: إن الذي قال
عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، وكان ابن عمة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم أسلم بعد ذلك.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=95لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين ) :
[ ص: 255 ] معناها لو كان أهل الأرض ملائكة لكان الرسول إليهم ملكا ولكنهم بشر، فالرسول إليهم بشر من جنسهم.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=100لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق ) ، أي لو ملكتم الخزائن لأمسكتم عن العطاء خشية الفقر. فالمراد بالإنفاق عاقبة الإنفاق، وهو الفقر. ومفعول
( أمسكتم ) محذوف.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: لا مفعول له، لأن معناه بخلتم. من قولهم للبخيل: ممسك. ومعنى الآية وصف الإنسان بالشح، وخوف الفقر، بخلاف وصف الله تعالى بالجود والغنى.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=104لفيفا ) : جميعا مختلطين.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=80لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم ) : يعني دروعا، تكون واحدا، وتكون جمعا، وأول من صنعها
داود عليه السلام. وسببها أنه عليه السلام كان يتجسس عن أخباره وسيرته من الناس، فلقي يوما ملكا، فقال له: ما تقول في
داود، فقال: نعم الرجل لو كان يأكل من كد يده، فطلب من الله صنعة يتقوت منها، فألان له الحديد، وعلمه
جبريل صنعة الدروع.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية: اللبوس في اللغة السلاح. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: اللبوس: اللباس.
وقرئ: لتحصنكم - بالتاء والياء والنون، فالنون لله تعالى، والتاء للصنعة. والياء
لداود. واللبوس واللباس: الشدة.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=6لهو الحديث ) : باطله، وهو الغناء. وفي الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=935591شراء المغنيات وبيعهن حرام ". وقيل نزلت هذه الآية في قرشي اشترى جارية مغنية تغني بهجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فالشراء على هذا حقيقة. وقيل: نزلت في
النضر بن الحارث، وكان قد تعلم أخبار
فارس، فذكر لهو الحديث، وشراء لهو الحديث استحبابه، وقوله، وسماعه، فالشراء على هذا مجاز. وقيل لهو الحديث الباطل. وقيل: الشرك. ومعنى اللفظ يعم ذلك كله. وظاهر الآية أنه
[ ص: 256 ] لفظ إلى كبر واستخفاف بالدين، لقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9ليضل عن سبيل الله ... الآية. وأن المراد شخص معين لوصفه بعد ذلك بجملة أوصاف.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=3ليلة مباركة ) ، يعني ليلة القدر من رمضان. وكيفية إنزال هذا القرآن العظيم فيها أنه أنزل إلى السماء جملة واحدة، ثم نزل به
جبريل مفرقا في عشرين سنة، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، على حسب الخلاف في مدة إقامته - صلى الله عليه وسلم -
بمكة بعد البعثة، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=106وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة من طريق
حسان بن حريث عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، قال: فصل القرآن من الذكر، فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا، فجعل
جبريل ينزل به على النبي - صلى الله عليه وسلم. أسانيدها كلها صحيحة.
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من وجه آخر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، قال: أنزل القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان إلى السماء الدنيا جملة واحدة، ثم أنزل نجوما. إسناده لا بأس به.
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13508ابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي عن
محمد ابن أبي المجالد، عن
مقسم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - أنه سأله
ابن عطية الأسود، فقال: وقع في قلبي الشك! قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إنا أنزلناه في ليلة القدر . وهذا نزل في شوال وفي ذي القعدة وفي ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع، فقال ابن عباس: إنه أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة، ثم أنزل على مواقع النجوم، رسلا في الشهور والأيام.
قال
أبو شامة: قوله: رسلا، أي رفقا، وعلى مواقع النجوم، أي على مثل مساقطها، يريد أنزل مفرقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة ورفق.
وقيل: يعني بالليلة المباركة ليلة النصف من شعبان، وذلك باطل، للآية:
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=3إنا أنزلناه ... ) . وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن .
[ ص: 257 ] قيل: السر في إنزاله جملة إلى السماء الدنيا تفخيم أمره وأمر من نزل عليه. وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل لأشرف الأمم. وقد قربناه إليهم لننزله إليهم. ولولا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجما بحسب الوقائع لهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزلة قبله، ولكن الله باين بينه وبينها، فجعل له الأمرين: إنزاله جملة، ثم إنزاله مفرقا، تشريفا للمنزل عليه. ذكر ذلك
أبو شامة في المرشد الوجيز.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي: أنزل القرآن جملة إلى السماء الدنيا تسليما منه للأمة ما كان أبرز لهم من الحظ بمبعث
محمد - صلى الله عليه وسلم -، وذلك أن بعثته كانت رحمة، فلما خرجت الرحمة بفتح الباب جاءت
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وبالقرآن فوضع القرآن ببيت العزة في السماء الدنيا ليدخل في حد الدنيا، ووضعت النبوة في قلب
محمد - صلى الله عليه وسلم -. وجاء
جبريل بالرسالة ثم الوحي، كأنه أراد تعالى أن يسلم هذه الرحمة التي كانت حظ هذه الأمة من الله إلى الأمة.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14467السخاوي في جمال القراء: في نزوله إلى السماء جملة تكريم بني آدم. وتعظيم شأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله بهم ورحمته لهم، ولهذا المعنى أمر سبعين ألفا من الملائكة أن تشيع سورة الأنعام، وزاد سبحانه في هذا المعنى بأن أمر
جبريل بإملائه على السفرة الكرام وإنساخهم إياه وتلاوتهم له. قال: وفيه أيضا التسوية بين نبينا - صلى الله عليه وسلم - وبين
موسى في إنزاله كتابه جملة، والتفضيل
لمحمد - صلى الله عليه وسلم - في إنزاله عليه منجما ليحفظه.
قال
أبو شامة: فإن قلت فقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إنا أنزلناه في ليلة القدر . من جملة القرآن الذي أنزل جملة أم لا، فإن لم يكن منه فما نزل جملة، وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة؟
قلت له وجهان:
أحدهما: أن يكون معنى الكلام إنا حكمنا لإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به وقدرناه في الأزل.
[ ص: 258 ] والثاني: أن لفظه لفظ الماضي ومعناه الاستقبال، أي نزل جملة في ليلة القدر.
قال
أبو شامة: الظاهر أن نزوله جملة إلى السماء الدنيا بعد ظهور نبوءته - صلى الله عليه وسلم -. قال: ويحتمل أن يكون قبلها.
قلت: الظاهر هو الثاني، وسياق الآثار السابقة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس صريح فيه.
وقال
ابن حجر في شرح البخاري: قد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=105واثلة بن الأسقع، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=931067أنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت منه، والزبور لثمان عشرة منه. والقرآن لأربع وعشرين خلت منه. وفي رواية: وصحف إبراهيم لأول ليلة، قال: وهذا الحديث مطابق لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن . ولقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إنا أنزلناه في ليلة القدر فيحتمل أن تكون ليلة القدر في تلك السنة كانت تلك الليلة، فأنزل فيها جملة واحدة إلى سماء الدنيا، ثم أنزل في اليوم الرابع والعشرين إلى الأرض:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك .
قلت: لكن يشكل على هذا ما اشتهر من أنه - صلى الله عليه وسلم - بعث في شهر ربيع.
ويجاب عن هذا بما ذكروه أنه نبئ أولا بالرؤيا في شهر مولده، ثم كانت مدتها ستة أشهر، ثم أوحي إليه في اليقظة. ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وغيره. نعم، يشكل على الحديث السابق ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في فضائل القرآن عن
nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة، قال: أنزلت الكتب كاملة ليلة أربع وعشرين من رمضان.
الثالث: قال
أبو شامة: فإن قيل: ما السر في نزوله منجما، وهلا نزل كسائر الكتب جملة؟
قلنا: هذا سؤال قد تولى الله جوابه، فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=32وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك . يعنون كما أنزل على من قبله من الرسل، فأجابهم تعالى بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=32كذلك - أي أنزلناه كذلك مفرقا -
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=32لنثبت به فؤادك ، أي لنقوي به قلبك، فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل
[ ص: 259 ] حادثة كان أقوى للقلب، وأشد عناية بالمرسل إليه. ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك إليه، وتجديد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة، ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة لقائه
جبريل.
وقيل معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=32لنثبت به فؤادك ، أي لنحفظه، فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، ففرق عليه ليثبت عليه حفظه، بخلاف غيره من الأنبياء، فإنه كان كاتبا قارئا، فيمكنه حفظ الجميع.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13428ابن فورك: قيل أنزلت التوراة جملة، لأنها نزلت على نبي يقرأ ويكتب - وهو
موسى - وأنزل الله القرآن مفرقا، لأنه نزل غير مكتوب على نبي أمي.
وقال غيره: إنما لم ينزل جملة واحدة، لأن منه الناسخ والمنسوخ، ولا يتأتى ذلك إلا فيما نزل مفرقا. ومنه ما هو جواب لسؤال، ومنه ما هو إنكار على قول قيل أو فعل فعل. وقد تقدم ذلك في قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، ونزله
جبريل بجواب كلام العباد وأعمالهم، وفسر به قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=33ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا . أخرجه عنه
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم.
فالحاصل أن الآية تضمنت حكمتين لإنزاله مفرقا.
تذنيب
ما تقدم في كلام هؤلاء من أن سائر الكتب أنزلت جملة هو مشهور في كلام العلماء وعلى ألسنتهم، حتى كاد يكون إجماعا. وقد رأيت بعض فضلاء العصر أنكر ذلك، وقال: إنه لا دليل عليه، بل الصواب أنها نزلت مفرقات كالقرآن.
وأقول: الصواب الأول، والدليل على ذلك آية الفرقان السابقة.
أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، قال:
قالت [ ص: 260 ] اليهود: يا أبا القاسم، لولا أنزل هذا القرآن جملة، كما أنزلت التوراة على موسى. فنزلت.
وأخرجه من وجه آخر عنه - بلفظ: قال المشركون. وأخرج نحوه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي.
فإن قلت: ليس في القرآن التصريح بذلك، وإنما هو على تقدير ثبوت قول الكفار.
قلت: سكوته تعالى عن الرد عليهم في ذلك وعدوله إلى بيان حكمته دليل على صحته، ولو كانت الكتب كلها مفرقة لكان يكفي في الرد عليهم أن يقول: إن ذلك سنة الله في الكتب أنزلها على الرسل السابقة، كما أجاب بمثل ذلك عن قولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=7وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=20وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق . وقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=94أبعث الله بشرا رسولا . وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=109وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم . وقولهم: كيف يكون رسولا ولا له هم إلا النساء، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ... . الآية. إلى غير ذلك.
ومن الأدلة على ذلك أيضا قوله تعالى - في إنزال التوراة على
موسى يوم الصعقة:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=145وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=150وألقى الألواح nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=154ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح، وفي نسختها هدى ورحمة nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=171وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة .
فهذه الآيات كلها دالة على إتيانه التوراة جملة.
[ ص: 261 ] أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، قال: أعطي
موسى التوراة في سبعة ألواح من زبرجد، فيها تبيان لكل شيء وموعظة، فلما جاء بها ورأى بني إسرائيل عكوفا على عبادة العجل رمى بالتوراة من يده فتحطمت، فرفع الله منها ستة أسباع وأبقى سبعا.
وأخرج من طريق
جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده - رفعه، قال:
الألواح التي أنزلت على موسى كانت من سدر الجنة، كان طول اللوح اثني عشر ذراعا.
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
ثابت بن الحجاج، قال: جاءتهم التوراة جملة واحدة فكبر عليهم فأبوا أن يأخذوه حتى ظلل الله عليهم الجبل، فأخذوه عن ذلك.
فهذه آثار صحيحة في إنزال التوراة جملة، يؤخذ من الأثر الأخير منها حكمة أخرى لإنزال القرآن مفرقا، فإنه أدعى إلى قبوله إذا نزل على التدريج، بخلاف ما لو نزل جملة واحدة، فإنه كان ينفر من قبوله كثير من الناس، لكثرة ما فيه من الفرائض والمناهي.
ويوضح ذلك ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، قالت: إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل، فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام. ولو نزل أول شيء: " لا تشربوا الخمر " - لقالوا: لا ندع الخمر أبدا. ولو نزل: " لا تزنوا " لقالوا لا ندع الزنى أبدا. ثم رأيت هذه الحكمة مصرحا بها في الناسخ والمنسوخ لمكي.
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الشعب، من طريق
أبي خلدة عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=103314تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات، فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم - خمسا خمسا. ومعناه - إن صح - إلقاؤه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا القدر حتى يحفظه، ثم يلقي إليه الباقي لا إنزاله خاصة بهذا القدر.
ويوضح ذلك ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي أيضا عن
خالد بن دينار، قال، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11873أبو العالية: تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأخذه من
جبريل خمسا خمسا.
[ ص: 262 ] تنبيه:
اتفق أهل السنة والجماعة على أن كلام الله تعالى منزل. واختلفوا في معنى الإنزال، فمنهم من قال إظهار القراءة، ومنهم من قال إن الله تعالى ألهم كلامه
جبريل، وهو في السماء، وهو عال من المكان. وعلمه قراءته، ثم إن
جبريل أداه في الأرض، وهو يهبط في المكان.
وفي التنزيل طريقان:
أحدهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انتقل من صورة البشرية إلى صورة الملكية، وأخذه من جبريل.
والثاني: أن الملك انخلع إلى البشرية حتى يأخذ الرسول منه. والأول أصعب الحالين.
وقال
الطيبي: لعل نزول القرآن على الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يتلقفه الملك من الله تلقفا روحانيا، أو يحفظه من اللوح المحفوظ، فينزل به إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويلقيه عليه.
وقال
القطب الرازي في حواشي الكشاف: التنزيل لغة بمعنى الإيواء، وبمعنى تحريك الشيء من علو إلى سفل، وكلاهما لا يتحققان في الكلام، فهو مستعمل فيه في معنى مجازي، فمن قال: القرآن معنى قائم بذات الله تعالى فإنزاله أن يوجد الكلمات والحروف الدالة على ذلك المعنى ويثبتها في اللوح المحفوظ. ومن قال القرآن هو الألفاظ فإنزاله مجرد إثباته في اللوح المحفوظ. وهذا المعنى مناسب لكونه منقولا عن أول المعنيين اللغويين. ويمكن أن يراد بإنزاله إثباته في السماء الدنيا بعد الإثبات في اللوح المحفوظ، وهذا يناسب المعنى الثاني. والمراد بإنزال الكتب على الرسل أن يتلقفها الملك من الله تلقفا روحانيا أو يحفظها من اللوح المحفوظ، وينزل بها فيلقيها عليهم.
وقال غيره: في المنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أقوال:
[ ص: 263 ] أحدها: أنه اللفظ والمعنى، وأن
جبريل حفظ القرآن من اللوح المحفوظ ونزل به.
وذكر بعضهم أن أحرف القرآن في اللوح المحفوظ، كل حرف منها بقدر جبل قاف، وأن تحت كل حرف منها معان لا يحيط بها إلا الله تعالى.
والثاني: أن
جبريل إنما نزل بالمعاني خاصة، وأنه - صلى الله عليه وسلم - علم تلك المعاني، وعبر عنها بلغة
العرب، وتمسك قائل هذا بظاهر قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نزل به الروح الأمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=194على قلبك .
والثالث: أن
جبريل ألقى عليه المعنى، وأنه عبر بهذه الألفاظ بلغة العرب وأن أهل السماء يقرءونه بالعربية، ثم إنه نزل به كذلك بعد ذلك.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي - في معنى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إنا أنزلناه في ليلة القدر . يريد - والله أعلم: إنا أسمعنا الملك وألهمناه إياه، وأنزلناه بما سمع، فيكون الملك منتقلا به من علو إلى سفل.
قال أبو شامة: هذا المعنى مطرد في جميع ألفاظ الإنزال المضافة إلى القرآن أو إلى شيء منه يحتاج إليه أهل السنة المعتقدون قدم القرآن، وأنه صفة قائمة بذات الله تعالى.
قلت: ويؤيد أن
جبريل تلقفه سماعا من الله تعالى ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث
النواس بن سمعان مرفوعا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=890706إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله، فإذا سمع بذلك أهل السماء صعقوا وخروا سجدا، فيكون أولهم يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد، فينتهي به إلى الملائكة، كلما مر بسماء سأله أهلها: ماذا قال ربنا، قال: الحق. فينتهي به حيث أمر.
وأخرج
ابن أبي مردويه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رفعه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=890707إذا تكلم الله بالوحي [ ص: 264 ] سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيفزعون، ويرون أنه من أمر الساعة وأصل الحديث في الصحيح.
وفي تفسير
علي بن سهل النيسابوري: قال جماعة من العلماء: نزل القرآن جملة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى بيب يقال له بيت العزة، فحفظه
جبريل، وغشي على أهل السماوات من هيبة كلام الله، فمر بهم
جبريل، وقد أفاقوا، فقال: ماذا قال ربكم، قالوا: الحق - يعني القرآن - وهو معنى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23حتى إذا فزع عن قلوبهم - فأتى به
جبريل إلى بيت العزة فأملاه على السفرة الكرام - يعني الملائكة، وهو معنى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=15بأيدي سفرة nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=16كرام بررة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14047الجويني: كلام الله المنزل قسمان:
قسم قال الله لجبريل: قل للنبي الذي أنت مرسل إليه: إن الله يقول افعل كذا وكذا، ومر بكذا وكذا. ففهم
جبريل ما قاله ربه، ثم نزل على ذلك النبي، وقال له ما قاله ربه. ولم تكن العبارة تلك العبارة، كما يقول الملك لمن يثق به: قل لفلان يقول لك الملك: اجتهد في الخدمة، واجمع جندك للقتال، فإن قال الرسول يقول لك الملك لا تتهاون في خدمتي، ولا تترك الجند يتفرق، وحث على المقاتلة - لا ينسب إلى كذب، وتقصير في أداء الرسالة.
وقسم آخر قال الله
لجبريل: اقرأ على النبي هذا الكتاب، فنزل
جبريل بكلمة الله من غير تغيير، كما يكتب الملك كتابا ويسلمه إلى أمين، ويقول: اقرأه على فلان، فهو لا يغير منه كلمة ولا حرفا.
قلت: القرآن هو القسم الثاني، والقسم الأول هو السنة، كما ورد أن
جبريل كان ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن.
[ ص: 265 ] ومن هنا جاز رواية السنة بالمعنى، لأن جبريل أداه بالمعنى، ولم تجز القراءة بالمعنى، لأن
جبريل أداه باللفظ، ولم يبح له إيحاؤه بالمعنى.
والسر في ذلك أن المقصود منه التعبد بلفظه، والإعجاز به، فلا يقدر أحد أن يأتي بلفظ يقوم مقامه، وإن تحت كل حرف منه معاني لا يحيط بها كثرة. فلا يقدر أحد أن يأتي ببدله بما يشتمل عليه، والتخفيف على الأمة حيث جعل المنزل إليهم على قسمين: قسم يروونه بلفظه الموحى به، وقسم يروونه بالمعنى، ولو جعل كله مما يروى باللفظ لشق، أو بالمعنى لم يؤمن التبديل والتحريف، فتأمل.
وقد رأيت عن السلف ما يعضد كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14047الجويني، فأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم، من طريق
عقيل، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري - أنه سئل عن الوحي فقال: الوحي ما يوحي الله إلى نبي من أنبيائه، فيثبته في قلبه، فيتكلم به ويكتبه، وهو كلام الله. ومنه ما لا يتكلم به ولا يكتبه لأحد، ولا يأمر بكتابته، ولكن يحدث به الناس حديثا، ويبين لهم أن الله أمره أن يبينه للناس ويبلغهم إياه.
فصل
وقد ذكر العلماء للوحي كيفيات:
إحداها: أن يأتيه الملك في مثل صلصلة الجرس، كما صح في مسند
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو: nindex.php?page=hadith&LINKID=687619سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل تحس بالوحي، فقال: أسمع صلاصل. ثم أسكت عند ذلك، فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: والمراد أنه صوت متداول يسمعه ولا يتبينه أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد.
وقيل: هو صوت خفق أجنحة الملك.
والحكمة في تقدمه أن يقرع سمعه للوحي، فلا يبقي فيه مكانا لغيره. وفي الصحيح أن هذه الحالة أشد حالات الوحي عليه.
[ ص: 266 ] وقيل: إنه إنما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد أو تهديد.
الثانية: أن ينفث في روعه الكلام نفثا، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=883329إن روح القدس نفث في روعي ". أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم، وهذا قد يرجع إلى الحالة الأولى أو التي بعدها. بأن يأتي في أحد الكيفيتين وينفث في روعه.
الثالثة: أن يأتيه في صفة الرجل فيكلمه، كما في الصحيح:
nindex.php?page=hadith&LINKID=650002وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول - زاد nindex.php?page=showalam&ids=12119أبو عوانة في صحيحه: وهو أهونه علي.
الرابعة: أن يأتيه الملك في النوم. وعد قوم من هذا سورة الكوثر، كما روى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=657615بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله، فقال: أنزل علي آنفا سورة الكوثر ... إلخ.
وقال الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي في أماليه: ففهموا من الحديث أنها نزلت في تلك الإغفاءة. وقالوا: من الوحي ما كان يأتيه في النوم، لأن رؤيا الأنبياء وحي. قال: وهذا صحيح، لكن الأشبه أن يقال: إن القرآن كله نزل في اليقظة، وكأنه خطر له في النوم سورة الكوثر المنزلة في اليقظة، أو عرض عليه الكوثر الذي وردت فيه السورة، فقرأها عليهم، وفسرها لهم.
قال: وورد في بعض الروايات أنه أغمي عليه. وقد يحمل ذلك على الحالة التي كانت تعتريه عند نزول الوحي. ويقال لها برحاء الوحي.
قلت: الذي قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي في غاية الاتجاه، وهو الذي كنت أميل إليه قبل الوقوف عليه. والتأويل الأخيرأصح من الأول، لأن قوله إنما يدفع في كونها نزلت قبل ذلك، بل نقول: نزلت في تلك الحالة، وليست الإغفاءة إغفاءة نوم، بل الحالة التي كانت تعتريه عند الوحي، فقد ذكر العلماء أنه كان يؤخذ عن الدنيا.
[ ص: 267 ] الخامسة: أن يكلمه الله إما في اليقظة - كما في ليلة الإسراء، أو في النوم. كما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ: nindex.php?page=hadith&LINKID=665528أتاني ربي، فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى ... الحديث. وليس في القرآن من هذا النوع شيء فيما أعلم، نعم، يمكن أن يعد منه آخر سورة البقرة لما تقدم، وبعض سورة الضحى، و
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1ألم نشرح ، فقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم، قال، قال - صلى الله عليه وسلم -: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=910104سألت ربي مسألة، ووددت أني لم أكن سألته، قلت: أي ربي، اتخذت إبراهيم خليلا، وكلمت موسى تكليما. فقال: يا محمد، ألم أجدك يتيما فآويتك، وضالا فهديتك، وعائلا فأغنيتك. وشرحت لك صدرك، وحططت عنك وزرك، ورفعت لك ذكرك، ولا أذكر إلا ذكرت معي ".
فوائد: الأولى: أخرج الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في تاريخه، من طريق
داود بن أبي هند، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي، قال:
أنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - النبوءة، وهو ابن أربعين سنة، فقرن بنبوءته إسرافيل ثلاث سنين، فكان يعلمه الكلمة والشيء، ولم ينزل عليه القرآن على لسانه. فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوءته جبريل، فنزل عليه القرآن على لسانه عشرين سنة.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13361ابن عسكر: والحكمة في توكيل
إسرافيل به أنه الملك الموكل بالصور الذي فيه هلاك الخلق وقيام الساعة، ونبوءته عليه الصلاة والسلام مؤذنة بقرب الساعة وانقطاع الوحي، كما وكل بذي القرنين رونيافل الذي يطوي الأرض، وبخالد بن سنان مالك خازن النار.
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
ابن سابط، قال: في أم الكتاب كل شيء هو كائن إلى يوم القيامة، فوكل ثلاثة بحفظه من الملائكة، فوكل
جبريل بالوحي. والكتب إلى الأنبياء، وبالنصر عند الحروب، وبالمهلكات إذا أراد الله أن يهلك قوما. ووكل
ميكائيل بالقطر والنبات، ووكل ملك الموت بقبض الأنفس، فإذا كان يوم القيامة وعارضوا بين حفظه وبين ما كان في أم الكتاب فيجدونه سواء.
[ ص: 268 ] وأخرج أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16571عطاء بن السائب، قال: أول من يحاسب
جبريل، لأنه كان أمين الله إلى رسله.
الثانية: أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم عن
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
أنزل القرآن بالتفخيم كهيئة: nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=6عذرا أو نذرا . و nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96الصدفين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54ألا له الخلق والأمر ، وأشباه هذا.
قلت: أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء، فبين أن المرفوع منه: أنزل القرآن بالتفخيم فقط، وأن الباقي مدرج من كلام عمار بن عبد الملك أحد رواة الحديث.
الثالثة: أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري، قال: لم ينزل وحي إلا بالعربية، ثم ترجم كل نبي لقومه. الرابعة: أخرج
ابن أبي سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحي يغط في رأسه، ويتربد وجهه، ويجد بردا في ثناياه، ويعرق حتى يتحدر منه مثل الجمان.
الخامسة: قال
nindex.php?page=showalam&ids=13890البغوي في شرح السنة: يقال
إن nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي، وكتبها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأها عليه، وكان يقرئ الناس بها حتى مات. وكذلك عليه اعتمد
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر في جمعه، وولاه
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان كتب المصاحف.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30لحن القول ) ، أي مقصده وطريقته. وقيل اللحن هو الخفي المعنى، كالكناية والتعريض.
والمعنى أنه - صلى الله عليه وسلم - سيعرفهم من دلائل كلامهم، وإن لم يعرفه الله بهم على التعيين.
فانظر هذا اللطف العظيم في ستر الله عليهم، وعلى أقاربهم من المسلمين.
[ ص: 269 ] وروي أن الله لم يذكر له واحدا منهم باسمه، وهذا كما صح عن قوم موسى أنهم خرجوا للاستسقاء فلم يسقوا، فقال
موسى: يا رب، لم لم تجبهم، فقال: يا
موسى، إن فيهم نماما. فقال: يا رب، من هو، فقال: أنهى عن النميمة وأكون نماما! ولكن ليتوبوا بأجمعهم، فتابوا، وسقاهم الله.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=15لذة للشاربين ) : أي لذيذة، لا كلذة الدنيا.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32اللمم ) . فيه أربعة أقوال:
الأول: أنه صغائر الذنوب، فالاستثناء على هذا في الآية منقطع.
الثاني: أنه الإلمام بالذنوب على وجه الفلتة والسقطة دون دوام عليها.
الثالث: أنه ما ألموا به في الجاهلية من الشرك والمعاصي.
الرابع: أنه الهم بالذنب، وحديث النفس به دون أن يفعل.
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=39ليس للإنسان إلا ما سعى : السعي هنا بمعنى العمل. وظاهرها أنه لا ينتفع أحد بعمل غيره، وهي حجة
nindex.php?page=showalam&ids=16867لمالك في قوله: لا يصوم أحد عن وليه إذا مات وعليه صيام.
واتفق العلماء على أن الأعمال المالية كالصدقة والعتق يجوز أن يفعلها الإنسان عن غيره، ويصل نفعها إلى من فعلت عنه.
واختلفوا في الأعمال البدنية، كالصلاة، والصيام. وقيل: إن هذه الآية منسوخة بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=21ألحقنا بهم ذريتهم . والصحيح أنها محكمة، لأنها خبر، والأخبار لا يدخلها النسخ.
وفي تأويلها ثلاثة أقوال: الأول - أنها إخبار عما كان في شريعة غيرنا، فلا يلزم في شريعتنا.
الثاني: للإنسان ما عمل بحق، وله ما عمل له غيره بهبة العامل له، فجاءت الآية في إثبات الحقيقة دون ما زاد عليها.
[ ص: 270 ] الثالث: أنها في الذنوب. وقد اتفق على أنه لا يحمل أحد ذنب أحد، ويدل على هذا قوله قبلها:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=38ألا تزر وازرة وزر أخرى ، كأنه يقول: لا يؤخذ أحد بذنب غيره، ولا يؤخذ إلا بذنب نفسه.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15لظى ) : اسم علم مشتق من اللظى بمعنى اللهب.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لواحة للبشر ) : معنى اللواحة مغيرة. يقال لاحه السفر: غيره. والبشر جمع بشرة، وهي الجلدة. فالمعنى أنها تحرق الجلود. وقيل تسودها. وقيل لواحة من لاح يعني ظهر، والبشر الناس، أي تلوح للناس. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: تلوح لهم من مسيرة خمسمائة عام لا يخافون الآخرة، أي هذه العلة والسبب في إعراض من تقدم ذكرهم.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لوامة ) ) : هي التي تلوم نفسها على فعل الذنوب، أو التقصير في الطاعة، فإن النفوس على ثلاثة أنواع، فخيرها النفس المطمئنة، وشرها النفس الأمارة بالسوء، وبينهما النفس اللوامة. وقيل اللوامة المذمومة الفاجرة، وهذا بعيد، لأن الله لا يقسم إلا بما يعظم من المخلوقات. ويستقيم إن كان لا أقسم نفيا للقسم.
قال بعضهم: ليس من نفس برة ولا فاجرة إلا وهي تلوم نفسها يوم القيامة، إن كانت عملت خيرا: هلا ازدادت منه، وإن كانت عملت سوءا: لم عملته.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( ليال عشر ) ) : هي عشر ذي الحجة عند الجمهور. وقيل: العشر الأول من المحرم. وفيها يوم عاشوراء. وقيل العشر الأخر من رمضان. وقيل العشر الأول منه.
( لما ) : الجمع، واللف، فالتقدير أكلا ذا لم، وهو أن يأخذ في الميراث نصيبه ونصيب غيره، لأن العرب كانوا لا يعطون من الميراث أنثى ولا صغيرا، بل ينفرد به الرجال.
[ ص: 271 ] nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67فلا ينازعنك في الأمر ، ضمير المنازعة للكفار، والمعنى أنهم لا ينبغي لهم منازعة النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأن الحق قد ظهر بحيث لا ينازع أحد فيه. فجاء الفعل بلفظ النهي، والمراد غير النهي. وقيل المعنى: لا تنازعهم فينازعوك، فحذف الأول لدلالة الثاني عليه. ويحتمل أن يكون نهيا لهم عن المنازعة على ظاهر اللفظ.
والمراد بالأمر الدين والشريعة، أي في الدين والذبائح.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=97لدا ) : جمع ألد، وهو الشديد الخصومة والمجادلة. والمراد بذلك
قريش. وقيل معناه فجارا.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=70لوط ) : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق: هو
لوط بن هاران بن آزر. وفي المستدرك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال:
لوط ابن أخي
إبراهيم.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=12لقمان ) : قيل إنه كان نبيا. والأكثر على خلافه. أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، قال: كان
لقمان عبدا حبشيا اختار الحكمة على النبوءة، فأعطاها الله له، فكان ينطق بها. لم يكن
لقمان نبيئا، ولكن عبدا أحسن اليقين، أحب الله فأحبه فمن عليه بالحكمة.
وروي أنه ابن أخت
أيوب، أو ابن خالته. وروي أنه كان قاضيا لبني إسرائيل. واختلف في صنعته، فقيل: كان نجارا. وقيل خياطا. وقيل راعي غنم. وكان ابنه كافرا، فما زال يوصيه حتى أسلم.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40لجي ) : منسوب إلى اللج، وهو معظم الماء. وذهب بعضهم إلى أن أجزاء هذا المثال قوبلت به أجزاء المثل به، فالظلمات أعمال الكافر، والبحر اللجي صدره، والموج جهله، والسحاب الغطاء الذي على قلبه.
وذهب بعضهم إلى أنه تمثيل بالجملة من غير مقابلة. وفي وصف هذه الظلمات بهذه الأوصاف مبالغة، كما أن في وصف النور، المكرر قبلها مبالغة.
[ ص: 272 ] nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38لغوب : الإعياء والتعب. وروي
أن اليهود أتوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أخبرنا عما خلق الله في الأيام السبعة: فقال - صلى الله عليه وسلم -: " خلق الله السماوات والأرض يوم الأحد، والجبال يوم الإثنين، والدواب يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، والجنة والنار يوم الخميس، وآدم وحواء يوم الجمعة "، فقالوا: أصبت لو أتممت، فقال - صلى الله عليه وسلم -: " ما إتمامها، " فقالوا: لما فرغ الله من خلق السماوات والأرض استلقى على قفاه، ووضع إحدى رجليه على الأخرى واستراح، وكان ذلك يوم السبت الذي اتخذناه عيدا واستراحة. فاغتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غما شديدا، فأنزل الله: nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب . وإنما يلغب من يعمل بالآلات والجوارح، وإني أخلق الشيء إذا أردت وجوده، أقول له كن فيكون.
فظن اليهود أن السبت لهم يوم الراحة، فصار يوم المحنة، وظنوا أنه يوم فرح، فصار يوم ترح، فقال عليه السلام: السبت لليهود، والجمعة لكم، فلا تخالفوا فيها أمر الله تعالى كما خالف اليهود والنصارى، فصار المخالفون منهم قردة.
نكتة:
إن اليهود لما خالفوا في يومهم مسخهم الله تعالى وغير شخصهم، والمؤمنون إذ أطاعوا الله وأدوا صلاة الجمعة غيرت صورة ذنوبهم حسنات، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=70فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات . إن اليهود لم يمسخوا لصيد السمكة، بل لتركهم تعظيم أمر الله وارتكابهم لنهيه، ألا ترى أن
آدم وحواء أكلا من شجرة الخلد فبدت لهما سوءاتهما. والنحل أكل من ورق أشجار الجنة فصار في بطنه عسلا، لأن آدم أكل بغير إذن، والنحل أكل بإذن.
[ ص: 273 ] وأعجب من هذا أن الدودة التي أكلت جسم أيوب عليه السلام فصار لحمه في بطنها إبريسما ، يا عجبا، إن آدميا يأكل سمكة فيغضب عليه الرب فيجعله قردا، ودودة تأكل النبي فيرضى عنها الرب، فيجعل روثها إبريسما، لأن هذه أكلت بأمره، وذلك أكل بغير أمره. دودة أطاعت الرب فاستحقت الخلعة. والمؤمن المخلص إذا أطاع أمر الله فكيف لا يستحق الرحمة والقربة والكرامة.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=6لبدا ) : كثيرا، من التلبيد، كأنه بعضه على بعض.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1لمزة ) : هو الذي يعيب الناس باللسان. واختلف هل الهمزة واللمزة سواء، واشتقاقه من الهمز واللمز، وصيغة فعلة للمبالغة. ونزلت السورة في الأخنس بن شريق، لأنه كان كثير الوقيعة في الناس. وقيل في
أمية بن خلف. وقيل في
الوليد بن المغيرة. ولفظها مع ذلك على العموم في كل من اتصف بهذه الصفات.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=37ليواطئوا عدة ما حرم الله ، أي ليوافقوا عدد الأشهر الحرم، وهي أربعة. يقول: إذا حرموا من الشهور عدد الشهور المحرمة لم يبالوا أن يحلوا الحرام ويحرموا الحلال.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=63لواذا ) ، يعني الذين ينصرفون عن حفر الخندق. واللواذ: الروغان والمخالفة. وقيل الانصراف في خفية. وفي هذا وعيد وتهديد لمن خالف أمر الله ورسوله.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=84لسان صدق ) : ثناء حسنا.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=5لينة ) : نخلة، وجمعها لين، وهي ألوان النخل ما لم تكن العجوة والبرني. قال
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي: لا أعلمها إلا بلسان يهود.
وسبب الآية
nindex.php?page=hadith&LINKID=663842أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما نزل على حصون بني النضير قطع المسلمون بعض نخلهم، وأحرقوا بعضها، فقال بنو النضير: ما هذا الإفساد يا محمد، وأنت تنهى عن الفساد، فنزلت الآية معلمة أن كل ما جرى من قطع وإحراق، فإن الله أذن للمسلمين في ذلك. [ ص: 274 ] nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=5وليخزي الفاسقين :
بني النضير. واستدل بعض الفقهاء بهذه الآية على أن كل مجتهد له مصيب، فإن الله قد صوب فعل من قطع النخل، ومن تركها.
واختلف العلماء في قطع شجر المشركين وتخريب بلادهم، فأجازه الجمهور. لهذه الآية، ولإقرار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على تحريق نخل
بني النضير، وكرهه قوم لوصية
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق الجيش الذي وجههم إلى
الشام ألا يقطعوا شجرا مثمرا.
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41لله خمسه وللرسول ولذي القربى ... ، الآية. اختلف في قسم الخمس وهو خمس المغانم، فقال قوم: يصرف على ستة أسهم: سهم لله في عمارة
الكعبة، وسهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - في مصالح المسلمين. وقيل للوالي بعده. وسهم لذوي القربى الذين لا تحل لهم الصدقة. وسهم لليتامى. وسهم للمساكين. وسهم لابن السبيل.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: على خمسة أسهم، ولا يجعل لله سهما مختصا، وإنما بدأ عنده بالله، لأن الكل ملكه.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة: على ثلاثة أسهم: لليتامى، والمساكين، وابن السبيل خاصة. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: الخمس إلى اجتهاد الإمام يأخذ منه كفايته، ويصرف الباقي في المصالح.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=37ليميز الله الخبيث من الطيب ) : الخبيث: الكفار، والطيب: المؤمنون. وقيل: الخبيث ما أنفقه الكفار، والطيب: ما أنفقه المؤمنون. واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=37ليميز - على هذا يتعلق بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=36يغلبون وعلى الأول بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=36يحشرون .
ومعنى يميز: يفرق بين الخبيث والطيب.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لله الأسماء الحسنى ) ) ، لا لغيره، ولا نهاية لعددها،
[ ص: 275 ] وإنما أخبر الشارع بالتسعة والتسعين في قوله: إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة.
وسبب نزول الآية أن
أبا جهل سمع بعض الصحابة يقرأ، فيذكر الله مرة والرحمن أخرى، فقال: يزعم
محمد أن الإله واحد، وها هو يعبد آلهة كثيرة، فنزلت الآية، مبينة أن تلك الأسماء الكثيرة هي لمسمى واحد.
والحسنى: مصدر وصف بها، وتأنيث أحسن. وحسن أسماء الله أنها صفات مدح وتعظيم وتحميد، فمنها ما هو للتعلق، ومنها ما هو للتخلق، فينبغي الاعتناء بتبين معانيها، وبأخذ كل واحد منها حظا ونصيبا.
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=26للذين أحسنوا الحسنى وزيادة : الحسنى الجنة، والنظر إلى وجه الله. وقيل الحسنى جزاء الحسنة بعشرة أمثالها، والزيادة التضعيف فوق ذلك إلى سبعمائة. والأول أصح، لوروده في الحديث، وكثرة القائلين به.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لولا نزلت سؤرة ) ) ، بالهمز، من أسأرت أي أفضلت من السؤر، وهو ما بقي من الشراب في الإناء، كأنها قطعة من القرآن. ومن لم يهمزها جعلها من المعنى المتقدم، وسهل همزتها. ومنهم من شبهها بسورة البناء، أي القطعة منه، أي منزلة بعد منزلة. وقيل من سور
المدينة لإحاطتها بآياتها واجتماعها كاجتماع البيوت في السور. ومنه السوار لإحاطته بالساعد.
وقيل: لارتفاعها، لأنها كلام الله.
والسورة المنزلة الرفيعة، وكان المؤمنون يقولون هذا الكلام على وجه الحرص على نزول القرآن والرغبة فيه، لأنهم كانوا يفرحون ويستوحشون من إبطائه.
تنبيه:
قال
الجعبري: حد السورة قرآن يشتمل على آي ذي فاتحة وذي خاتمة. وأقلها ثلاث آيات.
[ ص: 276 ] وقال غيره: السورة الطائفة المترجمة توقيفا، أي المسماة باسم خاص بتوقيف من النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقد ثبتت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار، ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك.
ومما يدل لذلك ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة، قال: كان المشركون يقولون: سورة البقرة، وسورة العنكبوت - يستهزئون بها، فنزل:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=95إنا كفيناك المستهزئين .
وقد كره بعضهم أن يقال سورة كذا لما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي مرفوعا، عن أنس:
nindex.php?page=hadith&LINKID=911641لا تقولوا سورة البقرة، ولا سورة آل عمران، ولا سورة النساء، وكذا القرآن كله، ولكن قولوا: السورة التي تذكر فيها البقرة، والتي يذكر فيها آل عمران، وكذلك القرآن كله. وإسناده ضعيف، بل ادعى
ابن الجوزي أنه موضوع.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي: إنما يعرف موقوفا عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، ثم أخرجه عنه بسند صحيح. وقد صح إطلاق سورة البقرة وغيرها عنه - صلى الله عليه وسلم -.
وفي الصحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=659292هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة. ومن ثم لم يكرهه الجمهور.
وقد يكون للسورة اسم واحد وهو كثير، وقد يكون لها اسمان فأكثر، من ذلك: الفاتحة، وقد وقفت لها على نيف وعشرين اسما، وذلك يدل على شرفها، فإن كثرة الأسماء دالة على شرف المسمى.
قال بعضهم: وكما سميت السورة الواحدة بأسماء سميت سورة باسم واحد. كالسور المسماة بـ الم والر، على القول بأن فواتح السور أسماء لها.
قال
الزركشي في البرهان: ينبغي البحث عن تعداد الأسماء، هل هو توقيفي
[ ص: 277 ] أو بما يظهر من المناسبات، فإن كان الثاني فلن يعدم الفطن أن يستخرج من كل سورة معاني كثيرة يقتضي اشتقاقها اسما لها، وهو تعبيد.
قال: وينبغي النظر في اختصاص كل سورة بما سميت به.
ولا شك أن
العرب تراعي وكثير من المسميات أخذ أسمائها من نادر أو مستغرب يكون في الشيء من خلق أو صفة تخصه أو يكون معها أحكم أو أكثر أو أسبق لإدراك الرأي للمسمى. ويسمون الجملة من الكلام أو القصيدة الطويلة بما هو أشهر فيها، وعلى ذلك جرت سور الكتاب العزيز كتسمية سورة البقرة بهذا الاسم لقرينة قصة البقرة المذكورة فيها، وعجيب الحكمة فيها.
وسميت سورة النساء بهذا الاسم لما تردد فيها شيء كثير من أحكام النساء.
وتسمية سورة الأنعام لما ورد فيها من تفصيل أحوالها، وإن كان قد ورد لفظ الأنعام في غيرها، إلا أن التفصيل الوارد في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142ومن الأنعام حمولة وفرشا ... ، إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=144أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا . لم يرد في غيرها، كما ورد ذكر النساء في سور، إلا أن ما تكرر وبسط من أحكامهن لم يرد في غير سورة النساء، وكذا سورة المائدة لم يرد ذكر المائدة في غيرها، فسميت بما يخصها. فإن قيل: في سورة هود ذكر
نوح وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى. فلم خصت باسم
هود وحده، مع أن قصة
نوح فيها أوعب وأطول؟ قيل: تكررت هذه القصص في سورة الأعراف وسورة هود والشعراء بأوعب مما ورد في غيرها، ولم يتكرر في واحدة من هذه السور اسم هود كتكرره في سورته، فإنه تكرر فيها في أربعة مواضع، والتكرار من أقوى الأسباب التي ذكرنا.
فإن قيل: فقد تكرر اسم
نوح فيها في ستة مواضع؟
قيل: لما أفردت لذكر
نوح وقصته مع قومه سورة برأسها فلم يقع فيها غير ذلك، كانت أولى بأن تسمى باسمه من سورة تضمنت قصته وقصة غيره.
[ ص: 278 ] قلت: فلك أن تسأل وتقول: قد سميت سورة جرت فيها قصص أنبياء بأسمائهم، كسورة نوح، وسورة هود، وسورة إبراهيم، وسورة يونس، وسورة آل عمران، وسورة طس سليمان، وسورة يوسف، وسورة محمد صلى الله على جميع الأنبياء، وسورة مريم، وسورة لقمان، وسورة المؤمن. وسورة أقوام: كسورة بني إسرائيل، وسورة أصحاب الكهف، وسورة الحجر، وسورة سبأ، وسورة الملائكة، وسورة الجن، وسورة المنافقين، وسورة المطففين. ومع هذا لم يفرد
لموسى سورة تسمى به، مع كثرة ذكره في القرآن، حتى قال بعضهم: كاد القرآن أن يكون كله
موسى، وكان أولى سورة تسمى به سورة طه أو القصص أو الأعراف لبسط قصته في الثلاثة مما لم تبسط في غيرها.
وكذلك قصة
آدم ذكرت في عدة سور، ولم تسم به سورة كأنه اكتفي بسورة الإنسان.
وكذلك قصة الذبيح من بدائع القصص، ولم تسم به سورة الصافات. وقصة
داوود ذكرت في
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1ص ولم تسم به، فانظر في حكمة ذلك.
على أني رأيت بعد ذلك في جمال القراء
nindex.php?page=showalam&ids=14467للسخاوي أن سورة طه تسمى سورة الكليم، وسماها
الهذلي في كماله سورة موسى. وأن سورة ص تسمى سورة داود. ورأيت في كلام الجعبري أن سورة الصافات تسمى سورة الذبيح، وذلك يحتاج إلى مستند من الرأي.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61ليس على الأعمى حرج ) : اختلف والمعنى الذي رفع الله به الحرج عن الأعرج والأعمى والمريض هذه الآية، فقيل: هو في هذه الآية الغزو، أي لا حرج عليهم في تأخرهم عنه، وحكمهم عام في كل جهاد إلى يوم القيامة إلا أن يحزب حازب في حصرة ما، فواجب عليهم بحسب الوسع.
فإن قلت: أما رفع الحرج عن هؤلاء في هذه الآية فمفهوم تعقيبه به في عتب المتخلفين من القبائل، وأما ذكرهم في سورة النور، فلم أفهم له معنى؟
الجواب: إنما ذكرهم في سورة النور لأنهم كانوا إذا نهضوا إلى الغزو
[ ص: 279 ] وخلفوا أهل هذه الأعذار في بيوتهم، فكانوا يتجنبون أكل مال الغائب، فنزلت في ذلك.
وقيل: إن الناس كانوا يتجنبون الأكل معهم تقذرا، فنزلت الآية.
وهذا ضعيف، لأن رفع الحرج عن أهل الأعذار لا عن غيرهم.
والصواب أن يقال: إن الحرج مرفوع عن هؤلاء الثلاثة في كل ما يمنعهم منه أعذارهم من الجهاد وغيره، ألا ترى أنه أباح الأكل للإنسان في هذه البيوت المذكورة في الآية، من الآباء والأبناء والأخوات وغيرهم. فإن قلت: إذا رفع الحرج عن هؤلاء فما معنى الآية:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=41انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم .
فالجواب: أنه اختلف في الخفيف والثقيل، من هو، على أقوال: فقيل الخفيف الغني، والثقيل الفقير. وقيل الخفيف الشاب والثقيل الشيخ. وقيل الخفيف النشيط، والثقيل الكسلان. وهذه الأقوال أمثلة في الثقل والخفة.
وقيل: إن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=91ليس على الضعفاء ولا على المرضى . وعلى كل تقدير فجائز لأصحاب الأعذار الغزو، وأجرهم فيه مضاعف، لأن الأعرج قد يكون أجرأ الناس بالصبر وألا يفر. وقد غزا
nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم، وكان يمسك الراية في بعض حروب القادسية، وقد خرج
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في بعض هذا المعنى. وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم رحمه الله.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=273للفقراء ) : هذا بدل من قوله
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لذي القربى واليتامي والمساكين وابن السبيل ) ) ، ليبين أن المراد بذلك
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8المهاجرين ) ، ووصفهم بأنهم أخرجوا من ديارهم وأموالهم، لأنهم هاجروا من
مكة وتركوا فيها ديارهم وأموالهم.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لقد زينا السماء الدنيا بمصابيح ) ) . السماء الدنيا -: هي القريبة منا. والمصابيح يراد بها النجوم، فإن كانت النجوم كلها في السماء الدنيا فلا إشكال. وإن كانت في غيرها من السماوات فقد زينت السماء الدنيا، لأنها ظاهرة فيها لنا.
[ ص: 280 ] ويحتمل أن يريد أنه زين السماء الدنيا بالنجوم التي فيها دون التي في غيرها، على أن القول بمواضع الكواكب وفي أي سماء هي لم يرد في الشريعة.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=63لطيف ) : اسم الله تعالى. قيل معناه رفيق،
وقيل: جبير بخفيات الأمور.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=24لؤلؤ ) : كبار الجوهر.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لمن خاف مقام ربه جنتان ) ) : مقام ربه: القيام بين يديه للحساب. ومنه:
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=6يوم يقوم الناس لرب العالمين . وقيل قيام الله عليه بأعماله. ومنه:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت .
وقيل لمن خاف مقام ربه، وأبهم المقام، كقولك: خفت جانب فلان.
واختلف هل الجنتان لكل خائف على انفراد، أو لصنف الخائفين، وذلك مبني على قوله: لمن خاف، هل يراد به واحد أو جماعة.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: إنما قال جنتان، لأنه خطاب الثقلين، فكأنه قال جنة للإنسان وجنة للجن.
( لب ) : عقل، من قولهم: لب في المكان إذا أقام به. ومنه: لأولي الألباب.
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=35فليس له اليوم ها هنا حميم nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=36ولا طعام إلا من غسلين ، أي ليس له صديق. وقيل ليس له شراب ولا طعام إلا من غسلين، فإن الحميم الماء الحار، والغسلين صديد أهل النار عند
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس. وقيل شجر يأكله أهل النار. وقال اللغويون: هو ما يجري من الجراح إذا غسلت، وهو فعلين من الغسل.
فإن قلت: قد قال في الغاشية:
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6ليس لهم طعام إلا من ضريع ، وهو مناقض لما هنا؟
فـالجواب: أن الضريع لقوم والغسلين لقوم، أو يكون أحدهما في حال والآخر في حال.
[ ص: 281 ] nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=40لقول رسول كريم : هذا جواب قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=38فلا أقسم بما تبصرون nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=39وما لا تبصرون . والضمير للقرآن. والرسول الكريم قيل
جبريل. وقيل
محمد - صلى الله عليه وسلم -. وأقسم تعالى بجميع الأشياء، لأنها تنقسم إلى ما يبصر وإلى ما لا يبصر، كالدنيا والآخرة، والإنس والجن، والأجسام والأرواح، وغير ذلك.
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=45لأخذنا منه باليمين : أي بالقوة. ومعناه لو تقول علينا
محمد ما لم نقله، أو نسب إلينا قولا لأخذناه بقوتنا. وقيل هي عبارة عن الهوان، كما يقال لمن يسجن: أخذ بيده وبيمينه.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: معناه لو تقول علينا لقتلناه، ثم صور صورة القتل ليكون أهول. وعبر عن ذلك بقوله: لقطعنا منه الوتين، وهو العرق الذي في عنق الإنسان. والسياف إذا أراد أن يضرب المقتول في جيده أخذه بيده اليمين ليكون ذلك أشد عليه لنظره إلى السيف.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16للشوى ) : هي أطراف الجسد، وقيل جلد الرأس. والمعنى أن النار تنزعها ثم تعاد.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=18لقادرون )
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=41على أن نبدل خيرا منهم ) : هذا تهديد للكفار بإهلاكهم وإبدال من هو خير منهم.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=13لا ترجون لله وقارا ) : فيه أربعة تأويلات:
أحدها: أن الوقار بمعنى التوقير والكرامة، فالمعنى ما لكم لا ترجون أن يوقركم الله في دار ثوابه. قال ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري. وقوله: "لله" على هذا بيان للموقر، ولو تأخر لكان صفة لوقار.
الثاني: أن الوقار بمعنى التؤدة والتثبت، والمعنى ما لكم لا ترجون لله تعالى متثبتين حتى تتمكنوا من النظر بوقاركم. وقوله " لله " على هذا مفعول دخلت عليه اللام، كقولك: ضربت لزيد. وإعراب وقاركم على هذا مصدر في موضع الحال.
[ ص: 282 ] الثالث: أن الرجاء على هذا بمعنى الخوف، والوقار بمعنى العظمة والسلطان. فالمعنى ما لكم لا تخافون عظمة الله وسلطانه.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115ولله ) على هذا صفة للوقار في المعنى.
الرابع: أن الرجاء بمعنى الخوف، والوقار بمعنى الاستقرار، من قولك: وقر في المكان إذا استقر فيه، والمعنى ما لكم لا تخافون الاستقرار في دار القرار، إما في الجنة وإما في النار.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا : هذا إخبار عما حدث عند مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - من منع الجن من استراق السمع في السماء ورجمهم بالنجوم. واللمس: المس. واستعير هنا للطلب. والحرس: اسم مفرد في معنى الحراس كالخدم في معنى الخدام. ولذلك وصف بشديد، وهو مفرد. ويحتمل أن يريد به الملائكة الحراس أو النجوم الحارسة. وكرر الشهب لاختلاف اللفظ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=17لنفتنهم فيه ) : يحتمل أن يكون الضمير للمسلمين، أو للقاسطين المذكورين قبل، أو لجميع الجن، أو الجن الذين استمعوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو لجميع الخلق. ومعنى الفتنة الاختبار، هل يشكرون أم لا، هذا إن كانت الطريقة المذكورة، بمعنى الإيمان، وإن كانت الطريقة الكفر فمعنى الفتنة الاستضلال والاستدراج.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19لبدا ) : جماعة واحدها لبدة. والمعنى يكاد الكفار من الناس يجتمعون على الرد عليه وإبطال أمره، أو يكاد الجن الذين استمعوا هذا القرآن يجتمعون عليه لاستماعه والتبرك به. ومن هذا اشتقاق هذه اللبود التي تفرش بعضها على بعضها.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) : أي يعلم أهل التوراة والإنجيل أن ما أخبر به نبينا ومولانا
محمد - صلى الله عليه وسلم - عن عدد ملائكة النار حق، لأنه
[ ص: 283 ] موافق لما في كتبهم. ولما نزلت هذه الآية قال
أبو جهل لقريش: أيعجز عشرة منكم عن واحد من هؤلاء التسعة عشر أن يبطشوا به، فنزلت الآية. ومعناها أنهم ملائكة لا طاقة لكم بهم. وروي أن الواحد منهم يرمي بالجبل على الكفار، فجعل الله هذا العدد لفتنة الكفار ولئلا يشك المؤمنون والذين أوتوا الكتاب.
فإن قلت: كيف نفى عنهم الشك بعد أن وصفهم باليقين، والمعنى واحد فهو تكرار؟
فـالجواب: أنه لما وصفهم باليقين نفى عنهم أن يشكوا فيما يستقبل بعد يقينهم الحاصل الآن، فكأنه وصفهم باليقين في الحال والاستقبال. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: ذلك مبالغة وتأكيد.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( ليقول الذين في قلوبهم مرض ) ) : المرض عبارة عن الشك، وأكثر ما يطلق الذين في قلوبهم مرض على المنافقين، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=10في قلوبهم مرض .
فإن قلت: هذه السورة مكية، ولم يكن حينئذ منافقون
بالمدينة؟
فالجواب من وجهين: أحدهما أن معناه يقول المنافقون إذا حدثوا، ففيه إخبار بالغيب. والآخر أن يريد من كان
بمكة من أهل الشك، وقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=26ماذا أراد الله بهذا مثلا ، فهو استبعاد لأن يكون هذا من عند الله.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=12لأي يوم أجلت nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=13ليوم الفصل . فيه توقيف يراد به تعظيم ذلك اليوم، ثم بينه بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=14وما أدراك ما يوم الفصل .
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( اللام ): على أربعة أقسام: جارة، وناصبة، وجازمة، ومهملة غير عاملة. فالجارة مكسورة مع الظاهر، وأما قراءة بعضهم: الحمد لله، فالضمة عارضة للاتباع، مفتوحة مع المضمر إلا الياء. ولها معان:
الاستحقاق، وهي الواقعة بين معنى وذات، نحو: " الحمد لله "
[ ص: 284 ] " الملك لله " .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4لله الأمر nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=1ويل للمطففين nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=114لهم في الدنيا خزي ( وللكافرين النار ) ، أي عذابها.
والاختصاص، نحو: إن له أبا، كان له إخوة.
والملك، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=4له ما في السماوات وما في الأرض .
والتعليل، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=8وإنه لحب الخير لشديد ، أي وإنه من أجل حب المال لبخيل.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=81وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ... . في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة، أي لأجل إيتائي إياكم بعض الكتاب والحكمة، ثم لمجيء
محمد - صلى الله عليه وسلم - مصدقا لما معكم لتؤمنن به، ولتنصرنه، فما مصدرية واللام تعليلية. وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=1لإيلاف قريش . وتعلقها بـ " يعبدوا " . وقيل بما قبله، أي فجعلهم كعصف مأكول، لإيلاف قريش. ورجح بأنهما في مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان سورة واحدة.
وموافقة إلى، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5بأن ربك أوحى لها nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2كل يجري لأجل مسمى .
وعلى نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=109ويخرون للأذقان nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12دعانا لجنبه nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103وتله للجبين nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=7وإن أسأتم فلها nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=25لهم اللعنة ، أي عليهم، كما قال الشافعي.
وفي، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47ونضع الموازين القسط ليوم القيامة nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=187لا يجليها لوقتها إلا هو nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=24يا ليتني قدمت لحياتي ، أي في حياتي. وقيل هي فيها للتعليل، أي لأجل حياتي في الآخرة.
و " عند " في قراءة
الجحدري: nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=5بل كذبوا بالحق لما جاءهم . وبعد، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=78أقم الصلاة لدلوك الشمس . وعن، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه .
[ ص: 285 ] أي عنهم وفي حقهم، لأنهم خاطبوا به المؤمنين. وإلا لقيل ما سبقتمونا.
والتبليغ، وهي الجارة لاسم السامع لقول أو ما في معناه، كالإذن.
والصيرورة، وتسمى لام العاقبة، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ، فهذا عاقبة التقاطهم لا علته، إذ هي التبني. ومنع قوم ذلك، وقالوا: هي للتعليل مجازا، لأن كونه عدوا لما كان ناشئا عن الالتقاط وإن لم يكن غرضا لهم، فنزل منزلة الغرض على تقدير المجاز. وقال أبو حيان: الذي عندي أنها للتعليل حقيقة، وأنهم التقطوه ليكون لهم عدوا، وذلك على حذف مضاف تقديره لمخافة أن يكون، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176يبين الله لكم أن تضلوا ، أي كراهة أن تضلوا.
والتأكيد، وهي الزائدة أو القوية للعامل الضعيف لفرعية أو تأخير، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72ردف لكم nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يريد الله ليبين لكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71وأمرنا لنسلم nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=16فعال لما يريد nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=43إن كنتم للرؤيا تعبرون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=78وكنا لحكمهم شاهدين .
والتبيين للفاعل أو المفعول، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=8فتعسا لهم nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هيهات لما توعدون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=23هيت لك .
والناصبة هي لام التعليل، وادعى الكوفيون النصب بها. وقال غيرهم بأن مقدرة في محل جر باللام.
والجازمة هي لام الطلب، وحركتها الكسر. وسليم يفتحونها، وإسكانها بعد الواو والفاء أكثر من تحريكها، نحو،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي . وقد تسكن بعد ثم، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29ثم ليقضوا تفثهم . وسواء كان الطلب أمرا، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=7لينفق ذو سعة . أو دعاء، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=77ليقض علينا ربك .
[ ص: 286 ] وكذا لو خرجت إلى الخبر، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75فليمدد له الرحمن مدا nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=12ولنحمل خطاياكم . أو التهديد، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .
وجزمها فعل الغائب كثير، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=102فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=102فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=102فليصلوا معك .
وفعل المخاطب قليل، ومنه: ( فبذلك فلتفرحوا ) - في قراءة التاء. وفعل التكلم أقل، ومنه:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=12ولنحمل خطاياكم .
وغير العاملة أربع:
لام الابتداء، وفائدتها أمران: توكيد مضمون الجملة، ولهذا زحلقوها في باب إن من صدر الجملة كراهة توالي مؤكدين. وتخليص المضارع للحال.
وتدخل في المبتدأ، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=13لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله . وفي خبر إن، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39إن ربي لسميع الدعاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=124وإن ربك ليحكم بينهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=4وإنك لعلى خلق عظيم . واسمها المؤخر، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=12إن علينا للهدى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=13وإن لنا للآخرة .
واللام الزائدة في خبر أن المفتوحة، كقراءة
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير: " إلا أنهم ليأكلون الطعام " . والمفعول، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=13يدعو لمن ضره أقرب من نفعه .
ولام الجواب للقسم أو "لو" أو لولا، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=91تالله لقد آثرك الله علينا nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=57وتالله لأكيدن أصنامكم nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لو تزيلوا لعذبنا nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض .
[ ص: 287 ] واللام الموطئة، وتسمى المؤذنة، وهي الداخلة على أداة شرط للإيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم مقدر، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار . وخرج عليه قراءة قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=81لما آتيتكم من كتاب وحكمة .
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910لا ): على أوجه: أحدها أن تكون نافية، وهي أنواع:
أحدها: أن تعمل عمل إن، وذلك إذا أريد بها الجنس على سبيل التنصيص، وتسمى حينئذ تبرئة، وإنما يظهر نصبها إذا كان اسمها مضافا أو شبهه، وإلا فيركب معها، نحو، لا إله إلا الله.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2لا ريب فيه . فإن تكررت جاز التركيب والرفع، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197فلا رفث ولا فسوق ولا جدال nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=254لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=23لا لغو فيها ولا تأثيم .
ثانيها: أن تعمل عمل ليس، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=61ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين .
ثالثها ورابعها: أن تكون عاطفة أو جوابية. ولم يقعا في القرآن.
خامسها: أن تكون على غير ذلك، فإن كان ما بعدها جملة اسمية صدرها معرفة أو نكرة ولم تعمل فيها، أو فعلا ماضيا لفظا أو تقديرا وجب تكرارها، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=40لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=47لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=31فلا صدق ولا صلى .
أو مضارعا لم يجب، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=148لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=90قل لا أسألكم عليه أجرا .
[ ص: 288 ] وتعترض " لا " هذه بين الناصب والمنصوب، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=165لئلا يكون للناس . والجازم والمجزوم، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=73إلا تفعلوه .
والوجه الثاني: أن تكون لطلب الترك، فتختص بالمضارع، وتقتضي جزمه واستقباله، سواء كان نهيا، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1لا تتخذوا عدوي nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28لا يتخذ المؤمنون الكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=237ولا تنسوا الفضل بينكم . أو دعاء، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لا تؤاخذنا .
الثالث: التأكيد، وهي الزائدة، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12ما منعك ألا تسجد nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=92ما منعك إذ رأيتهم ضلوا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=93ألا تتبعني nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29لئلا يعلم أهل الكتاب ، أي ليعلموا. قال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني: لا هنا مؤكدة قائمة مقام إعادة الجملة مرة أخرى.
واختلف في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=1لا أقسم بيوم القيامة ، فقيل زائدة، فائدتها مع التوكيد التمهيد لنفي الجواب، والتقدير: لا أقسم بيوم القيامة لا تتركون سدى. ومثله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ، ويؤيده قراءة "لأقسم".
وقيل: لا نافية لا تقدم عنهم من إنكار البعث، فقيل لهم: ليس الأمر كذلك، ثم استؤنف القسم. قالوا: وإنما صح ذلك لأن القرآن كله كالسورة الواحدة، ولذا يذكر الشيء في سورة وجوابه في سورة أخرى نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=6وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=2ما أنت بنعمة ربك بمجنون .
وقيل: منفيها أقسم على أنه إخبار لا إنشاء. واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري، قال: والمعنى في ذلك أنه لا يقسم بالشيء إلا إعظاما له، بدليل:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75فلا أقسم بمواقع النجوم nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=76وإنه لقسم لو تعلمون عظيم . فكأنه قيل: إن إعظامه بالإقسام به كلا إعظام، أي أنه يستحق إعظاما فوق ذلك.
واختلف في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا ، فقيل نافية. وقيل ناهية. وقيل زائدة.
[ ص: 289 ] وفي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ، فقيل: زائدة. وقيل نافية والمعنى ممتنع عدم رجوعهم إلى الآخرة.
تنبيه:
ترد " لا " اسما بمعنى غير، فيظهر إعرابها فيما بعدها، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7غير المغضوب عليهم ولا الضالين ،
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=33لا مقطوعة ولا ممنوعة ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=68لا فارض ولا بكر .
فائدة
قد تحذف ألفها، وخرج عليه
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني: nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=25واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة .
( لات ): اختلف فيها، فقال قوم: فعل ماض بمعنى نقص. وقيل أصلها ليس، تركت الياء فقلبت ألفا لانفتاح ما قبلها، وأبدلت السين تاء. وقيل هي كلمتان: لا النافية زيدت عليها التاء لتأنيث الكلمة، وحركت لالتقاء الساكنين، وعليه الجمهور. وقيل هي لا النافية والتاء زائدة في أول الحين. واستدل له
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة بأنه وجدها في مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان مختلطة بحين في الخط.
واختلف في عملها، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=13676الأخفش: لا تعمل شيئا، فإن تلاها مرفوع فمبتدأ وخبر، أو منصوب فبفعل محذوف، فقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3ولات حين - بالرفع، أي كائن لهم. وبالنصب أي لا أرى حين مناص.
وقيل تعمل عمل إن.
وقال الجمهور: تعمل عمل ليس، وعلى كل قول لا يذكر بعدها إلا أحد المعمولين، ولا تعمل إلا في لفظ الحين. قيل: أو ما رادفه. قال الفراء: وقد تستعمل حرف جر لأسماء الزمان خاصة. وخرج عليه - قراءة: ولات حين - بالجر.
[ ص: 290 ] "
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910لا جرم " : وردت في القرآن في خمسة مواضع: الأول في هود، وثلاثة في النحل، والخامس في غافر، متلوة بأن واسمها ولم يجئ بعدها فعل. واختلف فيها، فقيل: لا نافية لما تقدم، و" جرم " فعل معناه حق، وأن مع ما في حيزها فاعله.
وقيل: زائدة، و " جرم " معناه كسب، أي كسب لهم عملهم الندامة، وما في حيزها في موضع نصب.
وقيل: هما كلمتان، ركبتا وصار معناها حقا. وقيل معناها لا بد، وما بعدها في موضع نصب بها بإسقاط حرف الجر.
( لكن ) - مشددة النون: حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر. ومعناه الاستدراك، وفسر بأن ينسب لما بعدها حكما مخالفا لحكم ما قبلها، ولذلك لا بد أن يتقدمها كلام مخالف لما بعدها أو مناقض له، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا .
وقد ترد للتوكيد مجردا عن الاستدراك، قاله صاحب البسيط، وفسر الاستدراك برفع ما توهم ثبوته، نحو: ما زيد شجاع، لكنه كريم، لأن الشجاعة والكرم لا يكادان يفترقان، فنفي أحدهما يوهم نفي الآخر. ومثل للتوكيد بنحو: لو جاءني أكرمته، لكنه لم يجئ، فأكدت ما أفادته " لو " من الامتناع.
واختار
ابن عصفور أنها لهما معا، وهو المختار، كما أن كأن للتشبيه المؤكد، ولهذا قال بعضهم: إنها مركبة من لكن أن فطرحت الهمزة للتخفيف ونون لكن للساكنين.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=198لكن ) - مخففة: ضربان:
أحدهما: مخففة من الثقيلة، وهي حرف ابتداء لا تعمل، بل لمجرد إفادة الاستدراك، وليست عاطفة لاقترانها بالعاطف في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=76ولكن كانوا هم الظالمين .
[ ص: 291 ] والثاني: عاطفة إذا تلاها مفرد، وهي أيضا للاستدراك، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166لكن الله يشهد بما أنزل إليك nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=88لكن الرسول nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=198لكن الذين اتقوا ربهم .
ويأتي لدي، ولدن، عند حرف العين في " عند " " لعل " حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر. وله معان، أشهرها التوقع، وهي الترجي في المحبوب، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=200لعلكم تفلحون . والإشفاق في المكروه، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17لعل الساعة قريب . وذكر التنوخي أنها تفيد توكيد ذلك.
الثاني: التعليل، وخرج عليه:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=44فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى .
الثالث: الاستفهام، وخرج عليه:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=1لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3وما يدريك لعله يزكى ; ولذا علق " يدري " .
قال في البرهان: وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=13890البغوي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي أن جميع ما في القرآن من " لعل " فإنها للتعليل، إلا قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=129لعلكم تخلدون . قال: وكونها للتشبيه غريب لم يذكره النحاة، ووقع في صحيح البخاري في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=129لعلكم تخلدون - أن لعل للتشبيه. وذكر غيره أنها للرجاء المحض، وهو بالنسبة إليهم.
قلت: أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي عن
أبي مالك، قال: " لعلكم " في القرآن بمعنى " كي " ، غير آية في الشعراء:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=129لعلكم تخلدون ، بمعنى كأنكم تخلدون.
وأخرج عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة قال: كان في بعض القراءة: "وتتخذون مصانع كأنكم خالدون".
[ ص: 292 ] " لم " : حرف جزم لنفي المضارع وقلبه ماضيا، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=3لم يلد ولم يولد . والنصب بها لغة - حكاه اللحياني. وخرج عليه قراءة: ألم نشرح.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19لما ) : على أوجه:
أحدها: أن تكون حرف جزم، فتختص بالمضارع وتنفيه وتقلبه ماضيا، كـ لم، لكن يفترقان من أوجه:
أحدها: أنها لا تقترن بأداة شرط، ونفيها مستمر إلى الحال أو قريب منه. ومتوقع ثبوته.
قال
ابن مالك في:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8لما يذوقوا عذاب : المعنى لم يذوقوه، وذوقه لهم متوقع.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ، - ما في " لما " بمعنى التوقع، دال على أن هؤلاء قد آمنوا فيما بعد، وأن نفيها آكد من نفي لم، فهي لنفي قد فعل، ولم لنفي فعل، ولهذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في الفائق تبعا
nindex.php?page=showalam&ids=13042لابن جني: إنها مركبة من
( لم ) و ( ما ) ، وإنهم لما زادوا في الإثبات ( قد ) زادوا في النفي ( ما ) ، وإن منفي لما جائز الحذف اختيارا. بخلاف لم، وهي أحسن ما يخرج عليه:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=111وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم ، أي لما يهملوا أو يتركوا، قاله ابن الحاجب.
قال
ابن هشام: ولا أعرف وجها في الآية أشبه من هذا، وإن كانت النفوس تستبعده، لأن مثله لم يقع في التنزيل. قال: والحق لا يستبعد، لكن الأولى أن يقدر لما يوفوا أعمالهم، أي أنهم إلى الآن لم يوفوها وسيوفوها.
الثاني: أن تدخل على الماضي، فتقتضي جملتين، وجدت الثانية عن وجود الأولى، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67فلما نجاكم إلى البر أعرضتم .
ويقال فيها حرف وجود لوجود. وذهب جماعة إلى أنها حينئذ ظرف بمعنى حين. وقال
ابن مالك: بمعنى إذ، لأنها مختصة بالماضي وبالإضافة إلى الجملة.
[ ص: 293 ] وجواب هذه يكون ماضيا كما تقدم، وجملة اسمية بالفاء أو بإذا الفجائية، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=32فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون . وجوز
ابن عصفور كونه مضارعا، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=74فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا . وأوله غيره بـ " جادلنا " .
الثالث: أن تكون حرف استثناء، فتدخل على الاسمية والماضية، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إن كل نفس لما عليها حافظ - بالتشديد، أي " إلا "
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=35وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا .
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910لن ): حرف نصب ونفي واستقبال. والنفي بها أبلغ من النفي بلا، فهي لتأكيد النفي، كما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري وابن الخباز، حتى قال بعضهم: إن منعه مكابرة، فهي لنفي " إني أفعل " ، و " لا " لنفي " أفعل "، كما في " لم " ، و " لا " . قال بعضهم: العرب تنفي المظنون بلن والمشكوك بلا. ذكره
ابن الزملكاني في التبيان، وادعى
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أيضا أنها لتأبيد النفي، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73لن يخلقوا ذبابا ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=24ولن تفعلوا . قال
ابن مالك: وحمله على ذلك اعتقاده في
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143لن تراني أن الله لا يرى.
ورده غيره بأنها لو كانت للتأبيد لم يقيد منفيها باليوم في:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=26فلن أكلم اليوم إنسيا ، ولم يصح التوقيت في:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=91لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى . ولكان ذكر الأبد في:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=95ولن يتمنوه أبدا - تكرار. والأصل عدمه. واستفادة التأبيد في:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73لن يخلقوا ذبابا . ونحوه، من خارج.
ووافقه على إفادة التأبيد ابن عطية. وقال في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143لن تراني : لو أبقينا على هذا النفي لتضمن أن موسى لا يراه أبدا ولا في الآخرة، لكن ثبت في الحديث المتواتر أن أهل الجنة يرونه.
[ ص: 294 ] وعكس
ابن الزملكاني مقالة
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري، فقال إن " لن " لنفي ما قرب وعدم امتداد النفي، و " لا " يمتد معها النفي. قال: وسر ذلك أن الألفاظ مشاكلة للمعاني، ولأن آخرها الألف فاللام يمكن امتداد الصوت بها بخلاف النون، فطابق كل لفظ معناه. قال: ولذلك أتى بلن حيث لم يرد به النفي مطلقا، بل في الدنيا حيث قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143لن تراني ، وبلا في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار حيث أراد نفي الإدراك على الإطلاق. وهو مغاير للرؤية.
وترد للدعاء، وخرج عليه:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=17رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين .
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910لو ): حرف شرط في المضي تصرف المضارع إليه، بعكس " إن " الشرطية.
واختلف في إفادتها الامتناع، وكيفية إفادتها إياه على أقوال:
أحدها: أنها لا تفيده بوجه، ولا تدل على امتناع الشرط ولا امتناع الجواب، بل هي لمجرد ربط الجواب بالشرط دالة على التعليق في الماضي، كما دلت إن على التعليق في المستقبل، ولم تدل بالإجماع على امتناع ولا ثبوت.
قال
ابن هشام: وهذا القول كإنكار الضروريات: إذ فهم الامتناع منها كالبديهي، فإن كل من سمع " لو فعل " فهم عدم وقوع الفعل من غير تردد، ولهذا جاز استدراكه، فتقول: لو جاء زيد لأكرمته لكنه لم يجئ.
الثاني: وهو
nindex.php?page=showalam&ids=16076لسيبويه، قال: إنها حرف لما سيقع لوقوع غيره، أي تقتضي فعلا ماضيا كان يتوقع ثبوته لثبوت غيره، والمتوقع غير واقع، فكأنه قال: حرف يقتضي فعلا امتنع لامتناع ما كان يثبت لثبوته.
الثالث: وهو المشهور على ألسنة النحاة ومشى عليه المعربون - أنها حرف امتناع لامتناع، أي يدل على امتناع الجواب لامتناع الشرط، فقولك: " لو جئت لأكرمتك " دال على امتناع الإكرام لامتناع المجيء.
[ ص: 295 ] واعترض بعدم امتناع
الجواب في مواضع كثيرة، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=23ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ، فإن عدم النفاد عند فقد ما ذكر، والتولي عند عدم الإسماع أولى.
الرابع: وهو
لابن مالك - أنها حرف يقتضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه من غير تعرض لنفي التالي، قال: فقيام زيد في قولك: لو قام زيد لقام عمرو محكوم بانتفائه، وبكونه مستلزما ثبوته لثبوت قيام عمرو. وهل لعمرو قيام آخر غير اللازم عن قيام زيد أو ليس له، لا تعرض لذلك. قال
ابن هشام: وهذه أجود العبارات.
فوائد
الأولى: أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، قال: كل شيء في القرآن " لو " فإنه لا يكون أبدا.
الثانية: تختص " لو " المذكورة بالفعل. وأما نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=100قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق ، فعلى تقديره.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: وإذا أوقعت أن بعدها وجب كون خبرها فعلا، ليكون عوضا عن الفعل المحذوف.
ورده
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب بآية:
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27ولو أنما في الأرض . وقال: إنما ذلك إذا كان مشتقا لا جامدا. ورده
ابن مالك بقوله:
لو أن حيا مدرك الفلاح ... أدركه ملاعب الرماح
قال
ابن هشام: وقد وجدت آية في التنزيل وقع فيها الخبر اسما مشتقا ولم ينتبه لها
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري، كما لم ينتبه لآية
لقمان، ولا
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب، وإلا لما منع ذلك، ولا ابن مالك وإلا لما استدل بالشعر، وهي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20يودوا لو أنهم بادون في الأعراب .
[ ص: 296 ] ووجدت آية الخبر فيها ظرف، وهي:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=168لو أن عندنا ذكرا من الأولين .
ورد ذلك
الزركشي في البرهان
وابن الدماميني – بأن " لو " في الآية الأولى للتمني، والكلام في الامتناعية. وأعجب من ذلك أن مقالة الزمخشري سبقه إليها السيرافي. وهذا الاستدراك وما استدرك به منقول قديما في شرح الإيضاح لابن الخباز، لكن في غير مظنته، فقال في باب " إن وأخواتها ": قال
nindex.php?page=showalam&ids=14551السيرافي تقول: لو أن زيدا قام لأكرمته. ولا يجوز لو أن زيدا حاضر لأكرمته، لأنك لم تلفظ بفعل يسد مسد ذلك الفعل. هذا كلامه. وقد قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب . فأوقع خبرها صفة، ولهم أن يفرقوا بأن هذه للتمني فأجريت مجرى ليت، كما تقول ليتهم بادون. انتهى كلامه.
وجواب لو إما مضارع منفي، أو ماض مثبت أو منفي بما. والغالب على المثبت دخول اللام عليه، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=65لو نشاء لجعلناه حطاما . ومن تجرده:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=70لو نشاء جعلناه أجاجا . والغالب على المنفي تجرده، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112ولو شاء ربك ما فعلوه .
الثالثة: قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: الفرق بين قولك: لو جاءني زيد أكرمته. ولو زيد جاءني لكسوته، ولو أن زيدا جاءني لكسوته - أن القصد في الأول مجرد ربط الفعلين وتعليق أحدهما بصاحبه لا غير، من غير تعرض لمعنى زائد على التعلق الساذج. وفي الثاني انضم إلى التعلق أحد معنيين، إما نفي الشك والشبهة، وأن المذكور مكسو لا محالة. وإما بيان أنه هو المختص بذلك دون غيره. ويخرج عليه آية:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=100قل لو أنتم تملكون . وفي الثالث مع ما في الثاني زيادة التأكيد الذي تعطيه " أن " ، وإشعار بأن زيدا كان حقه أن يجيء وأنه بتركه المجيء قد أغفل حظه. ويخرج عليه:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=5ولو أنهم صبروا . ونحوه، فتأمل ذلك. وخرج عليه ما وقع في القرآن من أحد الثلاثة.
[ ص: 297 ] تنبيه:
ترد " لو " شرطية في المستقبل، وهي التي يصلح موضعها إن، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=33ولو كره المشركون nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=52ولو أعجبك حسنهن .
ومصدرية، وهي التي يصلح موضعها أن المفتوحة، وأكثر وقوعها بعد " ود " ونحوه، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=109ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=96يود أحدهم لو يعمر ألف سنة nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه . أي يود التعمير والافتداء. وللتمني، وهي التي يصلح موضعها ليت، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=102فلو أن لنا كرة فنكون . ولهذا نصب الفعل في جوابها.
والتعليل، وخرج عليه:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135ولو على أنفسكم .
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910لولا ) على أوجه:
أحدها: أن تكون حرف امتناع لوجود، فتدخل على الجملة الاسمية ويكون جوابها فعلا مقرونا باللام إن كان مثبتا، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=143فلولا أنه كان من المسبحين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=144للبث . ومجردا منها إن كان منفيا، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا . وإن وليها ضمير فحقه أن يكون ضمير رفع، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=31لولا أنتم لكنا مؤمنين .
الثاني: أن تكون بمعنى هلا، فهي للتحضيض والعرض في المضارع أو ما في تأويله، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=46لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=10لولا أخرتني إلى أجل قريب .
وللتوبيخ والتنديم في الماضي، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=13لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء ،
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة [ ص: 298 ] nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16ولولا إذ سمعتموه قلتم nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=43فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83فلولا إذا بلغت الحلقوم nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=86فلولا إن كنتم غير مدينين .
الثالث: أن تكون للاستفهام، ذكره الهروي، وجعل منه:
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=10لولا أخرتني ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=8لولا أنزل عليه ملك . والظاهر أنها فيهما بمعنى هلا.
الرابع: أن تكون للنفي، ذكره الهروي أيضا، وجعل منه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=98فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها ، أي فما آمنت قرية، أي أهلها عند مجيء العذاب فنفعها إيمانها. والجمهور لم يثبتوا ذلك، وقالوا: المراد في الآية التوبيخ على ترك الإيمان قبل مجيء العذاب. ويؤيده قراءة أبي: فهلا. والاستثناء حينئذ منقطع.
فائدة
نقل عن الخليل أن جميع ما في القرآن من " لولا " فهي بمعنى هلا، إلا:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=143فلولا أنه كان من المسبحين . وفيه نظر لما تقدم من الآيات. وكذا قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=24لولا أن رأى برهان ربه ، " لولا " فيه امتناعية جوابها محذوف، أي لهم بها، أو لواقعها. وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82لولا أن من الله علينا لخسف بنا . وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10لولا أن ربطنا على قلبها ، أي لأبدت به، في آيات أخرى.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم: حدثنا
موسى الخطمي، حدثنا
هارون بن أبي حاتم، حدثنا
عبد الرحمن بن أبي حماد، عن
أسباط، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي، عن
أبي مالك، قال:
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910كل ما في القرآن " فلولا " فهو: " فهلا " ، إلا حرفين: في يونس: nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=98فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها ، يقول: فما كانت قرية. وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=143فلولا أنه كان من المسبحين .
[ ص: 299 ] وبهذا يتضح مراد الخليل، وهو أن مراده " لولا " المقرونة بالفاء.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=7لو ما ) : بمنزلة لولا. قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=7لو ما تأتينا بالملائكة . المالقي: لم ترد إلا للتحضيض.
( ليت): حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، معناه التمني. وقال التنوخي: إنها تفيد تأكيده.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8ليس ): فعل جامد، ومن ثم ادعى قوم حرفيته، ومعناه نفي مضمون الجملة في الحال، وينفي غيره بالقرينة. وقيل: هي لنفي الحال وغيره. وقواه
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم ، فإنه نفي للمستقبل.
قال
ابن مالك: وترد للنفي العام المستغرق المراد به الجنس، كلا التبرئة. وهو مما يغفل عنه، وخرج عليه:
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6ليس لهم طعام إلا من ضريع .
[ ص: 252 ] حَرْفُ اللَّامِ
( لَعَنَهُمْ): طَرَدَهُمْ وَأَبْعَدَهُمْ. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=159وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ ، فَيُرَادُ بِهِ الْمَلَائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ. وَقِيلَ الْمَخْلُوقَاتُ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ. وَقِيلَ الْبَهَائِمُ لِمَا يُصِيبُهُمْ مِنَ الْجَدْبِ بِسَبَبِ ذُنُوبِ بَنِي آدَمَ.
( لَمَسْتُمْ، وَ
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43لامَسْتُمُ ) : بِمَعْنَى النِّكَاحِ.
( لَغْو الْيَمِين ) : سَاقِطُهُ، وَهُوَ: وَاللَّهِ، وَلَا وَاللَّهِ، الْجَارِي عَلَى اللِّسَانِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، هَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبُو حَنِيفَةَ: أَنْ يَحْلِفَ عَلَى الشَّيْءِ يَظُنُّهُ عَلَى مَا حَلَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَظْهَرُ خِلَافُهُ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: اللَّغْوُ: الْحَلِفُ حِينَ الْغَضَبِ.
وَقِيلَ: اللَّغْوُ الْيَمِينُ عَلَى الْمَعْصِيَةِ. وَالْمُؤَاخَذَةُ الْعِقَابُ. أَوْ وُجُوبُ الْكَفَّارَةِ. وَاللَّغْوُ أَيْضًا: الشَّيْءُ الْمُسْقِطُ الْمُلْقَى، تَقُولُ: أَلْقَيْتُ الشَّيْءَ، أَيْ طَرَحْتُهُ وَأَسْقَطْتُهُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=72وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا . فَمَعْنَاهُ الْإِعْرَاضُ عَنْ قَبِيحِ الْكَلَامِ، وَالِاسْتِحْيَاءُ مِنَ الدُّخُولِ مَعَ أَهْلِهِ، تَنْزِيهًا لِأَنْفُسِهِمْ عَنْ ذَلِكَ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لَبَسْنَا عَلَيْهِمْ ) ) : أَيْ خَلَطْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَخْلِطُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى ضُعَفَائِهِمْ، فَإِنَّهُمْ إِذَا رَأَوُا الْمَلَكَ فِي صُورَةِ إِنْسَانٍ قَالُوا: هَذَا إِنْسَانٌ، وَلَيْسَ بِمَلَكٍ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=8لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: الْمَعْنَى لَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا فَكَفَرُوا بَعْدَ ذَلِكَ لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ، فَفِي الْكَلَامِ عَلَى هَذَا حَذْفٌ.
[ ص: 253 ] وَقُضِيَ الْأَمْرُ عَلَى هَذَا تَعْجِيلُ أَخْذِهِمْ. وَقِيلَ الْمَعْنَى: لَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَمَاتُوا مِنْ هَوْلِ رُؤْيَتِهِ، فَقَضَاءُ الْأَمْرِ عَلَى هَذَا: مَوْتُهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=87لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ : مَقْطُوعٌ مِمَّا قَبْلَهُ، وَهُوَ جَوَابٌ لِقَسَمٍ مَحْذُوفٍ. وَقِيلَ: هُوَ تَفْسِيرٌ لِلرَّحْمَةِ الْمَذْكُورَةِ، تَقْدِيرُهُ إِنْ يَجْمَعْكُمْ، وَهَذَا ضَعِيفٌ لِدُخُولِ النُّونِ الثَّقِيلَةِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا، فَإِنَّهَا لَا تَدْخُلُ إِلَّا فِي الْقَسَمِ أَوْ فِي غَيْرِ الْوَاجِبِ. وَقِيلَ " إِلَى " هُنَا بِمَعْنَى فِي، يَعْنِي فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا لِلْغَايَةِ عَلَى بَابِهَا.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=22لَوَاقِحَ ) : بِمَعْنَى مَلَاقِحَ جَمْعُ مُلْقَحَةٍ، أَيْ تُلَقِّحُ الشَّجَرَ وَالسَّحَابَ، كَأَنَّهَا تُنْتِجُهُ. وَيُقَالُ لَوَاقِحُ حَوَامِلُ، جَمْعُ لَاقِحٍ، لِأَنَّهَا تَحْمِلُ السَّحَابَ وَتَقْلِبُهُ وَتَصْرِفُهُ، ثُمَّ تَحِلُّهُ فَيَنْزِلُ. وَمِمَّا يُوَضِّحُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ، أَيْ حَمَلَتْ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لَوْمَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ ) ) : لَوْمًا: عَرْضٌ وَتَحْضِيضٌ، وَالضَّمِيرُ لِكُفَّارِ
قُرَيْشٍ. وَذَلِكَ أَنَّهُمْ طَلَبُوا مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَأْتِيَهُمْ بِالْمَلَائِكَةِ، فَأَخْبَرَ الْحَقُّ بِأَنَّهُمْ لَوْ رَأَوْا أَعْظَمَ آيَةٍ لَقَالُوا: إِنَّهَا تَحَيُّلٌ أَوْ سِحْرٌ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=44لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ ) : يَعْنِي جَهَنَّمَ. رُوِيَ أَنَّهَا سَبْعُ طَبَقَاتٍ فِي كُلِّ طَبَقَةٍ بَابٌ، فَأَعْلَاهَا لِلْمُذْنِبِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَالثَّانِيَةُ لِلْيَهُودِ. وَالثَّالِثَةُ لِلنَّصَارَى. وَالرَّابِعَةُ لِلصَّابِئِينَ. وَالْخَامِسَةُ لِلْمَجُوسِ. وَالسَّادِسَةُ لِلْمُشْرِكِينَ. وَالسَّابِعَةُ لِلْمُنَافِقِينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=72لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ : هَذَا قَسَمٌ. وَالْعُمْرُ: الْحَيَاةُ. وَفِيهِ كَرَامَةٌ لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لِأَنَّهُ أَقْسَمَ بِحَيَاتِهِ وَلَمْ يُقْسِمْ بِحَيَاةِ غَيْرِهِ.
وَقِيلَ: هُوَ مِنْ قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ لِـ
لُوطٍ، وَارْتِفَاعُهُ بِالِابْتِدَاءِ، وَخَبَرُهُ مَحْذُوفٌ. تَقْدِيرُهُ: لَعَمْرُكَ قَسَمِي، وَاللَّامُ لِلتَّوْطِئَةِ. وَسَكْرَتُهُمْ: ضَلَالُهُمْ وَجَهْلُهُمْ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=92لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) : هَذَا السُّؤَالُ الْمُثْبِتُ عَلَى وَجْهِ الْحِسَابِ،
[ ص: 254 ] وَالسُّؤَال الْمَنْفِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=39لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ ، عَلَى وَجْهِ الِاسْتِفْهَامِ الْمَحْضِ، لِأَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ الْأَعْمَالَ، فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى السُّؤَالِ عَنْهَا.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=76لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلا قَلِيلا ) ، أَيْ لَوْ أَخْرَجُوكَ لَمْ يَلْبَثُوا بَعْدَ خُرُوجِكَ مِنْ
مَكَّةَ إِلَّا قَلِيلًا. فَلَمَّا خَرَجَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُهَاجِرًا مِنْ
مَكَّةَ لَمْ يَبْقَوْا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا قَلِيلًا، وَقُتِلُوا بَعْدَ ذَلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=76لَيَسْتَفِزُّونَكَ ) : الضَّمِيرُ
لِقُرَيْشٍ، كَانُوا قَدْ هَمُّوا أَنْ يُخْرِجُوا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ
مَكَّةَ، وَذَلِكَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، فَالْأَرْضُ هُنَا يُرَادُ بِهَا
مَكَّةُ، لِأَنَّهَا بَلَدُهُ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=75لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ) : أَيْ ضِعْفُ عَذَابِهِمَا، لَوْ رَكَنْتَ إِلَيْهِمْ، وَلَمْ يَرْكَنْ إِلَيْهِمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلَ النُّبُوءَةِ، فَكَيْفَ بَعْدَهَا؟!
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) : أَيْ إِنْ شِئْنَا ذَهَبْنَا بِالْقُرْآنِ فَمَحَوْنَاهُ مِنَ الصُّدُورِ وَالْمَصَاحِفِ، وَهَذِهِ الْآيَةُ مُتَّصِلَةُ الْمَعْنَى بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا ، أَيْ فِي قُدْرَتِنَا أَنْ نَذْهَبَ بِالَّذِي أُوحِي إِلَيْكَ، فَلَا يَبْقَى عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِنَ الْعِلْمِ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا ) . الَّذِينَ قَالُوا هَذَا الْقَوْلَ هُمْ أَشْرَافُ
قُرَيْشٍ، طَلَبُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْوَاعًا مِنْ خَوَارِقِ الْعَادَاتِ، وَضُرُوبًا مِنَ الْمُعْجِزَاتِ، وَهِيَ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، وَهَذِهِ مِنْهَا.
وَالْيَنْبُوعُ: الْعَيْنُ، قَالُوا لَهُ: إِنَّ مَكَّةَ قَلِيلَةُ الْمَاءِ فَفَجِّرْ لَنَا فِيهَا عَيْنًا مِنْ مَاءٍ. وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَ ابْنُ عَمَّةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=95لَوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ ) :
[ ص: 255 ] مَعْنَاهَا لَوْ كَانَ أَهْلُ الْأَرْضِ مَلَائِكَةً لَكَانَ الرَّسُولُ إِلَيْهِمْ مَلَكًا وَلَكِنَّهُمْ بَشَرٌ، فَالرَّسُولُ إِلَيْهِمْ بَشَرٌ مِنْ جِنْسِهِمْ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=100لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ ) ، أَيْ لَوْ مَلَكْتُمُ الْخَزَائِنَ لَأَمْسَكْتُمْ عَنِ الْعَطَاءِ خَشْيَةَ الْفَقْرِ. فَالْمُرَادُ بِالْإِنْفَاقِ عَاقِبَةُ الْإِنْفَاقِ، وَهُوَ الْفَقْرُ. وَمَفْعُولُ
( أَمْسَكْتُمْ ) مَحْذُوفٌ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ: لَا مَفْعُولَ لَهُ، لِأَنَّ مَعْنَاهُ بَخِلْتُمْ. مِنْ قَوْلِهِمْ لِلْبَخِيلِ: مُمْسِكٌ. وَمَعْنَى الْآيَةِ وَصْفُ الْإِنْسَانِ بِالشُّحِّ، وَخَوْفُ الْفَقْرِ، بِخِلَافِ وَصْفِ اللَّهِ تَعَالَى بِالْجُودِ وَالْغِنَى.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=104لَفِيفًا ) : جَمِيعًا مُخْتَلِطِينَ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=80لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ) : يَعْنِي دُرُوعًا، تَكُونُ وَاحِدًا، وَتَكُونُ جَمْعًا، وَأَوَّلُ مَنْ صَنَعَهَا
دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَسَبَبُهَا أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَتَجَسَّسُ عَنْ أَخْبَارِهِ وَسِيرَتِهِ مِنَ النَّاسِ، فَلَقِيَ يَوْمًا مَلِكًا، فَقَالَ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي
دَاوُدَ، فَقَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ لَوْ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ كَدِّ يَدِهِ، فَطَلَبَ من اللهِ صَنْعَةً يَتَقَوَّتُ مِنْهَا، فَأَلَانَ لَهُ الْحَدِيدَ، وَعَلَّمَهُ
جِبْرِيلُ صَنْعَةَ الدُّرُوعِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةَ: اللَّبُوسُ فِي اللُّغَةِ السِّلَاحُ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ: اللَّبُوسُ: اللِّبَاسُ.
وَقُرِئَ: لِتُحْصِنَكُمْ - بِالتَّاءِ وَالْيَاءِ وَالنُّونِ، فَالنُّونُ لِلَّهِ تَعَالَى، وَالتَّاءُ لِلصَّنْعَةِ. وَالْيَاءُ
لِدَاوُدَ. وَاللَّبُوسُ وَاللِّبَاسُ: الشِّدَّةُ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=6لَهْوَ الْحَدِيثِ ) : بَاطِلُهُ، وَهُوَ الْغِنَاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=935591شِرَاءُ الْمُغَنِّيَاتِ وَبَيْعُهُنَّ حَرَامٌ ". وَقِيلَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي قُرَشِيٍّ اشْتَرَى جَارِيَةً مُغَنِّيَةً تُغَنِّي بِهِجَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَالشِّرَاءُ عَلَى هَذَا حَقِيقَةٌ. وَقِيلَ: نَزَلَتْ فِي
النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ، وَكَانَ قَدْ تَعَلَّمَ أَخْبَارَ
فَارِسٍ، فَذَكَرَ لَهْوَ الْحَدِيثِ، وَشِرَاءُ لَهْوِ الْحَدِيثِ اسْتِحْبَابُهُ، وَقَوْلُهُ، وَسَمَاعُهُ، فَالشِّرَاءُ عَلَى هَذَا مَجَازٌ. وَقِيلَ لَهْوُ الْحَدِيثِ الْبَاطِلِ. وَقِيلَ: الشِّرْكُ. وَمَعْنَى اللَّفْظِ يَعُمُّ ذَلِكَ كُلَّهُ. وَظَاهِرُ الْآيَةِ أَنَّهُ
[ ص: 256 ] لَفْظٌ إِلَى كِبْرٍ وَاسْتِخْفَافٍ بِالدِّينِ، لِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ... الْآيَةُ. وَأَنَّ الْمُرَادَ شَخْصٌ مُعَيَّنٌ لِوَصْفِهِ بَعْدَ ذَلِكَ بِجُمْلَةِ أَوْصَافٍ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=3لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ) ، يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ مِنْ رَمَضَانَ. وَكَيْفِيَّةَ إِنْزَالِ هَذَا الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فِيهَا أَنَّهُ أُنْزِلَ إِلَى السَّمَاءِ جُمْلَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ نَزَلَ بِهِ
جِبْرِيلُ مُفَرَّقًا فِي عِشْرِينَ سَنَةً، أَوْ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، عَلَى حَسَبِ الْخِلَافِ فِي مُدَّةِ إِقَامَتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
بِمَكَّةَ بَعْدَ الْبَعْثَةِ، قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=106وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ مِنْ طَرِيقِ
حَسَّانَ بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فُصِلَ الْقُرْآنُ مِنَ الذِّكْرِ، فَوُضِعَ فِي بَيْتِ الْعِزَّةِ مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَجَعَلَ
جِبْرِيلُ يَنْزِلُ بِهِ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَسَانِيدُهَا كُلُّهَا صَحِيحَةٌ.
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا جُمْلَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ أُنْزِلَ نُجُومًا. إِسْنَادُهُ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13508ابْنُ مَرْدُويَهْ nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ عَنْ
مُحَمَّدِ ابْنِ أَبِي الْمَجَالِدِ، عَنْ
مِقْسَمٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - أَنَّهُ سَأَلَهُ
ابْنُ عَطِيَّةِ الْأَسْوَدُ، فَقَالَ: وَقَعَ فِي قَلْبِي الشَّكُّ! قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَهَذَا نَزَلَ فِي شَوَّالَ وَفِي ذِي الْقِعْدَةِ وَفِي ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمِ وَصَفَرٍ وَشَهْرِ رَبِيعٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّهُ أُنْزِلَ فِي رَمَضَانَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ جُمْلَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ أُنْزِلَ عَلَى مَوَاقِعِ النُّجُومِ، رَسْلًا فِي الشُّهُورِ وَالْأَيَّامِ.
قَالَ
أَبُو شَامَةَ: قَوْلُهُ: رَسْلًا، أَيْ رِفْقًا، وَعَلَى مَوَاقِعِ النُّجُومِ، أَيْ عَلَى مِثْلِ مَسَاقِطِهَا، يُرِيدُ أُنْزِلَ مُفَرَّقًا يَتْلُو بَعْضُهُ بَعْضًا عَلَى تُؤَدَةٍ وَرِفْقٍ.
وَقِيلَ: يَعْنِي بِاللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، لِلْآيَةِ:
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=3إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ... ) . وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ .
[ ص: 257 ] قِيلَ: السِّرُّ فِي إِنْزَالِهِ جُمْلَةً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا تَفْخِيمُ أَمْرِهِ وَأَمْرِ مَنْ نَزَلَ عَلَيْهِ. وَذَلِكَ بِإِعْلَامِ سُكَّانِ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ أَنَّ هَذَا آخِرُ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ عَلَى خَاتَمِ الرُّسُلِ لِأَشْرَفِ الْأُمَمِ. وَقَدْ قَرَّبْنَاهُ إِلَيْهِمْ لِنُنْزِلَهُ إِلَيْهِمْ. وَلَوْلَا أَنَّ الْحِكْمَةَ الْإِلَهِيَّةَ اقْتَضَتْ وُصُولَهُ إِلَيْهِمْ مُنَجَّمًا بِحَسَبِ الْوَقَائِعِ لَهَبَطَ بِهِ إِلَى الْأَرْضِ جُمْلَةً كَسَائِرِ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ قَبْلَهُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ بَايَنَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، فَجَعَلَ لَهُ الْأَمْرَيْنِ: إِنْزَالُهُ جُمْلَةً، ثُمَّ إِنْزَالُهُ مُفَرَّقًا، تَشْرِيفًا لِلْمُنَزَّلِ عَلَيْهِ. ذَكَرَ ذَلِكَ
أَبُو شَامَةَ فِي الْمُرْشِدِ الْوَجِيزِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14155الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا تَسْلِيمًا مِنْهُ لِلْأُمَّةِ مَا كَانَ أَبْرَزَ لَهُمْ مِنَ الْحَظِّ بِمَبْعَثِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَذَلِكَ أَنَّ بِعْثَتَهُ كَانَتْ رَحْمَةً، فَلَمَّا خَرَجَتِ الرَّحْمَةُ بِفَتْحِ الْبَابِ جَاءَتْ
بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبِالْقُرْآنِ فَوَضَعَ الْقُرْآنَ بِبَيْتِ الْعِزَّةِ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا لِيَدْخُلَ فِي حَدِّ الدُّنْيَا، وَوُضِعَتِ النُّبُوَّةُ فِي قَلْبِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وَجَاءَ
جِبْرِيلُ بِالرِّسَالَةِ ثُمَّ الْوَحْيِ، كَأَنَّهُ أَرَادَ تَعَالَى أَنَّ يُسَلِّمَ هَذِهِ الرَّحْمَةَ الَّتِي كَانَتْ حَظَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ من اللهِ إِلَى الْأُمَّةِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14467السَّخَاوِيُّ فِي جَمَالِ الْقُرَّاءِ: فِي نُزُولِهِ إِلَى السَّمَاءِ جُمْلَةً تَكْرِيمُ بَنِي آدَمَ. وَتَعْظِيمُ شَأْنِهِمْ عِنْدَ الْمَلَائِكَةِ، وَتَعْرِيفُهُمْ عِنَايَةَ اللَّهِ بِهِمْ وَرَحْمَتَهُ لَهُمْ، وَلِهَذَا الْمَعْنَى أَمَرَ سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَنَّ تُشَيِّعَ سُورَةَ الْأَنْعَامِ، وَزَادَ سُبْحَانَهُ فِي هَذَا الْمَعْنَى بِأَنْ أَمَرَ
جِبْرِيلَ بِإِمْلَائِهِ عَلَى السَّفَرَةِ الْكِرَامِ وَإِنْسَاخِهِمْ إِيَّاهُ وَتِلَاوَتِهِمْ لَهُ. قَالَ: وَفِيهِ أَيْضًا التَّسْوِيَةُ بَيْنَ نَبِيِّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَيْنَ
مُوسَى فِي إِنْزَالِهِ كِتَابَهُ جُمْلَةً، وَالتَّفْضِيلِ
لِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي إِنْزَالِهِ عَلَيْهِ مُنَجَّمًا لِيَحْفَظَهُ.
قَالَ
أَبُو شَامَةَ: فَإِنْ قُلْتَ فَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . مِنْ جُمْلَةِ الْقُرْآنِ الَّذِي أُنْزِلَ جُمْلَةً أَمْ لَا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُ فَمَا نَزَلَ جُمْلَةً، وَإِنْ كَانَ مِنْهُ فَمَا وَجْهُ صِحَّةِ هَذِهِ الْعِبَارَةِ؟
قُلْتُ لَهُ وَجْهَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ مَعْنَى الْكَلَامِ إِنَّا حَكَمْنَا لِإِنْزَالِهِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَقَضَيْنَا بِهِ وَقَدَّرْنَاهُ فِي الْأَزَلِ.
[ ص: 258 ] وَالثَّانِي: أَنَّ لَفْظَهُ لَفْظُ الْمَاضِي وَمَعْنَاهُ الِاسْتِقْبَالُ، أَيْ نَزَلَ جُمْلَةً فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ.
قَالَ
أَبُو شَامَةَ: الظَّاهِرُ أَنَّ نُزُولَهُ جُمْلَةً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا بَعْدَ ظُهُورِ نُبُوءَتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قَالَ: وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَبْلَهَا.
قُلْتُ: الظَّاهِرُ هُوَ الثَّانِي، وَسِيَاقُ الْآثَارِ السَّابِقَةِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ صَرِيحٌ فِيهِ.
وَقَالَ
ابْنُ حَجَرٍ فِي شَرْحِ الْبُخَارِيِّ: قَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=105وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=931067أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشَرَةَ خَلَتْ مِنْهُ، وَالزَّبُورَ لِثَمَانِ عَشَرَةَ مِنْهُ. وَالْقُرْآنُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْهُ. وَفِي رِوَايَةٍ: وَصُحُفُ إِبْرَاهِيمَ لِأَوَّلِ لَيْلَةٍ، قَالَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ مُطَابِقٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ . وَلِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ كَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَأُنْزَلَ فِيهَا جُمْلَةً وَاحِدَةً إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ أُنْزِلَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ إِلَى الْأَرْضِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ .
قُلْتُ: لَكِنْ يُشْكَلُ عَلَى هَذَا مَا اشْتُهِرَ مِنْ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بُعِثَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ.
وَيُجَابُ عَنْ هَذَا بِمَا ذَكَرُوهُ أَنَّهُ نُبِّئَ أَوَّلًا بِالرُّؤْيَا فِي شَهْرِ مَوْلِدِهِ، ثُمَّ كَانَتْ مُدَّتُهَا سِتَّةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي الْيَقَظَةِ. ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُ. نَعَمْ، يُشْكَلُ عَلَى الْحَدِيثِ السَّابِقِ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12134أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: أُنْزِلَتِ الْكُتُبُ كَامِلَةً لَيْلَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ.
الثَّالِثُ: قَالَ
أَبُو شَامَةَ: فَإِنْ قِيلَ: مَا السِّرُّ فِي نُزُولِهِ مُنَجَّمًا، وَهَلَّا نَزَلَ كَسَائِرِ الْكُتُبِ جُمْلَةً؟
قُلْنَا: هَذَا سُؤَالٌ قَدْ تَوَلَّى اللَّهُ جَوَابَهُ، فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=32وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ . يَعْنُونَ كَمَا أُنْزِلَ عَلَى مَنْ قَبْلَهُ مِنَ الرُّسُلِ، فَأَجَابَهُمْ تَعَالَى بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=32كَذَلِكَ - أَيْ أَنْزَلْنَاهُ كَذَلِكَ مُفَرَّقًا -
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=32لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ، أَيْ لِنُقَوِّيَ بِهِ قَلْبَكَ، فَإِنَّ الْوَحْيَ إِذَا كَانَ يَتَجَدَّدُ فِي كُلِّ
[ ص: 259 ] حَادِثَةٍ كَانَ أَقْوَى لِلْقَلْبِ، وَأَشَدَّ عِنَايَةً بِالْمُرْسَلِ إِلَيْهِ. وَيَسْتَلْزِمُ ذَلِكَ كَثْرَةُ نُزُولِ الْمَلَكِ إِلَيْهِ، وَتَجْدِيدُ الْعَهْدِ بِهِ وَبِمَا مَعَهُ مِنَ الرِّسَالَةِ الْوَارِدَةِ مِنْ ذَلِكَ الْجَنَابِ الْعَزِيزِ فَيُحْدِثُ لَهُ مِنَ السُّرُورِ مَا تَقْصُرُ عَنْهُ الْعِبَارَةُ، وَلِهَذَا كَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ لِكَثْرَةِ لِقَائِهِ
جِبْرِيلَ.
وَقِيلَ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=32لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ، أَيْ لِنَحْفَظَهُ، فَإِنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ أُمِّيًّا لَا يَقْرَأُ وَلَا يَكْتُبُ، فَفُرِّقَ عَلَيْهِ لِيَثْبُتَ عَلَيْهِ حَفِظَهُ، بِخِلَافِ غَيْرِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّهُ كَانَ كَاتِبًا قَارِئًا، فَيُمْكِنُهُ حِفْظُ الْجَمِيعِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13428ابْنُ فَوْرَكٍ: قِيلَ أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ جُمْلَةً، لِأَنَّهَا نَزَلَتْ عَلَى نَبِيٍّ يَقْرَأُ وَيَكْتُبُ - وَهُوَ
مُوسَى - وَأَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ مُفَرَّقًا، لِأَنَّهُ نَزَلَ غَيْرَ مَكْتُوبٍ عَلَى نَبِيٍّ أُمِّيٍّ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنَّمَا لَمْ يَنْزِلْ جُمْلَةً وَاحِدَةً، لِأَنَّ مِنْهُ النَّاسِخُ وَالْمَنْسُوخُ، وَلَا يَتَأَتَّى ذَلِكَ إِلَّا فِيمَا نَزَلَ مُفَرَّقًا. وَمِنْهُ مَا هُوَ جَوَابٌ لِسُؤَالٍ، وَمِنْهُ مَا هُوَ إِنْكَارٌ عَلَى قَوْلٍ قِيلَ أَوْ فِعْلٍ فُعِلَ. وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَنَزَّلَهُ
جِبْرِيلُ بِجَوَابِ كَلَامِ الْعِبَادِ وَأَعْمَالِهِمْ، وَفَسَّرَ بِهِ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=33وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا . أَخْرَجَهُ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.
فَالْحَاصِلُ أَنَّ الْآيَةَ تَضَمَّنَتْ حِكْمَتَيْنِ لِإِنْزَالِهِ مُفَرَّقًا.
تَذْنِيبُ
مَا تَقَدَّمَ فِي كَلَامِ هَؤُلَاءِ مِنْ أَنَّ سَائِرَ الْكُتُبِ أُنْزِلَتْ جُمْلَةً هُوَ مَشْهُورٌ فِي كَلَامِ الْعُلَمَاءِ وَعَلَى أَلْسِنَتِهِمْ، حَتَّى كَادَ يَكُونُ إِجْمَاعًا. وَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ فُضَلَاءِ الْعَصْرِ أَنْكَرَ ذَلِكَ، وَقَالَ: إِنَّهُ لَا دَلِيلَ عَلَيْهِ، بَلِ الصَّوَابُ أَنَّهَا نَزَلَتْ مُفَرَّقَاتٍ كَالْقُرْآنِ.
وَأَقُولُ: الصَّوَابُ الْأَوَّلُ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ آيَةٌ الْفُرْقَانِ السَّابِقَةِ.
أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
قَالَتِ [ ص: 260 ] الْيَهُودُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، لَوْلَا أُنْزِلَ هَذَا الْقُرْآنُ جُمْلَةً، كَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَى مُوسَى. فَنَزَلَتْ.
وَأَخْرَجَهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْهُ - بِلَفْظِ: قَالَ الْمُشْرِكُونَ. وَأَخْرَجَ نَحْوَهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ.
فَإِنْ قُلْتَ: لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ التَّصْرِيحُ بِذَلِكَ، وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى تَقْدِيرِ ثُبُوتِ قَوْلِ الْكَفَّارِ.
قُلْتُ: سُكُوتُهُ تَعَالَى عَنِ الرَّدِّ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ وَعُدُولِهِ إِلَى بَيَانِ حِكْمَتِهِ دَلِيلٌ عَلَى صِحَّتِهِ، وَلَوْ كَانَتِ الْكُتُبُ كُلُّهَا مُفَرَّقَةً لَكَانَ يَكْفِي فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَقُولَ: إِنَّ ذَلِكَ سُنَّةُ اللَّهِ فِي الْكُتُبِ أَنْزَلَهَا عَلَى الرُّسُلِ السَّابِقَةِ، كَمَا أَجَابَ بِمِثْلِ ذَلِكَ عَنْ قَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=7وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=20وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ . وَقَوْلُهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=94أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولا . وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=109وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ . وَقَوْلُهُمْ: كَيْفَ يَكُونُ رَسُولًا وَلَا لَهُ هَمٌّ إِلَّا النِّسَاءُ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ... . الْآيَةُ. إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ.
وَمِنَ الْأَدِلَّةِ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا قَوْلُهُ تَعَالَى - فِي إِنْزَالِ التَّوْرَاةِ عَلَى
مُوسَى يَوْمَ الصَّعْقَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=145وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=150وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=154وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ، وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=171وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ .
فَهَذِهِ الْآيَاتُ كُلُّهَا دَالَّةٌ عَلَى إِتْيَانِهِ التَّوْرَاةَ جُمْلَةً.
[ ص: 261 ] أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُعْطِي
مُوسَى التَّوْرَاةَ فِي سَبْعَةِ أَلْوَاحٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ، فِيهَا تِبْيَانٌ لِكُلِّ شَيْءٍ وَمَوْعِظَةٌ، فَلَمَّا جَاءَ بِهَا وَرَأَى بَنِي إِسْرَائِيلَ عُكُوفًا عَلَى عِبَادَةِ الْعِجْلِ رَمَى بِالتَّوْرَاةِ مِنْ يَدِهِ فَتَحَطَّمَتْ، فَرَفَعَ اللَّهُ مِنْهَا سِتَّةَ أَسْبَاعٍ وَأَبْقَى سُبْعًا.
وَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ - رَفَعَهُ، قَالَ:
الْأَلْوَاحُ الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَى مُوسَى كَانَتْ مِنْ سِدْرِ الْجَنَّةِ، كَانَ طُولُ اللَّوْحِ اثْنَيْ عَشَرَ ذِرَاعًا.
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: جَاءَتْهُمُ التَّوْرَاةُ جُمْلَةً وَاحِدَةً فَكَبُرَ عَلَيْهِمْ فَأَبَوْا أَنْ يَأْخُذُوهُ حَتَّى ظَلَّلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَبَلَ، فَأَخَذُوهُ عَنْ ذَلِكَ.
فَهَذِهِ آثَارٌ صَحِيحَةٌ فِي إِنْزَالِ التَّوْرَاةِ جُمْلَةً، يُؤْخَذُ مِنَ الْأَثَرِ الْأَخِيرِ مِنْهَا حِكْمَةٌ أُخْرَى لِإِنْزَالِ الْقُرْآنِ مُفَرَّقًا، فَإِنَّهُ أَدْعَى إِلَى قَبُولِهِ إِذَا نَزَلَ عَلَى التَّدْرِيجِ، بِخِلَافِ مَا لَوْ نَزَلَ جُمْلَةً وَاحِدَةً، فَإِنَّهُ كَانَ يَنْفِرُ مِنْ قَبُولِهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، لِكَثْرَةِ مَا فِيهِ مِنَ الْفَرَائِضِ وَالْمَنَاهِي.
وَيُوَضِّحُ ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنَ الْمُفَصَّلِ، فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الْإِسْلَامِ نَزَلَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ. وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلُ شَيْءٍ: " لَا تَشْرَبُوا الْخَمْرَ " - لَقَالُوا: لَا نَدَعُ الْخَمْرَ أَبَدًا. وَلَوْ نَزَلَ: " لَا تَزْنُوا " لَقَالُوا لَا نَدَعُ الزِّنَى أَبَدًا. ثُمَّ رَأَيْتُ هَذِهِ الْحِكْمَةَ مُصَرَّحًا بِهَا فِي النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ لِمَكِّيٍّ.
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ، مِنْ طَرِيقِ
أَبِي خَلْدَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ، قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=103314تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ خَمْسَ آيَاتٍ خَمْسَ آيَاتٍ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَنْزِلُ بِالْقُرْآنِ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَمْسًا خَمْسًا. وَمَعْنَاهُ - إِنْ صَحَّ - إِلْقَاؤُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذَا الْقَدْرَ حَتَّى يَحْفَظَهُ، ثُمَّ يُلْقِي إِلَيْهِ الْبَاقِي لَا إِنْزَالُهُ خَاصَّةً بِهَذَا الْقَدْرِ.
وَيُوَضِّحُ ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ أَيْضًا عَنْ
خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11873أَبُو الْعَالِيَةِ: تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ خَمْسَ آيَاتٍ خَمْسَ آيَاتٍ، فَإِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَأْخُذُهُ مِنْ
جِبْرِيلَ خَمْسًا خَمْسًا.
[ ص: 262 ] تَنْبِيهٌ:
اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةُ عَلَى أَنَّ كَلَامَ اللَّهِ تَعَالَى مُنَزَّلٌ. وَاخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى الْإِنْزَالِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ إِظْهَارُ الْقِرَاءَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَلْهَمَ كَلَامَهُ
جِبْرِيلَ، وَهُوَ فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ عَالٍ مِنَ الْمَكَانِ. وَعَلَّمَهُ قِرَاءَتَهُ، ثُمَّ إِنَّ
جِبْرِيلَ أَدَّاهُ فِي الْأَرْضِ، وَهُوَ يَهْبِطُ فِي الْمَكَانِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ طَرِيقَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْتَقَلَ مِنْ صُورَةِ الْبَشَرِيَّةِ إِلَى صُورَةِ الْمَلَكِيَّةِ، وَأَخَذَهُ مِنْ جِبْرِيلَ.
وَالثَّانِي: أَنَّ الْمَلِكَ انْخَلَعَ إِلَى الْبَشَرِيَّةِ حَتَّى يَأْخُذَ الرَّسُولَ مِنْهُ. وَالْأَوَّلُ أَصْعَبُ الْحَالَيْنِ.
وَقَالَ
الطَّيِّبِيُّ: لَعَلَّ نُزُولَ الْقُرْآنِ عَلَى الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَتَلَقَّفَهُ الْمَلَكُ من اللهِ تَلَقُّفًا رَوْحَانِيًّا، أَوْ يَحْفَظَهُ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، فَيَنْزِلُ بِهِ إِلَى الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَيُلْقِيهِ عَلَيْهِ.
وَقَالَ
الْقُطْبُ الرَّازِيُّ فِي حَوَاشِي الْكَشَّافِ: التَّنْزِيلُ لُغَةً بِمَعْنَى الْإِيوَاءِ، وَبِمَعْنَى تَحْرِيكِ الشَّيْءِ مِنْ عُلُوٍّ إِلَى سُفْلٍ، وَكِلَاهُمَا لَا يَتَحَقَّقَانِ فِي الْكَلَامِ، فَهُوَ مُسْتَعْمَلٌ فِيهِ فِي مَعْنًى مَجَازِيٍّ، فَمَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَعْنًى قَائِمٌ بِذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنْزَالُهُ أَنْ يُوجِدَ الْكَلِمَاتِ وَالْحُرُوفَ الدَّالَّةَ عَلَى ذَلِكَ الْمَعْنَى وَيُثْبِتُهَا فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ. وَمَنْ قَالَ الْقُرْآنُ هُوَ الْأَلْفَاظُ فَإِنْزَالُهُ مُجَرَّدُ إِثْبَاتِهِ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ. وَهَذَا الْمَعْنَى مُنَاسِبٌ لِكَوْنِهِ مَنْقُولًا عَنْ أَوَّلِ الْمَعْنَيَيْنِ اللُّغَوِيَّيْنِ. وَيُمْكِنُ أَنْ يُرَادَ بِإِنْزَالِهِ إِثْبَاتُهُ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بَعْدَ الْإِثْبَاتِ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، وَهَذَا يُنَاسِبُ الْمَعْنَى الثَّانِي. وَالْمُرَادُ بِإِنْزَالِ الْكُتُبِ عَلَى الرُّسُلِ أَنْ يَتَلَقَّفَهَا الْمَلِكُ من اللهِ تَلَقُّفًا رَوْحَانِيًّا أَوْ يَحْفَظُهَا مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، وَيَنْزِلُ بِهَا فَيُلْقِيهَا عَلَيْهِمْ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: فِي الْمُنَزَّلِ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ:
[ ص: 263 ] أَحَدُهَا: أَنَّهُ اللَّفْظُ وَالْمَعْنَى، وَأَنَّ
جِبْرِيلَ حَفِظَ الْقُرْآنَ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَنَزَلَ بِهِ.
وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ أَحْرُفَ الْقُرْآنِ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، كُلُّ حَرْفٍ مِنْهَا بِقَدْرِ جَبَلِ قَافَ، وَأَنَّ تَحْتَ كُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا مُعَانٍ لَا يُحِيطُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى.
وَالثَّانِي: أَنَّ
جِبْرِيلَ إِنَّمَا نَزَلَ بِالْمَعَانِي خَاصَّةً، وَأَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلِمَ تِلْكَ الْمَعَانِي، وَعَبَّرَ عَنْهَا بِلُغَةِ
الْعَرَبِ، وَتَمَسَّكَ قَائِلُ هَذَا بِظَاهِرِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=194عَلَى قَلْبِكَ .
وَالثَّالِثُ: أَنَّ
جِبْرِيلَ أَلْقَى عَلَيْهِ الْمَعْنَى، وَأَنَّهُ عَبَّرَ بِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ بِلُغَةِ الْعَرَبِ وَأَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ يَقْرَءُونَهُ بِالْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ إِنَّهُ نَزَلَ بِهِ كَذَلِكَ بَعْدَ ذَلِكَ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ - فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . يُرِيدُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ: إِنَّا أَسْمَعْنَا الْمَلِكَ وَأَلْهَمْنَاهُ إِيَّاهُ، وَأَنْزَلْنَاهُ بِمَا سَمِعَ، فَيَكُونُ الْمَلِكُ مُنْتَقِلًا بِهِ مِنْ عُلُوٍّ إِلَى سُفْلٍ.
قَالَ أَبُو شَامَةَ: هَذَا الْمَعْنَى مُطَّرِدٌ فِي جَمِيعِ أَلْفَاظِ الْإِنْزَالِ الْمُضَافَةِ إِلَى الْقُرْآنِ أَوْ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ الْمُعْتَقِدُونَ قِدَمَ الْقُرْآنِ، وَأَنَّهُ صِفَةٌ قَائِمَةٌ بِذَاتِ اللهِ تَعَالَى.
قُلْتُ: وَيُؤَيِّدُ أَنَّ
جِبْرِيلَ تَلَقَّفَهُ سَمَاعًا من اللهِ تَعَالَى مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ
النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ مَرْفُوعًا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=890706إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ أَخَذَتِ السَّمَاءُ رَجْفَةً شَدِيدَةً مِنْ خَوْفِ اللَّهِ، فَإِذَا سَمِعَ بِذَلِكَ أَهْلُ السَّمَاءِ صُعِقُوا وَخَرُّوا سُجَّدًا، فَيَكُونُ أَوَّلُهُمْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ جِبْرِيلُ فَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ مِنْ وَحْيِهِ بِمَا أَرَادَ، فَيَنْتَهِي بِهِ إِلَى الْمَلَائِكَةِ، كُلَّمَا مَرَّ بِسَمَاءٍ سَأَلَهُ أَهْلُهَا: مَاذَا قَالَ رَبُّنَا، قَالَ: الْحَقُّ. فَيَنْتَهِي بِهِ حَيْثُ أَمَرَ.
وَأَخْرَجَ
ابْنُ أَبِي مَرْدُويَهْ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ رَفَعَهُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=890707إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ [ ص: 264 ] سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ صَلْصَلَةً كَصَلْصَلَةِ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفْوَانِ، فَيَفْزَعُونَ، وَيَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْ أَمْرِ السَّاعَةِ وَأَصْلُ الْحَدِيثِ فِي الصَّحِيحِ.
وَفِي تَفْسِيرِ
عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ النَّيْسَابُورِيِّ: قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ: نَزَلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى بَيْبٍ يُقَالُ لَهُ بَيْتُ الْعِزَّةِ، فَحَفِظَهُ
جِبْرِيلُ، وَغُشِّيَ عَلَى أَهْلِ السَّمَاوَاتِ مِنْ هَيْبَةِ كَلَامِ اللَّهِ، فَمَرَّ بِهِمْ
جِبْرِيلُ، وَقَدْ أَفَاقُوا، فَقَالَ: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ، قَالُوا: الْحَقَّ - يَعْنِي الْقُرْآنَ - وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ - فَأَتَى بِهِ
جِبْرِيلُ إِلَى بَيْتِ الْعِزَّةِ فَأَمْلَاهُ عَلَى السَّفَرَةِ الْكِرَامِ - يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=15بِأَيْدِي سَفَرَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=16كِرَامٍ بَرَرَةٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14047الْجُوَيْنِيُّ: كَلَامُ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ قِسْمَانِ:
قِسْمٌ قَالَ اللَّهُ لِجِبْرِيلَ: قُلْ لِلنَّبِيِّ الَّذِي أَنْتَ مُرْسَلٌ إِلَيْهِ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ افْعَلْ كَذَا وَكَذَا، وَمُرْ بِكَذَا وَكَذَا. فَفَهِمَ
جِبْرِيلُ مَا قَالَهُ رَبُّهُ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَى ذَلِكَ النَّبِيِّ، وَقَالَ لَهُ مَا قَالَهُ رَبُّهُ. وَلَمْ تَكُنِ الْعِبَارَةُ تِلْكَ الْعِبَارَةَ، كَمَا يَقُولُ الْمَلَكُ لِمَنْ يَثِقُ بِهِ: قُلْ لِفُلَانٍ يَقُولُ لَكَ الْمَلَكَ: اجْتَهِدْ فِي الْخِدْمَةِ، وَاجْمَعْ جُنْدَكَ لِلْقِتَالِ، فَإِنْ قَالَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَكَ الْمَلَكُ لَا تَتَهَاوَنْ فِي خِدْمَتِي، وَلَا تَتْرُكِ الْجُنْدَ يَتَفَرَّقُ، وَحَثَّ عَلَى الْمُقَاتَلَةِ - لَا يُنْسَبُ إِلَى كَذِبٍ، وَتَقْصِيرٍ فِي أَدَاءِ الرِّسَالَةِ.
وَقِسْمٌ آخَرُ قَالَ اللَّهُ
لِجِبْرِيلَ: اقْرَأْ عَلَى النَّبِيِّ هَذَا الْكِتَابَ، فَنَزَلَ
جِبْرِيلُ بِكَلِمَةِ اللَّهِ مِنْ غَيْرِ تَغْيِيرٍ، كَمَا يَكْتُبُ الْمَلَكُ كِتَابًا وَيُسَلِّمُهُ إِلَى أَمِينٍ، وَيَقُولُ: اقْرَأْهُ عَلَى فُلَانٍ، فَهُوَ لَا يُغَيِّرُ مِنْهُ كَلِمَةً وَلَا حَرْفًا.
قُلْتُ: الْقُرْآنُ هُوَ الْقِسْمُ الثَّانِي، وَالْقِسْمُ الْأَوَّلُ هُوَ السُّنَّةُ، كَمَا وَرَدَ أَنَّ
جِبْرِيلَ كَانَ يَنْزِلُ بِالسُّنَّةِ كَمَا يَنْزِلُ بِالْقُرْآنِ.
[ ص: 265 ] وَمِنْ هُنَا جَازَ رِوَايَةُ السُّنَّةِ بِالْمَعْنَى، لِأَنَّ جِبْرِيلَ أَدَّاهُ بِالْمَعْنَى، وَلَمْ تَجُزِ الْقِرَاءَةُ بِالْمَعْنَى، لِأَنَّ
جِبْرِيلَ أَدَّاهُ بِاللَّفْظِ، وَلَمْ يُبَحْ لَهُ إِيحَاؤُهُ بِالْمَعْنَى.
وَالسِّرُّ فِي ذَلِكَ أَنَّ الْمَقْصُودَ مِنْهُ التَّعَبُّدُ بِلَفْظِهِ، وَالْإِعْجَازُ بِهِ، فَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ بِلَفْظٍ يَقُومُ مَقَامَهُ، وَإِنَّ تَحْتَ كُلِّ حَرْفٍ مِنْهُ مَعَانِيَ لَا يُحِيطُ بِهَا كَثْرَةً. فَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ بِبَدَلِهِ بِمَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ، وَالتَّخْفِيفُ عَلَى الْأُمَّةِ حَيْثُ جَعَلَ الْمُنَزَّلَ إِلَيْهِمْ عَلَى قِسْمَيْنِ: قِسْمٌ يَرْوُونَهُ بِلَفْظِهِ الْمُوحَى بِهِ، وَقِسْمٌ يَرْوُونَهُ بِالْمَعْنَى، وَلَوْ جَعَلَ كُلَّهُ مِمَّا يُرْوَى بِاللَّفْظِ لِشُقَّ، أَوْ بِالْمَعْنَى لَمْ يُؤْمِنِ التَّبْدِيلَ وَالتَّحْرِيفَ، فَتَأَمَّلْ.
وَقَدْ رَأَيْتُ عَنِ السَّلَفِ مَا يُعَضِّدُ كَلَامَ
nindex.php?page=showalam&ids=14047الْجُوَيْنِيِّ، فَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، مِنْ طَرِيقِ
عَقِيلٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزَّهْرِيِّ - أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْوَحْيِ فَقَالَ: الْوَحْيُ مَا يُوحِي اللَّهُ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِهِ، فَيُثْبِتُهُ فِي قَلْبِهِ، فَيَتَكَلَّمُ بِهِ وَيَكْتُبُهُ، وَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ. وَمِنْهُ مَا لَا يَتَكَلَّمُ بِهِ وَلَا يَكْتُبُهُ لِأَحَدٍ، وَلَا يَأْمُرُ بِكِتَابَتِهِ، وَلَكِنْ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ حَدِيثًا، وَيُبَيِّنُ لَهُمْ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ أَنْ يُبَيِّنَهُ لِلنَّاسِ وَيُبَلِّغَهُمْ إِيَّاهُ.
فَصْلٌ
وَقَدْ ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ لِلْوَحْيِ كَيْفِيَّاتٍ:
إِحْدَاهَا: أَنْ يَأْتِيَهُ الْمَلَكُ فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، كَمَا صَحَّ فِي مُسْنَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: nindex.php?page=hadith&LINKID=687619سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: هَلْ تُحِسُّ بِالْوَحْيِ، فَقَالَ: أَسْمَعُ صَلَاصِلَ. ثُمَّ أَسْكُتُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَمَا مِنْ مَرَّةٍ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِي تُقْبَضُ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14228الْخَطَّابِيُّ: وَالْمُرَادُ أَنَّهُ صَوْتٌ مُتَدَاوَلٌ يَسْمَعُهُ وَلَا يَتَبَيَّنُهُ أُوَلَّ مَا يَسْمَعُهُ حَتَّى يَفْهَمُهُ بَعْدُ.
وَقِيلَ: هُوَ صَوْتُ خَفْقِ أَجْنِحَةِ الْمَلَكِ.
وَالْحِكْمَةُ فِي تَقَدُّمِهِ أَنْ يَقْرَعَ سَمْعَهُ لِلْوَحْيِ، فَلَا يُبْقِي فِيهِ مَكَانًا لِغَيْرِهِ. وَفِي الصَّحِيحِ أَنَّ هَذِهِ الْحَالَةَ أَشَدُّ حَالَاتِ الْوَحْيِ عَلَيْهِ.
[ ص: 266 ] وَقِيلَ: إِنَّهُ إِنَّمَا كَانَ يَنْزِلُ هَكَذَا إِذَا نَزَلَتْ آيَةُ وَعِيدٍ أَوْ تَهْدِيدٍ.
الثَّانِيَةُ: أَنْ يَنْفُثَ فِي رَوْعِهِ الْكَلَامَ نَفْثًا، كَمَا قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=883329إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِي ". أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ، وَهَذَا قَدْ يَرْجِعُ إِلَى الْحَالَةِ الْأُولَى أَوِ الَّتِي بَعْدَهَا. بِأَنْ يَأْتِيَ فِي أَحَدِ الْكَيْفِيَّتَيْنِ وَيَنْفُثَ فِي رُوعِهِ.
الثَّالِثَةُ: أَنْ يَأْتِيَهُ فِي صِفَةِ الرَّجُلِ فَيُكَلِّمَهُ، كَمَا فِي الصَّحِيحِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=650002وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ - زَادَ nindex.php?page=showalam&ids=12119أَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ: وَهُوَ أَهْوَنُهُ عَلَيَّ.
الرَّابِعَةُ: أَنْ يَأْتِيَهُ الْمَلَكُ فِي النَّوْمِ. وَعَدَّ قَوْمٌ مِنْ هَذَا سُورَةَ الْكَوْثَرِ، كَمَا رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=657615بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، فَقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: أَنْزَلَ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةَ الْكَوْثَرِ ... إِلَخَ.
وَقَالَ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=14345الرَّافِعِيُّ فِي أَمَالِيهِ: فَفَهِمُوا مِنَ الْحَدِيثِ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي تِلْكَ الْإِغْفَاءَةِ. وَقَالُوا: مِنَ الْوَحْيِ مَا كَانَ يَأْتِيهِ فِي النَّوْمِ، لِأَنَّ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ. قَالَ: وَهَذَا صَحِيحٌ، لَكِنَّ الْأَشْبَهَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ كُلَّهُ نَزَلَ فِي الْيَقَظَةِ، وَكَأَنَّهُ خَطَرَ لَهُ فِي النَّوْمِ سُورَةُ الْكَوْثَرِ الْمُنَزَّلَةِ فِي الْيَقَظَةِ، أَوْ عُرِضَ عَلَيْهِ الْكَوْثَرُ الَّذِي وَرَدَتْ فِيهِ السُّورَةُ، فَقَرَأَهَا عَلَيْهِمْ، وَفَسَّرَهَا لَهُمْ.
قَالَ: وَوَرَدَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ أَنَّهُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ. وَقَدْ يُحْمَلُ ذَلِكَ عَلَى الْحَالَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْتَرِيهِ عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ. وَيُقَالُ لَهَا بُرَحَاءِ الْوَحْيِ.
قُلْتُ: الَّذِي قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14345الرَّافِعِيُّ فِي غَايَةِ الِاتِّجَاهِ، وَهُوَ الَّذِي كُنْتُ أَمِيلُ إِلَيْهِ قَبْلَ الْوُقُوفِ عَلَيْهِ. وَالتَّأْوِيلُ الْأَخِيرُأَصَحُّ مِنَ الْأَوَّلِ، لِأَنَّ قَوْلَهُ إِنَّمَا يَدْفَعُ فِي كَوْنِهَا نَزَلَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، بَلْ نَقُولُ: نَزَلَتْ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ، وَلَيْسَتِ الْإِغْفَاءَةُ إِغْفَاءَةَ نَوْمٍ، بَلِ الْحَالَةُ الَّتِي كَانَتْ تَعْتَرِيهِ عِنْدَ الْوَحْيِ، فَقَدْ ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ أَنَّهُ كَانَ يُؤْخَذُ عَنِ الدُّنْيَا.
[ ص: 267 ] الْخَامِسَةُ: أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِمَّا فِي الْيَقَظَةِ - كَمَا فِي لَيْلَةِ الْإِسْرَاءِ، أَوْ فِي النَّوْمِ. كَمَا فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذٍ: nindex.php?page=hadith&LINKID=665528أَتَانِي رَبِّي، فَقَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى ... الْحَدِيثُ. وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ هَذَا النَّوْعِ شَيْءٌ فِيمَا أَعْلَمُ، نَعَمْ، يُمْكِنُ أَنْ يُعَدَّ مِنْهُ آخِرُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لِمَا تَقَدَّمَ، وَبَعْضُ سُورَةِ الضُّحَى، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1أَلَمْ نَشْرَحْ ، فَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=76عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=910104سَأَلْتُ رَبِّي مَسْأَلَةً، وَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ، قُلْتُ: أَيْ رَبِّي، اتَّخَذْتَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَكَلَّمْتَ مُوسَى تَكْلِيمًا. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَلَمْ أَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَيْتُكَ، وَضَالًّا فَهَدَيْتُكَ، وَعَائِلًا فَأَغْنَيْتُكَ. وَشَرَحْتُ لَكَ صَدْرَكَ، وَحَطَطْتُ عَنْكَ وِزْرَكَ، وَرَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ، وَلَا أُذْكَرُ إِلَّا ذُكِرْتَ مَعِي ".
فَوَائِدٌ: الْأُولَى: أَخْرَجَ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ فِي تَارِيخِهِ، مِنْ طَرِيقِ
دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النُّبُوءَةُ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَقَرَنَ بِنُبُوءَتِهِ إِسْرَافِيلَ ثَلَاثَ سِنِينَ، فَكَانَ يُعَلِّمُهُ الْكَلِمَةَ وَالشَّيْءَ، وَلَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ. فَلَمَّا مَضَتْ ثَلَاثُ سِنِينَ قَرَنَ بِنُبُوءَتِهِ جِبْرِيلَ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ عِشْرِينَ سَنَةً.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13361ابْنُ عَسْكَرٍ: وَالْحِكْمَةُ فِي تَوْكِيلِ
إِسْرَافِيلَ بِهِ أَنَّهُ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِالصُّوَرِ الَّذِي فِيهِ هَلَاكُ الْخَلْقِ وَقِيَامُ السَّاعَةِ، وَنُبُوءَتُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُؤْذِنَةٌ بِقُرْبِ السَّاعَةِ وَانْقِطَاعِ الْوَحْيِ، كَمَا وُكِّلَ بِذِي الْقَرْنَيْنِ رُونَيَافِلَ الَّذِي يَطْوِي الْأَرْضَ، وَبِخَالِدِ بْنِ سِنَانِ مَالِكِ خَازِنِ النَّارِ.
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
ابْنِ سَابِطٍ، قَالَ: فِي أُمِّ الْكِتَابِ كُلُّ شَيْءٍ هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَوَكَّلَ ثَلَاثَةً بِحِفْظِهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَوَكَّلَ
جِبْرِيلَ بِالْوَحْيِ. وَالْكُتُبَ إِلَى الْأَنْبِيَاءِ، وَبِالنَّصْرِ عِنْدَ الْحُرُوبِ، وَبِالْمُهْلِكَاتِ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُهْلِكَ قَوْمًا. وَوَكَّلَ
مِيكَائِيلُ بِالْقَطْرِ وَالنَّبَاتِ، وَوَكَّلَ مَلَكَ الْمَوْتِ بِقَبْضِ الْأَنْفُسِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَعَارَضُوا بَيْنَ حِفْظِهِ وَبَيْنَ مَا كَانَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ فَيَجِدُونَهُ سَوَاءً.
[ ص: 268 ] وَأَخْرَجَ أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16571عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ يُحَاسِبُ
جِبْرِيلَ، لِأَنَّهُ كَانَ أَمِينَ اللَّهِ إِلَى رُسُلِهِ.
الثَّانِيَةُ: أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14070وَالْحَاكِمُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
أَنْزَلَ الْقُرْآنَ بِالتَّفْخِيمِ كَهَيْئَةِ: nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=6عُذْرًا أَوْ نُذْرًا . وَ nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96الصَّدَفَيْنِ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ، وَأَشْبَاهُ هَذَا.
قُلْتُ: أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي كِتَابِ الْوَقْفِ وَالِابْتِدَاءِ، فَبَيَّنَ أَنَّ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ: أَنْزَلَ الْقُرْآنَ بِالتَّفْخِيمِ فَقَطْ، وَأَنَّ الْبَاقِيَ مُدْرَجٌ مِنْ كَلَامِ عَمَّارِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَحَدِ رُوَاةِ الْحَدِيثِ.
الثَّالِثَةُ: أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: لَمْ يَنْزِلْ وَحْيٌ إِلَّا بِالْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ تَرْجَمَ كُلُّ نَبِيٍّ لِقَوْمِهِ. الرَّابِعَةُ: أَخْرَجَ
ابْنُ أَبِي سَعْدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ يَغِطُّ فِي رَأْسِهِ، وَيَتَرَبَّدُ وَجْهُهُ، وَيَجِدُ بَرْدًا فِي ثَنَايَاهُ، وَيَعْرَقُ حَتَّى يَتَحَدَّرَ مِنْهُ مِثْلَ الْجُمَانِ.
الْخَامِسَةُ: قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13890الْبَغْوِيُّ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ: يُقَالُ
إِنَّ nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ شَهِدَ الْعُرْضَةَ الْأَخِيرَةَ الَّتِي بَيَّنَ فِيهَا مَا نُسِخَ وَمَا بَقِيَ، وَكَتَبَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَرَأَهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ يُقْرِئُ النَّاسَ بِهَا حَتَّى مَاتَ. وَكَذَلِكَ عَلَيْهِ اعْتَمَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ فِي جَمْعِهِ، وَوَلَّاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ كَتَبَ الْمَصَاحِفَ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30لَحْنِ الْقَوْلِ ) ، أَيْ مَقْصِدُهُ وَطَرِيقَتُهُ. وَقِيلَ اللَّحْنُ هُوَ الْخَفِيُّ الْمَعْنَى، كَالْكِنَايَةِ وَالتَّعْرِيضِ.
وَالْمَعْنَى أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَيُعَرِّفُهُمْ مِنْ دَلَائِلَ كَلَامِهِمْ، وَإِنْ لَمْ يُعَرِّفْهُ اللَّهُ بِهِمْ عَلَى التَّعْيِينِ.
فَانْظُرْ هَذَا اللُّطْفَ الْعَظِيمَ فِي سَتْرِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، وَعَلَى أَقَارِبِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
[ ص: 269 ] وَرُوِيَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَذْكُرْ لَهُ وَاحِدًا مِنْهُمْ بِاسْمِهِ، وَهَذَا كَمَا صَحَّ عَنْ قَوْمِ مُوسَى أَنَّهُمْ خَرَجُوا لِلِاسْتِسْقَاءِ فَلَمْ يَسْقُوا، فَقَالَ
مُوسَى: يَا رَبِّ، لِمَ لَمْ تُجِبْهُمْ، فَقَالَ: يَا
مُوسَى، إِنْ فِيهِمْ نَمَّامًا. فَقَالَ: يَا رَبِّ، مَنْ هُوَ، فَقَالَ: أَنْهَى عَنِ النَّمِيمَةِ وَأَكُونُ نَمَّامًا! وَلَكِنْ لِيَتُوبُوا بِأَجْمَعِهِمْ، فَتَابُوا، وَسَقَاهُمُ اللَّهُ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=15لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ) : أَيْ لَذِيذَةٌ، لَا كَلَذَّةِ الدُّنْيَا.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32اللَّمَمَ ) . فِيهِ أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ:
الْأَوَّلُ: أَنَّهُ صَغَائِرُ الذُّنُوبِ، فَالِاسْتِثْنَاءُ عَلَى هَذَا فِي الْآيَةِ مُنْقَطِعٌ.
الثَّانِي: أَنَّهُ الْإِلْمَامُ بِالذُّنُوبِ عَلَى وَجْهِ الْفَلْتَةِ وَالسَّقْطَةِ دُونَ دَوَامٍ عَلَيْهَا.
الثَّالِثُ: أَنَّهُ مَا أَلَمُّوا بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنَ الشِّرْكِ وَالْمَعَاصِي.
الرَّابِعُ: أَنَّهُ الْهَمُّ بِالذَّنْبِ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ بِهِ دُونَ أَنْ يَفْعَلَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=39لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى : السَّعْيُ هُنَا بِمَعْنَى الْعَمَلِ. وَظَاهِرُهَا أَنَّهُ لَا يَنْتَفِعُ أَحَدٌ بِعَمَلِ غَيْرِهِ، وَهِيَ حُجَّةٌ
nindex.php?page=showalam&ids=16867لِمَالِكٍ فِي قَوْلِهِ: لَا يَصُومُ أَحَدٌ عَنْ وَلِيِّهِ إِذَا مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ.
وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْأَعْمَالَ الْمَالِيَّةَ كَالصَّدَقَةِ وَالْعِتْقِ يَجُوزُ أَنْ يَفْعَلَهَا الْإِنْسَانُ عَنْ غَيْرِهِ، وَيَصِلُ نَفْعُهَا إِلَى مَنْ فُعِلَتْ عَنْهُ.
وَاخْتَلَفُوا فِي الْأَعْمَالِ الْبَدَنِيَّةِ، كَالصَّلَاةِ، وَالصِّيَامِ. وَقِيلَ: إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=21أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ . وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا مُحْكَمَةٌ، لِأَنَّهَا خَبَرٌ، وَالْأَخْبَارُ لَا يَدْخُلُهَا النَّسْخُ.
وَفِي تَأْوِيلِهَا ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ: الْأَوَّلُ - أَنَّهَا إِخْبَارٌ عَمَّا كَانَ فِي شَرِيعَةِ غَيْرِنَا، فَلَا يَلْزَمُ فِي شَرِيعَتِنَا.
الثَّانِي: لِلْإِنْسَانِ مَا عَمِلَ بِحَقٍّ، وَلَهُ مَا عَمِلَ لَهُ غَيْرُهُ بِهِبَةِ الْعَامِلِ لَهُ، فَجَاءَتِ الْآيَةُ فِي إِثْبَاتِ الْحَقِيقَةِ دُونَ مَا زَادَ عَلَيْهَا.
[ ص: 270 ] الثَّالِثُ: أَنَّهَا فِي الذُّنُوبِ. وَقَدِ اتَّفَقَ عَلَى أَنَّهُ لَا يَحْمِلُ أَحَدٌ ذَنْبَ أَحَدٍ، وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا قَوْلُهُ قَبْلَهَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=38أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ، كَأَنَّهُ يَقُولُ: لَا يُؤْخَذُ أَحَدٌ بِذَنْبِ غَيْرِهِ، وَلَا يُؤْخَذُ إِلَّا بِذَنْبِ نَفْسِهِ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15لَظَى ) : اسْمُ عَلَمٍ مُشْتَقٌّ مِنَ اللَّظَى بِمَعْنَى اللَّهَبِ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) : مَعْنَى اللَّوَّاحَةُ مُغَيِّرَةٌ. يُقَالُ لَاحَهُ السَّفَرُ: غَيَّرَهُ. وَالْبَشَرُ جَمْعُ بَشْرَةٍ، وَهِيَ الْجِلْدَةُ. فَالْمَعْنَى أَنَّهَا تُحْرِقُ الْجُلُودَ. وَقِيلَ تُسَوِّدُهَا. وَقِيلَ لَوَّاحَةٌ مِنْ لَاحَ يَعْنِي ظَهَرَ، وَالْبَشَرُ النَّاسُ، أَيْ تُلَوِّحُ لِلنَّاسِ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: تَلُوحُ لَهُمْ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ، أَيْ هَذِهِ الْعِلَّةُ وَالسَّبَبُ فِي إِعْرَاضِ مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لَوَّامَة ) ) : هِيَ الَّتِي تَلُومُ نَفْسَهَا عَلَى فِعْلِ الذُّنُوبِ، أَوِ التَّقْصِيرِ فِي الطَّاعَةِ، فَإِنَّ النُّفُوسَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ، فَخَيْرُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، وَشَرُّهَا النَّفْسُ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ، وَبَيْنَهُمَا النَّفْسُ اللَّوَّامَةُ. وَقِيلَ اللَّوَّامَةُ الْمَذْمُومَةُ الْفَاجِرَةُ، وَهَذَا بَعِيدٌ، لِأَنَّ اللَّهَ لَا يُقْسِمُ إِلَّا بِمَا يُعَظَّمُ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ. وَيَسْتَقِيمُ إِنْ كَانَ لَا أُقْسِمُ نَفْيًا لِلْقَسَمِ.
قَالَ بَعْضُهُمْ: لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ بَرَّةٍ وَلَا فَاجِرَةٍ إِلَّا وَهِيَ تَلُومُ نَفْسَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنْ كَانَتْ عَمِلَتْ خَيْرًا: هَلَّا ازْدَادَتْ مِنْهُ، وَإِنْ كَانَتْ عَمِلَتْ سُوءًا: لِمَ عَمِلَتْهُ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لَيَالٍ عَشْرٍ ) ) : هِيَ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ. وَقِيلَ: الْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنَ الْمُحَرَّمِ. وَفِيهَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ. وَقِيلَ الْعَشْرُ الْأُخَرُ مِنْ رَمَضَانَ. وَقِيلَ الْعَشْرُ الْأَوَّلُ مِنْهُ.
( لَمًّا ) : الْجَمْعُ، وَاللَّفُّ، فَالتَّقْدِيرُ أَكْلًا ذَا لَمٍّ، وَهُوَ أَنْ يَأْخُذَ فِي الْمِيرَاثِ نَصِيبَهُ وَنَصِيبَ غَيْرِهِ، لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانُوا لَا يُعْطُونَ مِنَ الْمِيرَاثِ أُنْثَى وَلَا صَغِيرًا، بَلْ يَنْفَرِدُ بِهِ الرِّجَالُ.
[ ص: 271 ] nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ ، ضَمِيرُ الْمُنَازَعَةِ لِلْكُفَّارِ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ لَا يَنْبَغِي لَهُمْ مُنَازَعَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لِأَنَّ الْحَقَّ قَدْ ظَهَرَ بِحَيْثُ لَا يُنَازِعُ أَحَدٌ فِيهِ. فَجَاءَ الْفِعْلُ بِلَفْظِ النَّهْيِ، وَالْمُرَادُ غَيْرُ النَّهْيِ. وَقِيلَ الْمَعْنَى: لَا تُنَازِعُهُمْ فَيُنَازِعُوكَ، فَحَذَفَ الْأَوَّلَ لِدَلَالَةِ الثَّانِي عَلَيْهِ. وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ نَهْيًا لَهُمْ عَنِ الْمُنَازَعَةِ عَلَى ظَاهِرِ اللَّفْظِ.
وَالْمُرَادُ بِالْأَمْرِ الدِّينُ وَالشَّرِيعَةُ، أَيْ فِي الدِّينِ وَالذَّبَائِحِ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=97لُدًّا ) : جَمْعُ أَلَدٍّ، وَهُوَ الشَّدِيدُ الْخُصُومَةِ وَالْمُجَادَلَةِ. وَالْمُرَادُ بِذَلِكَ
قُرَيْشٌ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ فُجَّارًا.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=70لُوطٍ ) : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ: هُوَ
لُوطُ بْنُ هَارَانَ بْنَ آزَرَ. وَفِي الْمُسْتَدْرَكِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
لُوطُ ابْنُ أَخِي
إِبْرَاهِيمَ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=12لُقْمَانَ ) : قِيلَ إِنَّهُ كَانَ نَبِيًّا. وَالْأَكْثَرُ عَلَى خِلَافِهِ. أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ
لُقْمَانُ عَبْدًا حَبَشِيًّا اخْتَارَ الْحِكْمَةَ عَلَى النُّبُوءَةِ، فَأَعْطَاهَا اللَّهُ لَهُ، فَكَانَ يَنْطِقُ بِهَا. لَمْ يَكُنْ
لُقْمَانُ نَبِيئًا، وَلَكِنْ عَبْدًا أَحْسَنَ الْيَقِينَ، أَحَبَّ اللَّهَ فَأَحَبَّهُ فَمَنَّ عَلَيْهِ بِالْحِكْمَةِ.
وَرُوِيَ أَنَّهُ ابْنُ أُخْتِ
أَيُّوبَ، أَوِ ابْنِ خَالَتِهِ. وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ قَاضِيًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. وَاخْتُلِفَ فِي صَنْعَتِهِ، فَقِيلَ: كَانَ نَجَّارًا. وَقِيلَ خَيَّاطًا. وَقِيلَ رَاعِي غَنَمٍ. وَكَانَ ابْنُهُ كَافِرًا، فَمَا زَالَ يُوصِيهِ حَتَّى أَسْلَمَ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40لُجِّيٍّ ) : مَنْسُوبٌ إِلَى اللُّجِّ، وَهُوَ مُعْظَمُ الْمَاءِ. وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّ أَجْزَاءَ هَذَا الْمِثَالِ قُوبِلَتْ بِهِ أَجْزَاءَ الْمِثْلِ بِهِ، فَالظُّلُمَاتُ أَعْمَالُ الْكَافِرِ، وَالْبَحْرُ اللُّجِّيُّ صَدْرُهُ، وَالْمَوْجُ جَهْلُهُ، وَالسَّحَابُ الْغِطَاءُ الَّذِي عَلَى قَلْبِهِ.
وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّهُ تَمْثِيلٌ بِالْجُمْلَةِ مِنْ غَيْرِ مُقَابَلَةٍ. وَفِي وَصْفِ هَذِهِ الظُّلُمَاتِ بِهَذِهِ الْأَوْصَافِ مُبَالَغَةٌ، كَمَا أَنَّ فِي وَصْفِ النُّورِ، الْمُكَرَّرِ قَبْلَهَا مُبَالَغَةٌ.
[ ص: 272 ] nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38لُغُوبٍ : الْإِعْيَاءُ وَالتَّعَبُ. وَرُوِيَ
أَنَّ الْيَهُودَ أَتَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: أَخْبِرْنَا عَمَّا خَلَقَ اللَّهُ فِي الْأَيَّامِ السَّبْعَةِ: فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَالْجِبَالَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَالدَّوَابَّ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَالنُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَآدَمَ وَحَوَّاءَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ "، فَقَالُوا: أَصَبْتَ لَوْ أَتْمَمْتَ، فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَا إِتْمَامُهَا، " فَقَالُوا: لَمَّا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ اسْتَلْقَى عَلَى قَفَاهُ، وَوَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَاسْتَرَاحَ، وَكَانَ ذَلِكَ يَوْمُ السَّبْتَ الَّذِي اتَّخَذْنَاهُ عِيدًا وَاسْتِرَاحَةً. فَاغْتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَمًّا شَدِيدًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ . وَإِنَّمَا يَلْغُبُ مَنْ يَعْمَلُ بِالْآلَاتِ وَالْجَوَارِحِ، وَإِنِّي أَخْلُقُ الشَّيْءَ إِذَا أَرَدْتُ وُجُودَهُ، أَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
فَظَنَّ الْيَهُودُ أَنَّ السَّبْتَ لَهُمْ يَوْمَ الرَّاحَةِ، فَصَارَ يَوْمَ الْمِحْنَةِ، وَظَنُّوا أَنَّهُ يَوْمُ فَرَحٍ، فَصَارَ يَوْمَ تَرَحٍ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: السَّبْتَ لِلْيَهُودِ، وَالْجُمْعَةُ لَكُمْ، فَلَا تُخَالِفُوا فِيهَا أَمْرَ اللَّهِ تَعَالَى كَمَا خَالَفَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَصَارَ الْمُخَالِفُونَ مِنْهُمْ قِرَدَةٌ.
نُكْتَةٌ:
إِنَّ الْيَهُودَ لَمَّا خَالَفُوا فِي يَوْمِهِمْ مَسَخَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى وَغَيَّرَ شَخْصَهُمْ، وَالْمُؤْمِنُونَ إِذْ أَطَاعُوا اللَّهَ وَأَدَّوْا صَلَاةَ الْجُمْعَةِ غُيِّرَتْ صُورَةُ ذُنُوبِهِمْ حَسَنَاتٍ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=70فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ . إِنَّ الْيَهُودَ لَمْ يُمْسَخُوا لِصَيْدِ السَّمَكَةِ، بَلْ لِتَرْكِهِمْ تَعْظِيمَ أَمْرِ اللَّهِ وَارْتِكَابِهِمْ لِنَهْيِهِ، أَلَا تَرَى أَنَّ
آدَمَ وَحَوَّاءَ أَكَلَا مِنْ شَجَرَةِ الْخُلْدِ فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا. وَالنَّحْلُ أَكَلَ مِنْ وَرَقِ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ فَصَارَ فِي بَطْنِهِ عَسَلًا، لِأَنَّ آدَمَ أَكَلَ بِغَيْرِ إِذَنٍ، وَالنَّحْلُ أَكَلَ بِإِذْنٍ.
[ ص: 273 ] وَأَعْجَبُ مِنْ هَذَا أَنَّ الدُّودَةَ الَّتِي أَكَلَتْ جِسْمَ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَصَارَ لَحْمُهُ فِي بَطْنِهَا إِبْرَيْسَمًا ، يَا عَجَبًا، إِنْ آدَمِيًّا يَأْكُلُ سَمَكَةً فَيَغْضَبُ عَلَيْهِ الرَّبُّ فَيَجْعَلُهُ قِرْدًا، وَدُودَةٌ تَأْكُلُ النَّبِيَّ فَيَرْضَى عَنْهَا الرَّبُّ، فَيَجْعَلُ رَوْثَهَا إِبْرَيْسَمًا، لِأَنَّ هَذِهِ أَكَلَتْ بِأَمْرِهِ، وَذَلِكَ أَكَلَ بِغَيْرِ أَمْرِهِ. دُودَةٌ أَطَاعَتِ الرَّبَّ فَاسْتَحَقَّتِ الْخِلْعَةَ. وَالْمُؤْمِنُ الْمُخْلِصُ إِذَا أَطَاعَ أَمْرَ اللَّهِ فَكَيْفَ لَا يَسْتَحِقُّ الرَّحْمَةَ وَالْقُرْبَةَ وَالْكَرَامَةَ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=6لُبَدًا ) : كَثِيرًا، مِنَ التَّلْبِيدِ، كَأَنَّهُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1لُمَزَةٍ ) : هُوَ الَّذِي يَعِيبُ النَّاسَ بِاللِّسَانِ. وَاخْتُلِفَ هَلِ الْهُمَزَةُ وَاللُّمَزَةُ سَوَاءٌ، وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الْهَمْزِ وَاللَّمْزِ، وَصِيغَةُ فَعْلَةٍ لِلْمُبَالَغَةِ. وَنَزَلَتِ السُّورَةُ فِي الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ، لِأَنَّهُ كَانَ كَثِيرَ الْوَقِيعَةِ فِي النَّاسِ. وَقِيلَ فِي
أُمِّيَّةَ بْنِ خَلَفٍ. وَقِيلَ فِي
الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ. وَلَفْظُهَا مَعَ ذَلِكَ عَلَى الْعُمُومِ فِي كُلِّ مَنِ اتَّصَفَ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=37لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ ، أَيْ لِيُوَافِقُوا عَدَدَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَهِيَ أَرْبَعَةٌ. يَقُولُ: إِذَا حَرَّمُوا مِنَ الشُّهُورِ عَدَدَ الشُّهُورِ الْمُحَرَّمَةِ لَمْ يُبَالُوا أَنْ يُحِلُّوا الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُوا الْحَلَالَ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=63لِوَاذًا ) ، يَعْنِي الَّذِينَ يَنْصَرِفُونَ عَنْ حَفْرِ الْخَنْدَقِ. وَاللِّوَاذُ: الرَّوَغَانُ وَالْمُخَالَفَةُ. وَقِيلَ الِانْصِرَافُ فِي خِفْيَةٍ. وَفِي هَذَا وَعِيدٌ وَتَهْدِيدٌ لِمَنْ خَالَفَ أَمْرَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=84لِسَانَ صِدْقٍ ) : ثَنَاءً حَسَنًا.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=5لِينَةٍ ) : نَخْلَةٌ، وَجَمْعُهَا لِينٌ، وَهِيَ أَلْوَانُ النَّخْلِ مَا لَمْ تَكُنِ الْعَجْوَةَ وَالْبَرْنِيَّ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيُّ: لَا أَعْلَمُهَا إِلَّا بِلِسَانِ يَهُودَ.
وَسَبَبُ الْآيَةِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=663842أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا نَزَلَ عَلَى حُصُونِ بَنِي النَّضِيرِ قَطَعَ الْمُسْلِمُونَ بَعْضَ نَخْلِهِمْ، وَأَحْرَقُوا بَعْضَهَا، فَقَالَ بَنُو النَّضِيرِ: مَا هَذَا الْإِفْسَادُ يَا مُحَمَّدُ، وَأَنْتَ تَنْهَى عَنِ الْفَسَادِ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ مُعَلِّمَةً أَنَّ كُلَّ مَا جَرَى مِنْ قَطْعٍ وَإِحْرَاقٍ، فَإِنَّ اللَّهَ أَذِنَ لِلْمُسْلِمِينَ فِي ذَلِكَ. [ ص: 274 ] nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=5وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ :
بَنِي النَّضِيرِ. وَاسْتَدَلَّ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى أَنَّ كُلَّ مُجْتَهِدٍ لَهُ مُصِيبٌ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ صَوَّبَ فِعْلَ مَنْ قَطَعَ النَّخْلَ، وَمَنْ تَرَكَهَا.
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي قَطْعِ شَجَرِ الْمُشْرِكِينَ وَتَخْرِيبِ بِلَادِهِمْ، فَأَجَازَهُ الْجُمْهُورُ. لِهَذِهِ الْآيَةِ، وَلِإِقْرَارِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى تَحْرِيقِ نَخْلِ
بَنِي النَّضِيرِ، وَكَرِهَهُ قَوْمٌ لِوَصِيَّةِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ الْجَيْشَ الَّذِي وَجَّهَهُمْ إِلَى
الشَّامِ أَلَّا يَقْطَعُوا شَجَرًا مُثْمِرًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ... ، الْآيَةُ. اخْتُلِفَ فِي قَسْمِ الْخُمْسِ وَهُوَ خُمْسُ الْمَغَانِمِ، فَقَالَ قَوْمٌ: يُصْرَفُ عَلَى سِتَّةِ أَسْهُمٍ: سَهْمٌ لِلَّهِ فِي عِمَارَةِ
الْكَعْبَةِ، وَسَهْمٌ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ. وَقِيلَ لِلْوَالِي بَعْدَهُ. وَسَهْمٌ لِذَوِي الْقُرْبَى الَّذِينَ لَا تَحِلُّ لَهُمُ الصَّدَقَةُ. وَسَهْمٌ لِلْيَتَامَى. وَسَهْمٌ لِلْمَسَاكِينِ. وَسَهْمٌ لِابْنِ السَّبِيلِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ: عَلَى خَمْسَةِ أَسْهُمٍ، وَلَا يُجْعَلُ لِلَّهِ سَهْمًا مُخْتَصًّا، وَإِنَّمَا بَدَأَ عِنْدَهُ بِاللهِ، لِأَنَّ الْكُلَّ مِلْكَهُ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبُو حَنِيفَةَ: عَلَى ثَلَاثَةِ أَسْهُمٍ: لِلْيَتَامَى، وَالْمَسَاكِينِ، وَابْنِ السَّبِيلِ خَاصَّةً. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ: الْخَمْسُ إِلَى اجْتِهَادِ الْإِمَامِ يَأْخُذُ مِنْهُ كِفَايَتَهُ، وَيَصْرِفُ الْبَاقِي فِي الْمَصَالِحِ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=37لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ) : الْخَبِيثُ: الْكَفَّارُ، وَالطَّيِّبُ: الْمُؤْمِنُونَ. وَقِيلَ: الْخَبِيثُ مَا أَنْفَقَهُ الْكُفَّارُ، وَالطَّيِّبُ: مَا أَنْفَقَهُ الْمُؤْمِنُونَ. وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=37لِيَمِيزَ - عَلَى هَذَا يَتَعَلَّقُ بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=36يُغْلَبُونَ وَعَلَى الْأَوَّلِ بـِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=36يُحْشَرُونَ .
وَمَعْنَى يُمَيِّزُ: يَفْرُقُ بَيْنَ الْخَبِيثِ وَالطَّيِّبِ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) ) ، لَا لِغَيْرِهِ، وَلَا نِهَايَةَ لِعَدَدِهَا،
[ ص: 275 ] وَإِنَّمَا أَخْبَرَ الشَّارِعُ بِالتِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ فِي قَوْلِهِ: إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ.
وَسَبَبُ نُزُولِ الْآيَةِ أَنَّ
أَبَا جَهْلٍ سَمِعَ بَعْضَ الصَّحَابَةِ يَقْرَأُ، فَيَذْكُرُ اللَّهَ مَرَّةً وَالرَّحْمَنَ أُخْرَى، فَقَالَ: يَزْعُمُ
مُحَمَّدٌ أَنَّ الْإِلَهَ وَاحِدٌ، وَهَا هُوَ يَعْبُدُ آلِهَةً كَثِيرَةً، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ، مُبَيِّنَةً أَنَّ تِلْكَ الْأَسْمَاءَ الْكَثِيرَةَ هِيَ لِمُسَمًّى وَاحِدٍ.
وَالْحُسْنَى: مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهَا، وَتَأْنِيثُ أَحْسَنَ. وَحُسْنُ أَسْمَاءِ اللَّهِ أَنَّهَا صِفَاتُ مَدْحٍ وَتَعْظِيمٍ وَتَحْمِيدٍ، فَمِنْهَا مَا هُوَ لِلتَّعَلُّقِ، وَمِنْهَا مَا هُوَ لِلتَّخَلُّقِ، فَيَنْبَغِي الِاعْتِنَاءُ بِتَبَيُّنِ مَعَانِيهَا، وَبِأَخْذِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا حَظًّا وَنَصِيبًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=26لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ : الْحُسْنَى الْجَنَّةُ، وَالنَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ. وَقِيلَ الْحُسْنَى جَزَاءُ الْحَسَنَةِ بِعَشْرَةِ أَمْثَالِهَا، وَالزِّيَادَةُ التَّضْعِيفُ فَوْقَ ذَلِكَ إِلَى سَبْعِمِائَةٍ. وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ، لِوُرُودِهِ فِي الْحَدِيثِ، وَكَثْرَةُ الْقَائِلِينَ بِهِ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لَوْلَا نَزَلَتْ سُؤْرَة ) ) ، بِالْهَمْزِ، مِنْ أَسْأَرَتْ أَيْ أَفْضَلَتْ مِنِ السُّؤْرِ، وَهُوَ مَا بَقِيَ مِنَ الشَّرَابِ فِي الْإِنَاءِ، كَأَنَّهَا قِطْعَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ. وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْهَا جَعَلَهَا مِنَ الْمَعْنَى الْمُتَقَدِّمِ، وَسَهَّلَ هَمْزَتَهَا. وَمِنْهُمْ مَنْ شَبَّهَهَا بِسُورَةِ الْبِنَاءِ، أَيِ الْقِطْعَةِ مِنْهُ، أَيْ مَنْزِلَةٌ بَعْدَ مَنْزِلَةٍ. وَقِيلَ مِنْ سُورِ
الْمَدِينَةِ لِإِحَاطَتِهَا بِآيَاتِهَا وَاجْتِمَاعِهَا كَاجْتِمَاعِ الْبُيُوتِ فِي السُّورِ. وَمِنْهُ السِّوَارُ لِإِحَاطَتِهِ بِالسَّاعِدِ.
وَقِيلَ: لِارْتِفَاعِهَا، لِأَنَّهَا كَلَامُ اللَّهِ.
وَالسُّورَةُ الْمُنَزَّلَةُ الرَّفِيعَةُ، وَكَانَ الْمُؤْمِنُونَ يَقُولُونَ هَذَا الْكَلَامَ عَلَى وَجْهِ الْحِرْصِ عَلَى نُزُولِ الْقُرْآنِ وَالرَّغْبَةِ فِيهِ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَفْرَحُونَ وَيَسْتَوْحِشُونَ مِنْ إِبْطَائِهِ.
تَنْبِيهٌ:
قَالَ
الْجَعْبَرِيُّ: حَدُّ السُّورَةِ قُرْآنٌ يَشْتَمِلُ عَلَى آيٍ ذِي فَاتِحَةٍ وَذِي خَاتِمَةٍ. وَأَقَلُّهَا ثَلَاثُ آيَاتٍ.
[ ص: 276 ] وَقَالَ غَيْرُهُ: السُّورَةُ الطَّائِفَةُ الْمُتَرْجِمَةُ تَوْقِيفًا، أَيِ الْمُسَمَّاةُ بِاسْمٍ خَاصٍّ بِتَوْقِيفٍ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وَقَدْ ثَبَتَتْ جَمِيعُ أَسْمَاءِ السُّوَرِ بِالتَّوْقِيفِ مِنَ الْأَحَادِيثِ وَالْآثَارِ، وَلَوْلَا خَشْيَةُ الْإِطَالَةِ لَبَيَّنْتُ ذَلِكَ.
وَمِمَّا يَدُلُّ لِذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ، قَالَ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ: سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَسُورَةُ الْعَنْكَبُوتِ - يَسْتَهْزِئُونَ بِهَا، فَنَزَلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=95إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ .
وَقَدْ كَرِهَ بَعْضُهُمْ أَنْ يُقَالَ سُورَةُ كَذَا لِمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ مَرْفُوعًا، عَنْ أَنَسٍ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=911641لَا تَقُولُوا سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَلَا سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ، وَلَا سُورَةُ النِّسَاءِ، وَكَذَا الْقُرْآنُ كُلُّهُ، وَلَكِنْ قُولُوا: السُّورَةُ الَّتِي تُذْكَرُ فِيهَا الْبَقَرَةُ، وَالَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا آلُ عِمْرَانَ، وَكَذَلِكَ الْقُرْآنُ كُلُّهُ. وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، بَلِ ادَّعَى
ابْنُ الْجَوْزِيِّ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ: إِنَّمَا يُعْرَفُ مَوْقُوفًا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ عَنْهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ. وَقَدْ صَحَّ إِطْلَاقُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَغَيْرِهَا عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=659292هَذَا مَقَامُ الَّذِي أَنْزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ. وَمِنْ ثَمَّ لَمْ يَكْرَهْهُ الْجُمْهُورُ.
وَقَدْ يَكُونُ لِلسُّورَةِ اسْمٌ وَاحِدٌ وَهُوَ كَثِيرٌ، وَقَدْ يَكُونُ لَهَا اسْمَانِ فَأَكْثَرُ، مِنْ ذَلِكَ: الْفَاتِحَةُ، وَقَدْ وَقَفْتُ لَهَا عَلَى نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ اسْمًا، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى شَرَفِهَا، فَإِنَّ كَثْرَةَ الْأَسْمَاءِ دَالَّةٌ عَلَى شَرَفِ الْمُسَمَّى.
قَالَ بَعْضُهُمْ: وَكَمَا سُمِّيَتِ السُّورَةُ الْوَاحِدَةُ بِأَسْمَاءٍ سُمِّيَتْ سُورَةٌ بِاسْمٍ وَاحِدٍ. كَالسُّوَرِ الْمُسَمَّاةِ بِـ الم وَالر، عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّ فَوَاتِحَ السُّوَرِ أَسْمَاءٌ لَهَا.
قَالَ
الزَّرْكَشِيُّ فِي الْبُرْهَانِ: يَنْبَغِي الْبَحْثُ عَنْ تَعْدَادِ الْأَسْمَاءِ، هَلْ هُوَ تَوْقِيفِيٌّ
[ ص: 277 ] أَوْ بِمَا يَظْهَرُ مِنَ الْمُنَاسَبَاتِ، فَإِنْ كَانَ الثَّانِي فَلَنْ يَعْدَمَ الْفَطِنُ أَنْ يَسْتَخْرِجَ مِنْ كُلِّ سُورَةٍ مَعَانِيَ كَثِيرَةً يَقْتَضِي اشْتِقَاقُهَا اسْمًا لَهَا، وَهُوَ تَعْبِيدٌ.
قَالَ: وَيَنْبَغِي النَّظَرُ فِي اخْتِصَاصِ كُلِّ سُورَةٍ بِمَا سُمِّيَتْ بِهِ.
وَلَا شَكَّ أَنَّ
الْعَرَبَ تُرَاعِي وَكَثِيرٌ مِنَ الْمُسَمَّيَاتِ أَخْذَ أَسْمَائِهَا مِنْ نَادِرٍ أَوْ مُسْتَغْرَبٍ يَكُونُ فِي الشَّيْءِ مِنْ خَلْقٍ أَوْ صِفَةٍ تَخُصُّهُ أَوْ يَكُونُ مَعَهَا أَحْكَمَ أَوْ أَكْثَرَ أَوْ أَسْبَقَ لِإِدْرَاكِ الرَّأْيِ لِلْمُسَمَّى. وَيُسَمُّونَ الْجُمْلَةَ مِنَ الْكَلَامِ أَوِ الْقَصِيدَةَ الطَّوِيلَةَ بِمَا هُوَ أَشْهَرُ فِيهَا، وَعَلَى ذَلِكَ جَرَتْ سُوَرُ الْكِتَابِ الْعَزِيزِ كَتَسْمِيَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ بِهَذَا الِاسْمِ لِقَرِينَةِ قِصَّةِ الْبَقَرَةِ الْمَذْكُورَةِ فِيهَا، وَعَجِيبُ الْحِكْمَةِ فِيهَا.
وَسُمِّيَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ بِهَذَا الِاسْمِ لَمَّا تَرَدَّدَ فِيهَا شَيْءٌ كَثِيرٌ مِنْ أَحْكَامِ النِّسَاءِ.
وَتَسْمِيَةُ سُورَةِ الْأَنْعَامِ لِمَا وَرَدَ فِيهَا مِنْ تَفْصِيلِ أَحْوَالِهَا، وَإِنْ كَانَ قَدْ وَرَدَ لَفْظُ الْأَنْعَامِ فِي غَيْرِهَا، إِلَّا أَنَّ التَّفْصِيلَ الْوَارِدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا ... ، إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=144أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا . لَمْ يَرِدْ فِي غَيْرِهَا، كَمَا وَرَدَ ذِكْرُ النِّسَاءِ فِي سُوَرٍ، إِلَّا أَنَّ مَا تَكَرَّرَ وَبُسِطَ مِنْ أَحْكَامِهِنَّ لَمْ يَرِدْ فِي غَيْرِ سُورَةِ النِّسَاءِ، وَكَذَا سُورَةُ الْمَائِدَةِ لَمْ يَرِدْ ذِكْرُ الْمَائِدَةِ فِي غَيْرِهَا، فَسُمِّيَتْ بِمَا يَخُصُّهَا. فَإِنْ قِيلَ: فِي سُورَةِ هُودٍ ذُكِرَ
نُوحٌ وَصَالِحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَلُوطٌ وَشُعَيْبٌ وَمُوسَى. فَلِمَ خُصَّتْ بَاسِمِ
هُودٍ وَحْدَهُ، مَعَ أَنَّ قِصَّةَ
نُوحٍ فِيهَا أَوْعَبُ وَأَطْوَلُ؟ قِيلَ: تَكَرَّرَتْ هَذِهِ الْقِصَصُ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ وَسُورَةِ هُودٍ وَالشُّعَرَاءِ بِأَوْعَبَ مِمَّا وَرَدَ فِي غَيْرِهَا، وَلَمْ يَتَكَرَّرْ فِي وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ السُّوَرِ اسْمُ هُودٍ كَتَكَرُّرِهِ فِي سُورَتِهِ، فَإِنَّهُ تَكَرَّرَ فِيهَا فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ، وَالتَّكْرَارُ مِنْ أَقْوَى الْأَسْبَابِ الَّتِي ذَكَرْنَا.
فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ تَكَرَّرَ اسْمُ
نُوحٍ فِيهَا فِي سِتَّةِ مَوَاضِعَ؟
قِيلَ: لَمَّا أُفْرِدَتْ لِذِكْرِ
نُوحٍ وَقِصَّتِهِ مَعَ قَوْمِهِ سُورَةٌ بِرَأْسِهَا فَلَمْ يَقَعْ فِيهَا غَيْرُ ذَلِكَ، كَانَتْ أَوْلَى بِأَنْ تُسَمَّى بِاسْمِهِ مِنْ سُورَةٍ تَضَمَّنَتْ قِصَّتَهُ وَقِصَّةَ غَيْرِهِ.
[ ص: 278 ] قُلْتُ: فَلَكَ أَنْ تَسْأَلَ وَتَقُولَ: قَدْ سَمَّيْتَ سُورَةً جَرَتْ فِيهَا قِصَصُ أَنْبِيَاءٍ بِأَسْمَائِهِمْ، كَسُورَةِ نُوحٍ، وَسُورَةِ هُودٍ، وَسُورَةِ إِبْرَاهِيمَ، وَسُورَةِ يُونُسَ، وَسُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، وَسُورَةِ طس سُلَيْمَانَ، وَسُورَةِ يُوسُفَ، وَسُورَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ، وَسُورَةِ مَرْيَمَ، وَسُورَةِ لُقْمَانَ، وَسُورَةِ الْمُؤْمِنِ. وَسُورَةِ أَقْوَامٍ: كَسُورَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَسُورَةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ، وَسُورَةِ الْحِجْرِ، وَسُورَةِ سَبَأٍ، وَسُورَةِ الْمَلَائِكَةِ، وَسُورَةِ الْجِنِّ، وَسُورَةِ الْمُنَافِقِينَ، وَسُورَةِ الْمُطَفِّفِينَ. وَمَعَ هَذَا لَمْ يُفْرَدْ
لِمُوسَى سُورَةٌ تُسَمَّى بِهِ، مَعَ كَثْرَةِ ذِكْرِهِ فِي الْقُرْآنِ، حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ: كَادَ الْقُرْآنُ أَنْ يَكُونَ كُلُّهُ
مُوسَى، وَكَانَ أُولَى سُورَةٍ تُسَمَّى بِهِ سُورَةَ طه أَوِ الْقَصَصِ أَوِ الْأَعْرَافِ لِبَسْطِ قِصَّتِهِ فِي الثَّلَاثَةِ مِمَّا لَمْ تَبْسُطُ فِي غَيْرِهَا.
وَكَذَلِكَ قِصَّةُ
آدَمَ ذَكَرَتْ فِي عِدَّةِ سُوَرٍ، وَلَمْ تُسَمَّ بِهِ سُورَةٌ كَأَنَّهُ اكْتُفِيَ بِسُورَةِ الْإِنْسَانِ.
وَكَذَلِكَ قِصَّةُ الذَّبِيحِ مِنْ بَدَائِعِ الْقِصَصِ، وَلَمْ تُسَمَّ بِهِ سُورَةُ الصَّافَّاتِ. وَقِصَّةُ
دَاوُودَ ذُكِرَتْ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1ص وَلَمْ تُسَمَّ بِهِ، فَانْظُرْ فِي حِكْمَةِ ذَلِكَ.
عَلَى أَنِّي رَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي جَمَالِ الْقُرَّاءِ
nindex.php?page=showalam&ids=14467لِلسَّخَاوِيِّ أَنَّ سُورَةَ طه تُسَمَّى سُورَةَ الْكِلِيمِ، وَسَمَّاهَا
الْهُذَلِيُّ فِي كَمَالِهِ سُورَةَ مُوسَى. وَأَنَّ سُورَةَ ص تُسَمَّى سُورَةَ دَاوُدَ. وَرَأَيْتُ فِي كَلَامِ الْجَعْبَرِيِّ أَنَّ سُورَةَ الصَّافَّاتِ تُسَمَّى سُورَةَ الذَّبِيحِ، وَذَلِكَ يَحْتَاجُ إِلَى مُسْتَنَدٍ مِنَ الرَّأْيِ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ ) : اخْتُلِفَ وَالْمَعْنَى الَّذِي رَفَعَ اللَّهُ بِهِ الْحَرَجَ عَنِ الْأَعْرَجِ وَالْأَعْمَى وَالْمَرِيضِ هَذِهِ الْآيَةَ، فَقِيلَ: هُوَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْغَزْوُ، أَيْ لَا حَرَجَ عَلَيْهِمْ فِي تَأَخُّرِهِمْ عَنْهُ، وَحُكْمُهُمْ عَامٌّ فِي كُلِّ جِهَادٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا أَنْ يَحْزُبَ حَازِبٌ فِي حَصْرَةٍ مَا، فَوَاجِبٌ عَلَيْهِمْ بِحَسَبِ الْوُسْعِ.
فَإِنْ قُلْتَ: أَمَا رَفَعَ الْحَرَجَ عَنْ هَؤُلَاءِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ فَمَفْهُومُ تَعْقِيبِهِ بِهِ فِي عَتْبِ الْمُتَخَلِّفِينَ مِنَ الْقَبَائِلِ، وَأَمَّا ذِكْرُهُمْ فِي سُورَةِ النُّورِ، فَلَمْ أَفْهَمْ لَهُ مَعْنًى؟
الْجَوَابُ: إِنَّمَا ذَكَرَهُمْ فِي سُورَةِ النُّورِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا نَهَضُوا إِلَى الْغَزْوِ
[ ص: 279 ] وَخَلَّفُوا أَهْلَ هَذِهِ الْأَعْذَارِ فِي بُيُوتِهِمْ، فَكَانُوا يَتَجَنَّبُونَ أَكْلَ مَالِ الْغَائِبِ، فَنَزَلَتْ فِي ذَلِكَ.
وَقِيلَ: إِنِ النَّاسَ كَانُوا يَتَجَنَّبُونَ الْأَكْلَ مَعَهُمْ تَقَذُّرًا، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ.
وَهَذَا ضَعِيفٌ، لِأَنَّ رَفْعَ الْحَرَجِ عَنْ أَهْلِ الْأَعْذَارِ لَا عَنْ غَيْرِهِمْ.
وَالصَّوَابُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ الْحَرَجَ مَرْفُوعٌ عَنْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ فِي كُلِّ مَا يَمْنَعُهُمْ مِنْهُ أَعْذَارُهُمْ مِنَ الْجِهَادِ وَغَيْرِهِ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ أَبَاحَ الْأَكْلَ لِلْإِنْسَانِ فِي هَذِهِ الْبُيُوتِ الْمَذْكُورَةِ فِي الْآيَةِ، مِنَ الْآبَاءِ وَالْأَبْنَاءِ وَالْأَخَوَاتِ وَغَيْرِهِمْ. فَإِنْ قُلْتَ: إِذَا رَفَعَ الْحَرَجَ عَنْ هَؤُلَاءِ فَمَا مَعْنَى الْآيَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=41انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ .
فَالْجَوَابُ: أَنَّهُ اخْتُلِفَ فِي الْخَفِيفِ وَالثَّقِيلِ، مَنْ هُوَ، عَلَى أَقْوَالٍ: فَقِيلَ الْخَفِيفُ الْغَنِيُّ، وَالثَّقِيلُ الْفَقِيرُ. وَقِيلَ الْخَفِيفُ الشَّابُّ وَالثَّقِيلُ الشَّيْخُ. وَقِيلَ الْخَفِيفُ النَّشِيطُ، وَالثَّقِيلُ الْكَسْلَانُ. وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ أَمْثِلَةٌ فِي الثِّقَلِ وَالْخِفَّةِ.
وَقِيلَ: إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=91لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى . وَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ فَجَائِزٌ لِأَصْحَابِ الْأَعْذَارِ الْغَزْوِ، وَأَجْرُهُمْ فِيهِ مُضَاعَفٌ، لِأَنَّ الْأَعْرَجَ قَدْ يَكُونُ أَجْرَأَ النَّاسِ بِالصَّبْرِ وَأَلَّا يَفِرَّ. وَقَدْ غَزَا
nindex.php?page=showalam&ids=100ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَكَانَ يُمْسِكُ الرَّايَةَ فِي بَعْضِ حُرُوبِ الْقَادِسِيَّةِ، وَقَدْ خَرَّجَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النِّسَائِيُّ فِي بَعْضِ هَذَا الْمَعْنَى. وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=100ابْنُ أُمٍّ مَكْتُومٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=273لِلْفُقَرَاءِ ) : هَذَا بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لِذِي الْقُرْبَى وَاليتامي وَالْمَسَاكِين وَابْن السَّبِيلِ ) ) ، لِيُبَيِّنَ أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8الْمُهَاجِرِينَ ) ، وَوَصَفَهُمْ بِأَنَّهُمْ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، لِأَنَّهُمْ هَاجَرُوا مِنْ
مَكَّةَ وَتَرَكُوا فِيهَا دِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لِقَدٍّ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ) ) . السَّمَاءُ الدُّنْيَا -: هِيَ الْقَرِيبَةُ مِنَّا. وَالْمَصَابِيحُ يُرَادُ بِهَا النُّجُومُ، فَإِنْ كَانَتِ النُّجُومُ كُلُّهَا فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَلَا إِشْكَالَ. وَإِنْ كَانَتْ فِي غَيْرِهَا مِنَ السَّمَاوَاتِ فَقَدْ زُيِّنَتِ السَّمَاءُ الدُّنْيَا، لِأَنَّهَا ظَاهِرَةٌ فِيهَا لَنَا.
[ ص: 280 ] وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ أَنَّهُ زَيَّنَ السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِالنُّجُومِ الَّتِي فِيهَا دُونَ الَّتِي فِي غَيْرِهَا، عَلَى أَنَّ الْقَوْلَ بِمَوَاضِعِ الْكَوَاكِبِ وَفِي أَيِّ سَمَاءٍ هِيَ لَمْ يَرِدْ فِي الشَّرِيعَةِ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=63لَطِيفٌ ) : اسْمُ اللَّهِ تَعَالَى. قِيلَ مَعْنَاهُ رَفِيقٌ،
وَقِيلَ: جُبَيْرٍ بِخَفِيَّاتِ الْأُمُورِ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=24لُؤْلُؤٌ ) : كِبَارُ الْجَوْهَرِ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّه جَنَّتَانِ ) ) : مَقَامُ رَبِّهِ: الْقِيَامُ بَيْنَ يَدَيْهِ لِلْحِسَابِ. وَمِنْهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=6يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ . وَقِيلَ قِيَامُ اللهِ عَلَيْهِ بِأَعْمَالِهِ. وَمِنْهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ .
وَقِيلَ لِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ، وَأَبْهَمَ الْمَقَامَ، كَقَوْلِكَ: خِفْتُ جَانِبَ فُلَانٍ.
وَاخْتُلِفَ هَلِ الْجَنَّتَانِ لِكُلِّ خَائِفٍ عَلَى انْفِرَادِ، أَوْ لِصِنْفِ الْخَائِفِينَ، وَذَلِكَ مَبْنِيٌّ عَلَى قَوْلِهِ: لِمَنْ خَافَ، هَلْ يُرَادُ بِهِ وَاحِدٌ أَوْ جَمَاعَةٌ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ: إِنَّمَا قَالَ جَنَّتَانِ، لِأَنَّهُ خِطَابُ الثَّقَلَيْنِ، فَكَأَنَّهُ قَالَ جَنَّةٌ لِلْإِنْسَانِ وَجَنَّةٌ لِلْجِنِّ.
( لُبّ ) : عَقْلٌ، مِنْ قَوْلِهِمْ: لُبٌّ فِي الْمَكَانِ إِذَا أَقَامَ بِهِ. وَمِنْهُ: لِأُولِي الْأَلْبَابِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=35فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=36وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ ، أَيْ لَيْسَ لَهُ صَدِيقٌ. وَقِيلَ لَيْسَ لَهُ شَرَابٌ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينَ، فَإِنَّ الْحَمِيمَ الْمَاءُ الْحَارُّ، وَالْغِسْلِينُ صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ. وَقِيلَ شَجَرٌ يَأْكُلُهُ أَهْلُ النَّارِ. وَقَالَ اللُّغَوِيُّونَ: هُوَ مَا يَجْرِي مِنَ الْجِرَاحِ إِذَا غَسَلَتْ، وَهُوَ فِعْلِينَ مِنِ الْغَسْلِ.
فَإِنْ قُلْتَ: قَدْ قَالَ فِي الْغَاشِيَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ، وَهُوَ مُنَاقِضٌ لِمَا هُنَا؟
فَـالْجَوَابُ: أَنَّ الضَّرِيعَ لِقَوْمٍ وَالْغِسْلِينَ لِقَوْمٍ، أَوْ يَكُونُ أَحَدُهُمَا فِي حَالٍ وَالْآخِرُ فِي حَالٍ.
[ ص: 281 ] nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=40لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ : هَذَا جَوَابُ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=38فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=39وَمَا لا تُبْصِرُونَ . وَالضَّمِيرُ لِلْقُرْآنِ. وَالرَّسُولُ الْكَرِيمُ قِيلَ
جِبْرِيلُ. وَقِيلَ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وَأَقْسَمَ تَعَالَى بِجَمِيعِ الْأَشْيَاءِ، لِأَنَّهَا تَنْقَسِمُ إِلَى مَا يَبْصَرُ وَإِلَى مَا لَا يُبْصِرُ، كَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْإِنْسِ وَالْجِنِّ، وَالْأَجْسَامِ وَالْأَرْوَاحِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=45لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ : أَيْ بِالْقُوَّةِ. وَمَعْنَاهُ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا
مُحَمَّدٌ مَا لَمْ نَقُلْهُ، أَوْ نَسَبَ إِلَيْنَا قَوْلًا لَأَخَذْنَاهُ بِقُوَّتِنَا. وَقِيلَ هِيَ عِبَارَةٌ عَنِ الْهَوَانِ، كَمَا يُقَالُ لِمَنْ يَسْجُنُ: أُخِذَ بِيَدِهِ وَبِيَمِينِهِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ: مَعْنَاهُ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا لَقَتَلْنَاهُ، ثُمَّ صَوَّرَ صُورَةَ الْقَتْلِ لِيَكُونَ أَهْوَلَ. وَعَبَّرَ عَنْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينُ، وَهُوَ الْعِرْقُ الَّذِي فِي عُنُقِ الْإِنْسَانِ. وَالسَّيَّافُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْرِبَ الْمَقْتُولَ فِي جِيدِهِ أَخَذَهُ بِيَدِهِ الْيَمِينَ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَشُدُّ عَلَيْهِ لِنَظَرِهِ إِلَى السَّيْفِ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16لِلشَّوَى ) : هِيَ أَطْرَافُ الْجَسَدِ، وَقِيلَ جِلْدُ الرَّأْسِ. وَالْمَعْنَى أَنَّ النَّارَ تَنْزِعُهَا ثُمَّ تُعَادُ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=18لَقَادِرُونَ )
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=41عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ ) : هَذَا تَهْدِيدٌ لِلْكَفَّارِ بِإِهْلَاكِهِمْ وَإِبْدَال مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُمْ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=13لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ) : فِيهِ أَرْبَعَةُ تَأْوِيلَاتٍ:
أَحَدُهَا: أَنَّ الْوَقَارَ بِمَعْنَى التَّوْقِيرِ وَالْكَرَامَةِ، فَالْمَعْنَى مَا لَكَمَ لَا تَرْجُونَ أَنْ يُوَقِّرَكُمُ اللَّهُ فِي دَارِ ثَوَابِهِ. قَالَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ. وَقَوْلُهُ: "لِلَّهِ" عَلَى هَذَا بَيَانٌ لِلْمُوَقَّرِ، وَلَوْ تَأَخَّرَ لَكَانَ صِفَةً لِوَقَارٍ.
الثَّانِي: أَنَّ الْوَقَارَ بِمَعْنَى التُّؤَدَةِ وَالتَّثَبُّتِ، وَالْمَعْنَى مَا لَكَمَ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ تَعَالَى مُتَثَبِّتِينَ حَتَّى تَتَمَكَّنُوا مِنَ النَّظَرِ بِوَقَارِكُمْ. وَقَوْلُهُ " لِلَّهِ " عَلَى هَذَا مَفْعُولٌ دَخَلَتْ عَلَيْهِ اللَّامُ، كَقَوْلِكَ: ضَرَبْتُ لِزَيْدٍ. وَإِعْرَابُ وَقَارِكُمْ عَلَى هَذَا مَصْدَرٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ.
[ ص: 282 ] الثَّالِثُ: أَنَّ الرَّجَاءَ عَلَى هَذَا بِمَعْنَى الْخَوْفِ، وَالْوَقَارَ بِمَعْنَى الْعَظَمَةِ وَالسُّلْطَانِ. فَالْمَعْنَى مَا لَكُمْ لَا تَخَافُونَ عَظْمَةَ اللَّهِ وَسُلْطَانَهُ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115وَلِلَّهِ ) عَلَى هَذَا صِفَةٌ لِلْوَقَارِ فِي الْمَعْنَى.
الرَّابِعُ: أَنَّ الرَّجَاءَ بِمَعْنَى الْخَوْفِ، وَالْوَقَارَ بِمَعْنَى الِاسْتِقْرَارِ، مِنْ قَوْلِكَ: وَقَرَّ فِي الْمَكَانِ إِذَا اسْتَقَرَّ فِيهِ، وَالْمَعْنَى مَا لَكُمْ لَا تَخَافُونَ الِاسْتِقْرَارَ فِي دَارِ الْقَرَارِ، إِمَّا فِي الْجَنَّةِ وَإِمَّا فِي النَّارِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا : هَذَا إِخْبَارٌ عَمَّا حَدَثَ عِنْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ مَنْعِ الْجِنِّ مِنِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ فِي السَّمَاءِ وَرَجْمِهِمْ بِالنُّجُومِ. وَاللَّمْسُ: الْمَسُّ. وَاسْتُعِيرَ هُنَا لِلطَّلَبِ. وَالْحَرَسُ: اسْمٌ مُفْرَدٌ فِي مَعْنَى الْحُرَّاسِ كَالْخَدَمِ فِي مَعْنَى الْخُدَّامِ. وَلِذَلِكَ وُصِفَ بِشَدِيدٍ، وَهُوَ مُفْرَدٌ. وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ الْمَلَائِكَةَ الْحُرَّاسَ أَوِ النُّجُومَ الْحَارِسَةَ. وَكَرَّرَ الشُّهُبَ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظِ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=17لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) : يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ لِلْمُسْلِمِينَ، أَوْ لِلْقَاسِطِينَ الْمَذْكُورِينَ قَبْلُ، أَوْ لِجَمِيعِ الْجِنِّ، أَوِ الْجِنِّ الَّذِينَ اسْتَمَعُوا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَوْ لِجَمِيعِ الْخَلْقِ. وَمَعْنَى الْفِتْنَةِ الِاخْتِبَارُ، هَلْ يَشْكُرُونَ أَمْ لَا، هَذَا إِنْ كَانَتِ الطَّرِيقَةُ الْمَذْكُورَةُ، بِمَعْنَى الْإِيمَانِ، وَإِنْ كَانَتِ الطَّرِيقَةُ الْكُفْرَ فَمَعْنَى الْفِتْنَةِ الِاسْتِضْلَالُ وَالِاسْتِدْرَاجُ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19لِبَدًا ) : جَمَاعَةٌ وَاحِدُهَا لِبْدَةٌ. وَالْمَعْنَى يَكَادُ الْكُفَّارُ مِنَ النَّاسِ يَجْتَمِعُونَ عَلَى الرَّدِّ عَلَيْهِ وَإِبْطَالِ أَمْرِهِ، أَوْ يَكَادُ الْجِنُّ الَّذِينَ اسْتَمَعُوا هَذَا الْقُرْآنَ يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ لِاسْتِمَاعِهِ وَالتَّبَرُّكِ بِهِ. وَمِنْ هَذَا اشْتِقَاقُ هَذِهِ اللُّبُودِ الَّتِي تُفْرَشُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضِهَا.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) : أَيْ يَعْلَمَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ أَنَّ مَا أَخْبَرَ بِهِ نَبِيُّنَا وَمَوْلَانَا
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ عَدَدِ مَلَائِكَةِ النَّارِ حَقٌّ، لِأَنَّهُ
[ ص: 283 ] مُوَافِقٌ لِمَا فِي كُتُبِهِمْ. وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ
أَبُو جَهْلٍ لِقُرَيْشٍ: أَيَعْجَزُ عَشْرَةٌ مِنْكُمْ عَنْ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ التِّسْعَةَ عَشَرَ أَنْ يَبْطِشُوا بِهِ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ. وَمَعْنَاهَا أَنَّهُمْ مَلَائِكَةٌ لَا طَاقَةَ لَكُمْ بِهِمْ. وَرُوِيَ أَنَّ الْوَاحِدَ مِنْهُمْ يَرْمِي بِالْجَبَلِ عَلَى الْكُفَّارِ، فَجَعَلَ اللَّهُ هَذَا الْعَدَدَ لِفِتْنَةِ الْكُفَّارِ وَلِئَلَّا يَشُكُّ الْمُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْكُتَّابَ.
فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ نَفَى عَنْهُمُ الشَّكَّ بَعْدَ أَنْ وَصَفَهُمْ بِالْيَقِينِ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ فَهُوَ تَكْرَارٌ؟
فَـالْجَوَابُ: أَنَّهُ لَمَّا وَصَفَهُمْ بِالْيَقِينِ نَفَى عَنْهُمْ أَنْ يَشُكُّوا فِيمَا يُسْتَقْبَلُ بَعْدَ يَقِينِهِمُ الْحَاصِلِ الْآنَ، فَكَأَنَّهُ وَصَفَهُمْ بِالْيَقِينِ فِي الْحَالِ وَالِاسْتِقْبَالِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ: ذَلِكَ مُبَالَغَةٌ وَتَأْكِيدٌ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَض ) ) : الْمَرَضُ عِبَارَةٌ عَنِ الشَّكِّ، وَأَكْثَرُ مَا يُطْلَقُ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ عَلَى الْمُنَافِقِينَ، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=10فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ .
فَإِنْ قُلْتَ: هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ، وَلَمْ يَكُنْ حِينَئِذٍ مُنَافِقُونَ
بِالْمَدِينَةِ؟
فَالْجَوَابُ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنَّ مَعْنَاهُ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ إِذَا حَدَّثُوا، فَفِيهِ إِخْبَارٌ بِالْغَيْبِ. وَالْآخَرُ أَنْ يُرِيدَ مَنْ كَانَ
بِمَكَّةَ مِنْ أَهْلِ الشَّكِّ، وَقَوْلُهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=26مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا ، فَهُوَ اسْتِبْعَادٌ لِأَنْ يَكُونُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=12لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=13لِيَوْمِ الْفَصْلِ . فِيهِ تَوْقِيفٌ يُرَادُ بِهِ تَعْظِيمُ ذَلِكَ الْيَوْمِ، ثُمَّ بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=14وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910 ( اللَّامُ ): عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ: جَارَّةٌ، وَنَاصِبَةٌ، وَجَازِمَةٌ، وَمُهْمَلَةٌ غَيْرُ عَامِلَةٍ. فَالْجَارَّةُ مَكْسُورَةٌ مَعَ الظَّاهِرِ، وَأَمَّا قِرَاءَةُ بَعْضِهِمُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَالضَّمَّةُ عَارِضَةٌ لِلِاتِّبَاعِ، مَفْتُوحَةٌ مَعَ الْمُضْمَرِ إِلَّا الْيَاءُ. وَلَهَا مَعَانٍ:
الِاسْتِحْقَاقُ، وَهِيَ الْوَاقِعَةُ بَيْنَ مَعْنًى وَذَاتٍ، نَحْوِ: " الْحَمْد لِلَّهِ "
[ ص: 284 ] " الْمَلِك لِلَّهِ " .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4لِلَّهِ الأَمْرُ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=1وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=114لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ( وَلِلْكَافِرِينَ النَّارُ ) ، أَيْ عَذَابُهَا.
وَالِاخْتِصَاصُ، نَحْوُ: إِنَّ لَهُ أَبًا، كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ.
وَالْمَلِكُ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=4لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ .
وَالتَّعْلِيلُ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=8وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ، أَيْ وَإِنَّهُ مِنْ أَجْلِ حُبِّ الْمَالِ لَبَخِيلٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=81وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ... . فِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةَ، أَيْ لِأَجَلِ إِيتَائِي إِيَّاكُمْ بَعْضَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ، ثُمَّ لِمَجِيءِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ، وَلَتَنْصُرُنَّهُ، فَمَا مَصْدَرِيَّةٌ وَاللَّامُ تَعْلِيلِيَّةٌ. وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=1لإِيلافِ قُرَيْشٍ . وَتَعَلُّقُهَا بِـ " يَعْبُدُوا " . وَقِيلَ بِمَا قَبْلَهُ، أَيْ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ، لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ. وَرَجَّحَ بِأَنَّهُمَا فِي مُصْحَفِ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ سُورَةٌ وَاحِدَةٌ.
وَمُوَافَقَةُ إِلَى، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى .
وَعَلَى نَحْوِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=109وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12دَعَانَا لِجَنْبِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=7وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=25لَهُمُ اللَّعْنَةُ ، أَيْ عَلَيْهِمْ، كَمَا قَالَ الشَّافِعِيُّ.
وَفِي، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=187لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=24يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ، أَيْ فِي حَيَاتِي. وَقِيلَ هِيَ فِيهَا لِلتَّعْلِيلِ، أَيْ لِأَجْلِ حَيَاتِي فِي الْآخِرَةِ.
وَ " عِنْد " فِي قِرَاءَةِ
الْجَحْدَرِيِّ: nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=5بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ . وَبَعْدَ، نَحْوِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=78أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ . وَعَنْ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ .
[ ص: 285 ] أَيْ عَنْهُمْ وَفِي حَقِّهِمْ، لِأَنَّهُمْ خَاطَبُوا بِهِ الْمُؤْمِنِينَ. وَإِلَّا لَقِيلَ مَا سَبَقْتُمُونَا.
وَالتَّبْلِيغُ، وَهِيَ الْجَارَّةُ لِاسْمِ السَّامِعِ لِقَوْلٍ أَوْ مَا فِي مَعْنَاهُ، كَالْإِذْنِ.
وَالصَّيْرُورَةُ، وَتُسَمَّى لَامَ الْعَاقِبَةَ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ، فَهَذَا عَاقِبَةُ الْتِقَاطِهِمْ لَا عِلَّتُهُ، إِذْ هِيَ التَّبَنِّي. وَمَنَعَ قَوْمٌ ذَلِكَ، وَقَالُوا: هِيَ لِلتَّعْلِيلِ مَجَازًا، لِأَنَّ كَوْنَهُ عَدُوًّا لَمَّا كَانَ نَاشِئًا عَنِ الِالْتِقَاطِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ غَرَضًا لَهُمْ، فَنَزَلَ مَنْزِلَةَ الْغَرَضِ عَلَى تَقْدِيرِ الْمَجَازِ. وَقَالَ أَبُو حَيَّانَ: الَّذِي عِنْدِي أَنَّهَا لِلتَّعْلِيلِ حَقِيقَةً، وَأَنَّهُمُ الْتَقَطُوهُ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا، وَذَلِكَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ تَقْدِيرُهُ لِمَخَافَةِ أَنْ يَكُونَ، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا ، أَيْ كَرَاهَةَ أَنْ تَضِلُّوا.
وَالتَّأْكِيدُ، وَهِيَ الزَّائِدَةُ أَوِ الْقَوِيَّةُ لِلْعَامِلِ الضَّعِيفِ لِفَرْعِيَّةٍ أَوْ تَأْخِيرٍ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72رَدِفَ لَكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=16فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=43إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=78وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ .
وَالتَّبْيِينُ لِلْفَاعِلِ أَوِ الْمَفْعُولِ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=8فَتَعْسًا لَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=23هَيْتَ لَكَ .
وَالنَّاصِبَةُ هِيَ لَامُ التَّعْلِيلِ، وَادَّعَى الْكُوفِيُّونَ النَّصْبَ بِهَا. وَقَالَ غَيْرُهُمْ بِأَنْ مُقَدَّرَةً فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِاللَّامِ.
وَالْجَازِمَةُ هِيَ لَامُ الطَّلَبِ، وَحَرَكَتُهَا الْكَسْرُ. وَسُلَيْمٌ يَفْتَحُونَهَا، وَإِسْكَانُهَا بَعْدَ الْوَاوِ وَالْفَاءِ أَكْثَرُ مِنْ تَحْرِيكِهَا، نَحْوُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي . وَقَدْ تَسْكُنُ بَعْدَ ثُمَّ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ . وَسَوَاءٌ كَانَ الطَّلَبُ أَمْرًا، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=7لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ . أَوْ دُعَاءٌ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=77لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ .
[ ص: 286 ] وَكَذَا لَوْ خَرَجَتْ إِلَى الْخَبَرِ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=12وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ . أَوِ التَّهْدِيدِ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ .
وَجَزْمُهَا فِعْلُ الْغَائِبِ كَثِيرٌ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=102فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=102فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=102فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ .
وَفِعْلُ الْمُخَاطَبِ قَلِيلٌ، وَمِنْهُ: ( فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا ) - فِي قِرَاءَةِ التَّاءِ. وَفِعْلُ التَّكَلُّمِ أَقَلُّ، وَمِنْهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=12وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ .
وَغَيْرُ الْعَامِلَةِ أَرْبَعٌ:
لَامُ الِابْتِدَاءِ، وَفَائِدَتُهَا أَمْرَانِ: تَوْكِيدُ مَضْمُونِ الْجُمْلَةِ، وَلِهَذَا زَحْلَقُوهَا فِي بَابِ إِنَّ مِنْ صَدْرِ الْجُمْلَةِ كَرَاهَةَ تَوَالِي مُؤَكِّدَيْنِ. وَتَخْلِيصُ الْمُضَارِعِ لِلْحَالِ.
وَتَدْخُلُ فِي الْمُبْتَدَأِ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=13لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ . وَفِي خَبَرِ إِنَّ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=124وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=4وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ . وَاسْمُهَا الْمُؤَخَّرُ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=12إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=13وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ .
وَاللَّامُ الزَّائِدَةُ فِي خَبَرِ أَنِ الْمَفْتُوحَةَ، كَقِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: " إِلَّا أَنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ " . وَالْمَفْعُولُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=13يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ .
وَلَامُ الْجَوَابِ لِلْقَسَمِ أَوْ "لَوْ" أَوْ لَوْلَا، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=91تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=57وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ .
[ ص: 287 ] وَاللَّامُ الْمُوَطِّئَةُ، وَتُسَمَّى الْمُؤْذِنَةُ، وَهِيَ الدَّاخِلَةُ عَلَى أَدَاةِ شَرْطٍ لِلْإِيذَانِ بِأَنَّ الْجَوَابَ بَعْدَهَا مَبْنِيٌّ عَلَى قَسَمٍ مُقَدَّرٍ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ . وَخَرَّجَ عَلَيْهِ قِرَاءَةَ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=81لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ .
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910لَا ): عَلَى أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا أَنْ تَكُونَ نَافِيَةً، وَهِيَ أَنْوَاعٌ:
أَحَدُهَا: أَنْ تَعْمَلَ عَمَلَ إِنَّ، وَذَلِكَ إِذَا أُرِيدَ بِهَا الْجِنْسَ عَلَى سَبِيلِ التَّنْصِيصِ، وَتُسَمَّى حِينَئِذٍ تَبْرِئَةً، وَإِنَّمَا يَظْهَرُ نَصْبُهَا إِذَا كَانَ اسْمُهَا مُضَافًا أَوْ شَبَهُهُ، وَإِلَّا فَيُرَكَّبُ مَعَهَا، نَحْوُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2لا رَيْبَ فِيهِ . فَإِنْ تَكَرَّرَتْ جَازَ التَّرْكِيبُ وَالرَّفْعُ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=254لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=23لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ .
ثَانِيهَا: أَنْ تَعْمَلَ عَمَلَ لَيْسَ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=61وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ .
ثَالِثُهَا وَرَابِعُهَا: أَنْ تَكُونَ عَاطِفَةً أَوْ جَوَابِيَّةً. وَلَمْ يَقَعَا فِي الْقُرْآنِ.
خَامِسُهَا: أَنْ تَكُونَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَإِنْ كَانَ مَا بَعْدَهَا جُمْلَةً اسْمِيَّةً صَدْرُهَا مَعْرِفَةٌ أَوْ نَكِرَةٌ وَلَمْ تَعْمَلْ فِيهَا، أَوْ فِعْلًا مَاضِيًا لَفْظًا أَوْ تَقْدِيرًا وَجَبَ تَكْرَارُهَا، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=40لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=47لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=31فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى .
أَوْ مُضَارِعًا لَمْ يَجِبْ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=148لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مِنَ ظُلِمَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=90قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا .
[ ص: 288 ] وَتَعْتَرِضُ " لَا " هَذِهِ بَيْنَ النَّاصِبِ وَالْمَنْصُوبِ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=165لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ . وَالْجَازِمُ وَالْمَجْزُومُ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=73إِلا تَفْعَلُوهُ .
وَالْوَجْهُ الثَّانِي: أَنْ تَكُونَ لِطَلَبِ التَّرْكِ، فَتَخْتَصُّ بِالْمُضَارِعِ، وَتَقْتَضِي جَزْمَهُ وَاسْتِقْبَالَهُ، سَوَاءٌ كَانَ نَهْيًا، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=237وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ . أَوْ دُعَاءً، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لا تُؤَاخِذْنَا .
الثَّالِثُ: التَّأْكِيدُ، وَهِيَ الزَّائِدَةُ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=92مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=93أَلا تَتَّبِعَنِي nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ ، أَيْ لِيَعْلَمُوا. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّيٍّ: لَا هُنَا مُؤَكِّدَةٌ قَائِمَةٌ مَقَامَ إِعَادَةِ الْجُمْلَةِ مَرَّةً أُخْرَى.
وَاخْتُلِفَ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=1لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَقِيلَ زَائِدَةٌ، فَائِدَتُهَا مَعَ التَّوْكِيدِ التَّمْهِيدُ لِنَفْيِ الْجَوَابِ، وَالتَّقْدِيرُ: لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا تُتْرَكُونَ سُدًى. وَمِثْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ ، وَيُؤَيِّدُهُ قِرَاءَةُ "لَأُقْسِمُ".
وَقِيلَ: لَا نَافِيَةٌ لَا تَقَدُّمَ عَنْهُمْ مِنْ إِنْكَارِ الْبَعْثِ، فَقِيلَ لَهُمْ: لَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ، ثُمَّ اسْتُؤْنِفَ الْقَسَمُ. قَالُوا: وَإِنَّمَا صَحَّ ذَلِكَ لِأَنَّ الْقُرْآنَ كُلَّهُ كَالسُّورَةِ الْوَاحِدَةِ، وَلِذَا يَذْكُرُ الشَّيْءَ فِي سُورَةٍ وَجَوَابَهُ فِي سُورَةٍ أُخْرَى نَحْوُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=6وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=2مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ .
وَقِيلَ: مَنْفِيُّهَا أَقْسَمَ عَلَى أَنَّهُ إِخْبَارٌ لَا إِنْشَاءٌ. وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ، قَالَ: وَالْمَعْنَى فِي ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يُقْسِمُ بِالشَّيْءِ إِلَّا إِعْظَامًا لَهُ، بِدَلِيلِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=76وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ . فَكَأَنَّهُ قِيلَ: إِنَّ إِعْظَامَهُ بِالْإِقْسَامِ بِهِ كَلَا إِعْظَامٍ، أَيْ أَنَّهُ يَسْتَحِقُّ إِعْظَامًا فَوْقَ ذَلِكَ.
وَاخْتُلِفَ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، فَقِيلَ نَافِيَةٌ. وَقِيلَ نَاهِيَةٌ. وَقِيلَ زَائِدَةٌ.
[ ص: 289 ] وَفِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ ، فَقِيلَ: زَائِدَةٌ. وَقِيلَ نَافِيَةٌ وَالْمَعْنَى مُمْتَنِعٌ عَدَمُ رُجُوعِهِمْ إِلَى الْآخِرَةِ.
تَنْبِيهٌ:
تَرِدُ " لَا " اسْمًا بِمَعْنَى غَيْرٍ، فَيَظْهَرُ إِعْرَابُهَا فِيمَا بَعْدَهَا، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=33لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=68لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ .
فَائِدَةٌ
قَدْ تُحْذَفُ أَلِفُهَا، وَخَرَّجَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّيٍّ: nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=25وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً .
( لَاتَ ): اخْتُلِفَ فِيهَا، فَقَالَ قَوْمٌ: فِعْلٌ مَاضٍ بِمَعْنَى نَقَصَ. وَقِيلَ أَصْلُهَا لَيْسَ، تُرِكَتِ الْيَاءُ فَقُلِبَتْ أَلِفًا لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، وَأُبْدِلَتِ السِّينُ تَاءً. وَقِيلَ هِيَ كَلِمَتَانِ: لَا النَّافِيَةُ زِيدَتْ عَلَيْهَا التَّاءُ لِتَأْنِيثِ الْكَلِمَةِ، وَحُرِّكَتْ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَعَلَيْهِ الْجُمْهُورُ. وَقِيلَ هِيَ لَا النَّافِيَةُ وَالتَّاءُ زَائِدَةٌ فِي أَوَّلِ الْحِينِ. وَاسْتَدَلَّ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ بِأَنَّهُ وَجَدَهَا فِي مُصْحَفِ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ مُخْتَلِطَةً بِحِينٍ فِي الْخَطِّ.
وَاخْتُلِفَ فِي عَمَلِهَا، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13676الْأَخْفَشُ: لَا تَعْمَلُ شَيْئًا، فَإِنْ تَلَاهَا مَرْفُوعُ فَمُبْتَدَأٍ وَخَبَرٍ، أَوْ مَنْصُوبٌ فَبِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ، فَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3وَلاتَ حِينَ - بِالرَّفْعِ، أَيْ كَائِنٍ لَهُمْ. وَبِالنَّصْبِ أَيْ لَا أَرَى حَيْنَ مَنَاصٍ.
وَقِيلَ تَعْمَلُ عَمَلَ إِنَّ.
وَقَالَ الْجُمْهُورُ: تَعْمَلُ عَمَلَ لَيْسَ، وَعَلَى كُلِّ قَوْلٍ لَا يُذْكَرُ بَعْدَهَا إِلَّا أَحَدُ الْمَعْمُولَيْنِ، وَلَا تَعْمَلُ إِلَّا فِي لَفْظِ الْحِينِ. قِيلَ: أَوْ مَا رَادَفَهُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَدْ تُسْتَعْمَلُ حَرْفَ جَرٍّ لِأَسْمَاءِ الزَّمَانِ خَاصَّةً. وَخَرَّجَ عَلَيْهِ - قِرَاءَةَ: وَلَاتَ حِينَ - بِالْجَرِّ.
[ ص: 290 ] "
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910لَا جَرَمَ " : وَرَدَتْ فِي الْقُرْآنِ فِي خَمْسَةِ مَوَاضِعَ: الْأَوَّلُ فِي هُودٍ، وَثَلَاثَةٌ فِي النَّحْلِ، وَالْخَامِسُ فِي غَافِرٍ، مَتْلُوَّةً بِأَنَّ وَاسْمِهَا وَلَمْ يَجِئْ بَعْدَهَا فِعْلٌ. وَاخْتُلِفَ فِيهَا، فَقِيلَ: لَا نَافِيَةٌ لِمَا تَقَدَّمَ، وَ" جَرَمَ " فِعْلٌ مَعْنَاهُ حَقَّ، وَأَنَّ مَعَ مَا فِي حَيِّزِهَا فَاعِلُهُ.
وَقِيلَ: زَائِدَةٌ، وَ " جَرَمَ " مَعْنَاهُ كَسَبَ، أَيْ كَسَبَ لَهُمْ عَمَلُهُمُ النَّدَامَةَ، وَمَا فِي حَيِّزِهَا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ.
وَقِيلَ: هُمَا كَلِمَتَانِ، رُكِّبَتَا وَصَارَ مَعْنَاهَا حَقًّا. وَقِيلَ مَعْنَاهَا لَا بُدَّ، وَمَا بَعْدَهَا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِهَا بِإِسْقَاطِ حَرْفِ الْجَرِّ.
( لَكُنَّ ) - مُشَدَّدَةُ النُّونِ: حَرْفٌ يَنْصِبُ الِاسْمَ وَيَرْفَعُ الْخَبَرَ. وَمَعْنَاهُ الِاسْتِدْرَاكُ، وَفُسِّرَ بِأَنْ يُنْسَبَ لِمَا بَعْدَهَا حُكْمًا مُخَالِفًا لِحُكْمٍ مَا قَبْلَهَا، وَلِذَلِكَ لَا بُدَّ أَنْ يَتَقَدَّمَهَا كَلَامٌ مُخَالِفٌ لِمَا بَعْدَهَا أَوْ مُنَاقِضٌ لَهُ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا .
وَقَدْ تَرِدُ لِلتَّوْكِيدِ مُجَرَّدًا عَنِ الِاسْتِدْرَاكِ، قَالَهُ صَاحِبُ الْبَسِيطِ، وَفَسَّرَ الِاسْتِدْرَاكَ بِرَفْعِ مَا تَوَهَّمَ ثُبُوتُهُ، نَحْوُ: مَا زَيْدٌ شُجَاعٌ، لَكِنَّهُ كَرِيمٌ، لِأَنَّ الشَّجَاعَةَ وَالْكَرَمَ لَا يَكَادَانِ يَفْتَرِقَانِ، فَنَفْيُ أَحَدِهِمَا يُوهِمُ نَفْيَ الْآخَرِ. وَمَثَّلَ لِلتَّوْكِيدِ بِنَحْوِ: لَوْ جَاءَنِي أَكْرَمْتُهُ، لَكِنَّهُ لَمْ يَجِئْ، فَأَكَّدَتْ مَا أَفَادَتْهُ " لَوْ " مِنَ الِامْتِنَاعِ.
وَاخْتَارَ
ابْنُ عُصْفُورٍ أَنَّهَا لَهُمَا مَعًا، وَهُوَ الْمُخْتَارُ، كَمَا أَنَّ كَأَنَّ لِلتَّشْبِيهِ الْمُؤَكَّدِ، وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهَا مُرَكَّبَةٌ مِنْ لَكِنَّ أَنْ فَطُرِحَتِ الْهَمْزَةُ لِلتَّخْفِيفِ وَنُونُ لَكِنَّ لِلسَّاكِنِينَ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=198لَكِنِ ) - مُخَفَّفَةٌ: ضَرْبَانِ:
أَحَدُهُمَا: مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ، وَهِيَ حَرْفُ ابْتِدَاءِ لَا تَعْمَلُ، بَلْ لِمُجَرَّدِ إِفَادَةِ الِاسْتِدْرَاكِ، وَلَيْسَتْ عَاطِفَةً لِاقْتِرَانِهَا بِالْعَاطِفِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=76وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ .
[ ص: 291 ] وَالثَّانِي: عَاطِفَةٌ إِذَا تَلَاهَا مُفْرَدٌ، وَهِيَ أَيْضًا لِلِاسْتِدْرَاكِ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=88لَكِنِ الرَّسُولُ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=198لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ .
وَيَأْتِي لَدَيَّ، وَلَدُنْ، عِنْدَ حَرْفِ الْعَيْنِ فِي " عِنْد " " لَعَلَّ " حَرْفٌ يَنْصِبُ الِاسْمَ وَيَرْفَعُ الْخَبَرَ. وَلَهُ مَعَانٍ، أَشْهَرُهَا التَّوَقُّعُ، وَهِيَ التَّرَجِّي فِي الْمَحْبُوبِ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=200لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . وَالْإِشْفَاقُ فِي الْمَكْرُوهِ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ . وَذَكَرَ التُّنُوخِيُّ أَنَّهَا تُفِيدُ تَوْكِيدَ ذَلِكَ.
الثَّانِي: التَّعْلِيلُ، وَخَرَّجَ عَلَيْهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=44فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى .
الثَّالِثُ: الِاسْتِفْهَامُ، وَخَرَّجَ عَلَيْهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=1لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ; وَلِذَا عَلَّقَ " يَدْرِي " .
قَالَ فِي الْبُرْهَانِ: وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=13890الْبَغَوِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15472الْوَاقِدِيِّ أَنَّ جَمِيعَ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ " لَعَلَّ " فَإِنَّهَا لِلتَّعْلِيلِ، إِلَّا قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=129لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ . قَالَ: وَكَوْنُهَا لِلتَّشْبِيهِ غَرِيبٌ لَمْ يَذْكُرْهُ النُّحَاةُ، وَوَقَعَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=129لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ - أَنَّ لَعَلَّ لِلتَّشْبِيهِ. وَذَكَرَ غَيْرُهُ أَنَّهَا لِلرَّجَاءِ الْمَحْضِ، وَهُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ.
قُلْتُ: أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ عَنْ
أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: " لَعَلَّكُمْ " فِي الْقُرْآنِ بِمَعْنَى " كَيْ " ، غَيْرَ آيَةٍ فِي الشُّعَرَاءِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=129لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ، بِمَعْنَى كَأَنَّكُمْ تَخْلُدُونَ.
وَأَخْرَجَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَةِ: "وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ كَأَنَّكُمْ خَالِدُونَ".
[ ص: 292 ] " لِمَ " : حَرْفُ جَزْمٍ لِنَفْيِ الْمُضَارِعِ وَقَلْبِهِ مَاضِيًا، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=3لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَالنُّصْبُ بِهَا لُغَةٌ - حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ. وَخَرَّجَ عَلَيْهِ قِرَاءَةَ: أَلَمْ نَشْرَحْ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19لَمَّا ) : عَلَى أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا: أَنْ تَكُونَ حَرْفَ جَزْمٍ، فَتَخْتَصُّ بِالْمُضَارِعِ وَتَنْفِيهِ وَتَقْلِبُهُ مَاضِيًا، كَـ لَمْ، لَكِنْ يَفْتَرِقَانِ مِنْ أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا: أَنَّهَا لَا تَقْتَرِنُ بِأَدَاةِ شَرْطٍ، وَنَفْيُهَا مُسْتَمِرٌّ إِلَى الْحَالِ أَوْ قَرِيبٌ مِنْهُ. وَمُتَوَقَّعٌ ثُبُوتُهُ.
قَالَ
ابْنُ مَالِكٍ فِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ : الْمَعْنَى لَمْ يَذُوقُوهُ، وَذَوْقُهُ لَهُمْ مُتَوَقَّعٌ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ فِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ، - مَا فِي " لَمَّا " بِمَعْنَى التَّوَقُّعِ، دَالٌّ عَلَى أَنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ آمَنُوا فِيمَا بَعْدُ، وَأَنَّ نَفْيَهَا آكَدُ مِنْ نَفْيِ لَمْ، فَهِيَ لِنَفْيِ قَدْ فُعِلَ، وَلَمْ لِنَفْيِ فِعْلٍ، وَلِهَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْفَائِقِ تَبَعًا
nindex.php?page=showalam&ids=13042لِابْنِ جِنِّيٍّ: إِنَّهَا مُرَكَّبَةٌ مِنْ
( لَمْ ) وَ ( مَا ) ، وَإِنَّهُمْ لَمَّا زَادُوا فِي الْإِثْبَاتِ ( قَدْ ) زَادُوا فِي النَّفْيِ ( مَا ) ، وَإِنَّ مَنْفِيُّ لَمَّا جَائِزُ الْحَذْفِ اخْتِيَارًا. بِخِلَافِ لَمْ، وَهِيَ أَحْسَنُ مَا يُخَرَّجُ عَلَيْهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=111وَإِنَّ كُلا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ، أَيْ لَمَّا يُهْمِلُوا أَوْ يَتْرُكُوا، قَالَهُ ابْنُ الْحَاجِبِ.
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ: وَلَا أَعْرِفُ وَجْهًا فِي الْآيَةِ أَشْبَهَ مِنْ هَذَا، وَإِنْ كَانَتِ النُّفُوسُ تَسْتَبْعِدُهُ، لِأَنَّ مِثْلَهُ لَمْ يَقَعْ فِي التَّنْزِيلِ. قَالَ: وَالْحَقُّ لَا يُسْتَبْعَدُ، لَكِنَّ الْأُولَى أَنْ يُقَدِّرَ لَمَّا يُوَفُّوا أَعْمَالَهُمْ، أَيْ أَنَّهُمْ إِلَى الْآنِ لَمْ يُوَفُّوهَا وَسَيُوفُّوهَا.
الثَّانِي: أَنْ تَدْخُلَ عَلَى الْمَاضِي، فَتَقْتَضِي جُمْلَتَيْنِ، وُجِدَتِ الثَّانِيَةُ عَنْ وُجُودِ الْأُولَى، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ .
وَيُقَالُ فِيهَا حَرْفُ وُجُودٍ لِوُجُودٍ. وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى أَنَّهَا حِينَئِذٍ ظَرْفٌ بِمَعْنَى حِينٍ. وَقَالَ
ابْنُ مَالِكٍ: بِمَعْنَى إِذْ، لِأَنَّهَا مُخْتَصَّةٌ بِالْمَاضِي وَبِالْإِضَافَةِ إِلَى الْجُمْلَةِ.
[ ص: 293 ] وَجَوَابُ هَذِهِ يَكُونُ مَاضِيًا كَمَا تَقَدَّمَ، وَجُمْلَةٌ اسْمِيَّةٌ بِالْفَاءِ أَوْ بِإِذَا الْفُجَائِيَّةِ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=32فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ . وَجَوَّزَ
ابْنُ عُصْفُورٍ كَوْنَهُ مُضَارِعًا، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=74فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا . وَأَوَّلَهُ غَيْرُهُ بـِ " جَادَلَنَا " .
الثَّالِثُ: أَنْ تَكُونَ حَرْفَ اسْتِثْنَاءٍ، فَتَدْخُلَ عَلَى الِاسْمِيَّةِ وَالْمَاضِيَةِ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ - بِالتَّشْدِيدِ، أَيْ " إِلَّا "
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=35وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910لَنْ ): حَرْفُ نَصْبٍ وَنَفْيٍ وَاسْتِقْبَالٍ. وَالنَّفْيُ بِهَا أَبْلَغُ مِنَ النَّفْيِ بِلَا، فَهِيَ لِتَأْكِيدِ النَّفْيِ، كَمَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ وَابْنُ الْخَبَّازِ، حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنْ مَنَعَهُ مُكَابَرَةً، فَهِيَ لِنَفْيٍ " إِنِّي أَفْعَلُ " ، وَ " لَا " لِنَفْيِ " أَفْعَلُ "، كَمَا فِي " لِمَ " ، وَ " لَا " . قَالَ بَعْضُهُمُ: الْعَرَبُ تَنْفِي الْمَظْنُونَ بِلَنْ وَالْمَشْكُوكَ بِلَا. ذَكَرَهُ
ابْنُ الزَّمَلْكَانِيُّ فِي التِّبْيَانِ، وَادَّعَى
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَيْضًا أَنَّهَا لِتَأْبِيدِ النَّفْيِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=24وَلَنْ تَفْعَلُوا . قَالَ
ابْنُ مَالِكٍ: وَحَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ اعْتِقَادُهُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143لَنْ تَرَانِي أَنَّ اللَّهَ لَا يُرَى.
وَرَدَّهُ غَيْرُهُ بِأَنَّهَا لَوْ كَانَتْ لِلتَّأْبِيدِ لَمْ يُقَيَّدْ مَنْفِيُّهَا بِالْيَوْمِ فِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=26فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ، وَلَمْ يَصِحَّ التَّوْقِيتُ فِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=91لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى . وَلَكَانَ ذَكَرَ الْأَبَدَ فِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=95وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا - تَكْرَارٌ. وَالْأَصْلُ عَدَمُهُ. وَاسْتِفَادَةُ التَّأْبِيدِ فِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا . وَنَحْوُهُ، مِنْ خَارِجٍ.
وَوَافَقَهُ عَلَى إِفَادَةِ التَّأْبِيدِ ابْنُ عَطِيَّةَ. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143لَنْ تَرَانِي : لَوْ أَبْقَيْنَا عَلَى هَذَا النَّفْيِ لَتَضَمَّنَ أَنَّ مُوسَى لَا يَرَاهُ أَبَدًا وَلَا فِي الْآخِرَةِ، لَكِنْ ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ الْمُتَوَاتِرِ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَرَوْنَهُ.
[ ص: 294 ] وَعَكَسَ
ابْنُ الزَّمَلْكَانِيُّ مَقَالَةَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ، فَقَالَ إِنَّ " لَنْ " لِنَفْيِ مَا قَرُبَ وَعُدِمَ امْتِدَادُ النَّفْيِ، وَ " لَا " يَمْتَدُّ مَعَهَا النَّفْيُ. قَالَ: وَسِرُّ ذَلِكَ أَنَّ الْأَلْفَاظَ مُشَاكِلَةٌ لِلْمَعَانِي، وَلِأَنَّ آخِرَهَا الْأَلِفُ فَاللَّامُ يُمْكِنُ امْتِدَادُ الصَّوْتِ بِهَا بِخِلَافِ النُّونِ، فَطَابَقَ كُلُّ لَفْظٍ مَعْنَاهُ. قَالَ: وَلِذَلِكَ أَتَى بِلَنْ حَيْثُ لَمْ يَرِدْ بِهِ النَّفْيُ مُطْلَقًا، بَلْ فِي الدُّنْيَا حَيْثُ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143لَنْ تَرَانِي ، وَبِلَا فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ حَيْثُ أَرَادَ نَفْيَ الْإِدْرَاكِ عَلَى الْإِطْلَاقِ. وَهُوَ مُغَايِرٌ لِلرُّؤْيَةِ.
وَتَرِدُ لِلدُّعَاءِ، وَخَرَّجَ عَلَيْهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=17رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ .
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910لَوْ ): حَرْفُ شَرْطٍ فِي الْمُضِيِّ تَصْرِفُ الْمُضَارِعَ إِلَيْهِ، بِعَكْسِ " إِنَّ " الشُّرْطِيَّةِ.
وَاخْتُلِفَ فِي إِفَادَتِهَا الِامْتِنَاعَ، وَكَيْفِيَّةِ إِفَادَتِهَا إِيَّاهُ عَلَى أَقْوَالٍ:
أَحَدُهَا: أَنَّهَا لَا تُفِيدُهُ بِوَجْهٍ، وَلَا تَدُلُّ عَلَى امْتِنَاعِ الشَّرْطِ وَلَا امْتِنَاعَ الْجَوَابِ، بَلْ هِيَ لِمُجَرَّدِ رَبْطِ الْجَوَابِ بِالشَّرْطِ دَالَّةٌ عَلَى التَّعْلِيقِ فِي الْمَاضِي، كَمَا دَلَّتْ إِنَّ عَلَى التَّعْلِيقِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، وَلَمْ تَدُلَّ بِالْإِجْمَاعِ عَلَى امْتِنَاعٍ وَلَا ثُبُوتٍ.
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ: وَهَذَا الْقَوْلُ كَإِنْكَارِ الضَّرُورِيَّاتِ: إِذْ فُهِمَ الِامْتِنَاعُ مِنْهَا كَالْبَدِيهِيِّ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ سَمِعَ " لَوْ فَعَلَ " فَهِمَ عَدَمَ وُقُوعِ الْفِعْلِ مِنْ غَيْرِ تَرَدُّدٍ، وَلِهَذَا جَازَ اسْتِدْرَاكُهُ، فَتَقُولُ: لَوْ جَاءَ زَيْدٌ لَأَكْرَمْتُهُ لَكِنَّهُ لَمْ يَجِئْ.
الثَّانِي: وَهُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076لِسِيبَوَيْهِ، قَالَ: إِنَّهَا حَرْفٌ لِمَا سَيَقَعُ لِوُقُوعِ غَيْرِهِ، أَيْ تَقْتَضِي فِعْلًا مَاضِيًا كَانَ يَتَوَقَّعُ ثُبُوتَهُ لِثُبُوتِ غَيْرِهِ، وَالْمُتَوَقَّعُ غَيْرُ وَاقِعٍ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: حَرْفٌ يَقْتَضِي فِعْلًا امْتَنَعَ لِامْتِنَاعِ مَا كَانَ يَثْبُتُ لِثُبُوتِهِ.
الثَّالِثُ: وَهُوَ الْمَشْهُورُ عَلَى أَلْسِنَةِ النُّحَاةِ وَمَشَى عَلَيْهِ الْمُعْرِبُونَ - أَنَّهَا حَرْفُ امْتِنَاعٍ لِامْتِنَاعٍ، أَيْ يَدُلُّ عَلَى امْتِنَاعِ الْجَوَابِ لِامْتِنَاعِ الشَّرْطِ، فَقَوْلُكَ: " لَوْ جِئْتَ لَأَكْرَمْتُكَ " دَالٌّ عَلَى امْتِنَاعِ الْإِكْرَامِ لِامْتِنَاعِ الْمَجِيءِ.
[ ص: 295 ] وَاعْتَرَضَ بِعَدَمُ امْتِنَاعِ
الْجَوَابُ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=23وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ، فَإِنَّ عَدَمَ النَّفَادِ عِنْدَ فَقْدِ مَا ذُكِرَ، وَالتَّوَلِّي عِنْدَ عَدَمِ الْإِسْمَاعِ أَوْلَى.
الرَّابِعُ: وَهُوَ
لِابْنِ مَالِكٍ - أَنَّهَا حَرْفٌ يَقْتَضِي امْتِنَاعَ مَا يَلِيهِ وَاسْتِلْزَامُهُ لِتَالِيهِ مِنْ غَيْرِ تَعَرُّضٍ لِنَفْيِ التَّالِي، قَالَ: فَقِيَامُ زَيْدٍ فِي قَوْلِكَ: لَوْ قَامَ زَيْدٌ لَقَامَ عَمْرٌو مَحْكُومٌ بِانْتِفَائِهِ، وَبِكَوْنِهِ مُسْتَلْزِمًا ثُبُوتُهُ لِثُبُوتِ قِيَامِ عَمْرٍو. وَهَلْ لِعَمْرٍو قِيَامٌ آخَرُ غَيْرُ اللَّازِمِ عَنْ قِيَامِ زَيْدٍ أَوْ لَيْسَ لَهُ، لَا تَعَرُّضَ لِذَلِكَ. قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ: وَهَذِهِ أَجْوَدُ الْعِبَارَاتِ.
فَوَائِدٌ
الْأُولَى: أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ " لَوْ " فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ أَبَدًا.
الثَّانِيَةُ: تَخْتَصُّ " لَوْ " الْمَذْكُورَةُ بِالْفِعْلِ. وَأَمَّا نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=100قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ ، فَعَلَى تَقْدِيرِهِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ: وَإِذَا أَوْقَعَتْ أَنْ بَعْدَهَا وَجَبَ كَوْنُ خَبَرِهَا فِعْلًا، لِيَكُونَ عِوَضًا عَنِ الْفِعْلِ الْمَحْذُوفِ.
وَرَدَّهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابْنُ الْحَاجِبِ بِآيَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ . وَقَالَ: إِنَّمَا ذَلِكَ إِذَا كَانَ مُشْتَقًّا لَا جَامِدًا. وَرَدَّهُ
ابْنُ مَالِكٍ بِقَوْلِهِ:
لَوْ أَنَّ حَيًّا مُدْرِكَ الْفَلَّاحِ ... أَدْرَكَهُ مُلَاعِبُ الرِّمَاحِ
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ: وَقَدْ وَجَدْتُ آيَةً فِي التَّنْزِيلِ وَقَعَ فِيهَا الْخَبَرُ اسْمًا مُشْتَقًّا وَلَمْ يَنْتَبِهْ لَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ، كَمَا لَمْ يَنْتَبِهْ لِآيَةِ
لُقْمَانَ، وَلَا
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابْنَ الْحَاجِبِ، وَإِلَّا لَمَا مَنَعَ ذَلِكَ، وَلَا ابْنُ مَالِكٍ وَإِلَّا لَمَا اسْتَدَلَّ بِالشِّعْرِ، وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ .
[ ص: 296 ] وَوَجَدْتُ آيَةَ الْخَبَرِ فِيهَا ظَرْفٌ، وَهِيَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=168لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الأَوَّلِينَ .
وَرَدَّ ذَلِكَ
الزَّرْكَشِيُّ فِي الْبُرْهَانِ
وَابْنُ الدَّمَامِينِيِّ – بِأَنَّ " لَوْ " فِي الْآيَةِ الْأُولَى لِلتَّمَنِّي، وَالْكَلَامِ فِي الِامْتِنَاعِيَّةِ. وَأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ مَقَالَةَ الزَّمَخْشَرِيِّ سَبَقَهُ إِلَيْهَا السِّيرَافِيُّ. وَهَذَا الِاسْتِدْرَاكُ وَمَا اسْتَدْرَكَ بِهِ مَنْقُولٌ قَدِيمًا فِي شَرْحِ الْإِيضَاحِ لِابْنِ الْخَبَّازِ، لَكِنْ فِي غَيْرِ مَظِنَّتِهِ، فَقَالَ فِي بَابِ " إِنَّ وَأَخَوَاتِهَا ": قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14551السِّيرَافِيُّ تَقُولُ: لَوْ أَنَّ زَيْدًا قَامَ لَأَكْرَمْتُهُ. وَلَا يَجُوزُ لَوْ أَنَّ زَيْدًا حَاضِرٌ لَأَكْرَمْتُهُ، لِأَنَّكَ لَمْ تَلْفِظْ بِفِعْلٍ يَسُدُّ مَسَدَّ ذَلِكَ الْفِعْلِ. هَذَا كَلَامُهُ. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ . فَأَوْقَعَ خَبَرَهَا صِفَةً، وَلَهُمْ أَنْ يُفَرِّقُوا بِأَنَّ هَذِهِ لِلتَّمَنِّي فَأُجْرِيَتْ مَجْرَى لَيْتَ، كَمَا تَقُولُ لَيْتَهُمْ بَادُونَ. انْتَهَى كَلَامُهُ.
وَجَوَابُ لَوْ إِمَّا مُضَارِعٌ مَنْفِيٌّ، أَوْ مَاضٍ مُثْبَتٌ أَوْ مَنْفِيٌّ بِمَا. وَالْغَالِبُ عَلَى الْمُثْبَتِ دُخُولُ اللَّامِ عَلَيْهِ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=65لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا . وَمِنْ تَجَرُّدِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=70لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا . وَالْغَالِبُ عَلَى الْمَنْفِيِّ تَجَرُّدُهُ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ .
الثَّالِثَةُ: قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ: الْفَرْقُ بَيْنَ قَوْلِكَ: لَوْ جَاءَنِي زَيْدٌ أَكْرَمْتُهُ. وَلَوْ زَيْدٌ جَاءَنِي لَكَسَوْتُهُ، وَلَوْ أَنَّ زَيْدًا جَاءَنِي لَكَسَوْتُهُ - أَنَّ الْقَصْدَ فِي الْأَوَّلِ مُجَرَّدُ رَبْطِ الْفِعْلَيْنِ وَتَعْلِيقُ أَحَدِهِمَا بِصَاحِبِهِ لَا غَيْرُ، مِنْ غَيْرِ تَعَرُّضٍ لِمَعْنًى زَائِدٍ عَلَى التَّعَلُّقِ السَّاذَجِ. وَفِي الثَّانِي انْضَمَّ إِلَى التَّعَلُّقِ أَحَدُ مَعْنَيَيْنِ، إِمَّا نَفْيُ الشَّكِّ وَالشُّبْهَةِ، وَأَنَّ الْمَذْكُورَ مَكْسُوٌّ لَا مَحَالَةَ. وَإِمَّا بَيَانُ أَنَّهُ هُوَ الْمُخْتَصُّ بِذَلِكَ دُونَ غَيْرِهِ. وَيُخَرِّجُ عَلَيْهِ آيَةَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=100قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ . وَفِي الثَّالِثِ مَعَ مَا فِي الثَّانِي زِيَادَةُ التَّأْكِيدِ الَّذِي تُعْطِيهِ " أَنَّ " ، وَإِشْعَارٌ بِأَنَّ زَيْدًا كَانَ حَقُّهُ أَنْ يَجِيءَ وَأَنَّهُ بِتَرْكِهِ الْمَجِيءَ قَدْ أَغْفَلَ حَظَّهُ. وَيَخْرُجُ عَلَيْهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=5وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا . وَنَحْوُهُ، فَتَأَمَّلْ ذَلِكَ. وَخَرَجَ عَلَيْهِ مَا وَقَعَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ أَحَدِ الثَّلَاثَةِ.
[ ص: 297 ] تَنْبِيهٌ:
تَرِدُ " لَوْ " شُرْطِيَّةً فِي الْمُسْتَقْبَلِ، وَهِيَ الَّتِي يَصْلُحُ مَوْضِعُهَا إِنْ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=33وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=52وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ .
وَمَصْدَرِيَّةٌ، وَهِيَ الَّتِي يَصْلُحُ مَوْضِعُهَا أَنِ الْمَفْتُوحَةَ، وَأَكْثَرُ وُقُوعِهَا بَعْدَ " وُدَّ " وَنَحْوَهُ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=109وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=96يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ . أَيْ يُودُّ التَّعْمِيرُ وَالِافْتِدَاءُ. وَلِلتَّمَنِّي، وَهِيَ الَّتِي يَصْلُحُ مَوْضِعُهَا لَيْتَ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=102فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ . وَلِهَذَا نُصِبَ الْفِعْلُ فِي جَوَابِهَا.
وَالتَّعْلِيلُ، وَخَرَجَ عَلَيْهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ .
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910لَوْلَا ) عَلَى أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا: أَنْ تَكُونَ حَرْفَ امْتِنَاعٍ لِوُجُودٍ، فَتَدْخُلُ عَلَى الْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ وَيَكُونُ جَوَابُهَا فِعْلًا مَقْرُونًا بِاللَّامِ إِنْ كَانَ مُثْبَتًا، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=143فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=144لَلَبِثَ . وَمُجَرَّدًا مِنْهَا إِنْ كَانَ مَنْفِيًّا، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا . وَإِنْ وَلِيَهَا ضَمِيرٌ فَحَقُّهُ أَنْ يَكُونَ ضَمِيرَ رَفْعٍ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=31لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ .
الثَّانِي: أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى هَلَا، فَهِيَ لِلتَّحْضِيضِ وَالْعَرْضِ فِي الْمُضَارِعِ أَوْ مَا فِي تَأْوِيلِهِ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=46لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=10لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ .
وَلِلتَّوْبِيخِ وَالتَّنْدِيمِ فِي الْمَاضِي، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=13لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً [ ص: 298 ] nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=16وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=43فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=86فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ .
الثَّالِثُ: أَنْ تَكُونَ لِلِاسْتِفْهَامِ، ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ، وَجَعَلَ مِنْهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=10لَوْلا أَخَّرْتَنِي ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=8لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ . وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا فِيهِمَا بِمَعْنَى هَلَا.
الرَّابِعُ: أَنْ تَكُونَ لِلنَّفْيِ، ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ أَيْضًا، وَجَعَلَ مِنْهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=98فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا ، أَيْ فَمَا آمَنَتْ قَرْيَةٌ، أَيْ أَهْلُهَا عِنْدَ مَجِيءِ الْعَذَابِ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا. وَالْجُمْهُورُ لَمْ يُثْبِتُوا ذَلِكَ، وَقَالُوا: الْمُرَادُ فِي الْآيَةِ التَّوْبِيخُ عَلَى تَرْكِ الْإِيمَانِ قَبْلَ مَجِيءِ الْعَذَابِ. وَيُؤَيِّدُهُ قِرَاءَةُ أُبَيٍّ: فَهَلَّا. وَالِاسْتِثْنَاءُ حِينَئِذٍ مُنْقَطِعٌ.
فَائِدَةٌ
نُقِلَ عَنِ الْخَلِيلِ أَنَّ جَمِيعَ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ " لَوْلَا " فَهِيَ بِمَعْنَى هَلَا، إِلَّا:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=143فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ . وَفِيهِ نَظَرٌ لِمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْآيَاتِ. وَكَذَا قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=24لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ، " لَوْلَا " فِيهِ امْتِنَاعِيَّةُ جَوَابِهَا مَحْذُوفٌ، أَيْ لَهُمْ بِهَا، أَوْ لِوَاقِعِهَا. وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا . وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا ، أَيْ لَأَبْدَتْ بِهِ، فِي آيَاتٍ أُخْرَى.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا
مُوسَى الْخَطْمِيُّ، حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ
أَسْبَاطٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ، عَنْ
أَبِي مَالِكٍ، قَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910كُلُّ مَا فِي الْقُرْآنِ " فَلَوْلَا " فَهُوَ: " فهلَّا " ، إِلَّا حَرْفَيْنِ: فِي يُونُسَ: nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=98فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا ، يَقُولُ: فَمَا كَانَتْ قَرْيَةٌ. وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=143فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ .
[ ص: 299 ] وَبِهَذَا يَتَّضِحُ مُرَادُ الْخَلِيلِ، وَهُوَ أَنَّ مُرَادَهُ " لَوْلَا " الْمَقْرُونَةُ بِالْفَاءِ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=7لَوْ مَا ) : بِمَنْزِلَةِ لَوْلَا. قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=7لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ . الْمَالِقِيُّ: لَمْ تَرِدْ إِلَّا لِلتَّحْضِيضِ.
( لَيْتَ): حَرْفٌ يَنْصِبُ الِاسْمَ وَيَرْفَعُ الْخَبَرَ، مَعْنَاهُ التَّمَنِّي. وَقَالَ التَّنُوخِيُّ: إِنَّهَا تُفِيدُ تَأْكِيدَهُ.
(
nindex.php?page=treesubj&link=28907_28910nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8لَيْسَ ): فِعْلٌ جَامِدٌ، وَمِنْ ثَمَّ ادَّعَى قَوْمٌ حَرْفِيَّتَهُ، وَمَعْنَاهُ نَفْيُ مَضْمُونِ الْجُمْلَةِ فِي الْحَالِ، وَيَنْفِي غَيْرَهُ بِالْقَرِينَةِ. وَقِيلَ: هِيَ لِنَفْيِ الْحَالِ وَغَيْرِهِ. وَقَوَّاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابْنُ الْحَاجِبِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ ، فَإِنَّهُ نَفْيٌ لِلْمُسْتَقْبَلِ.
قَالَ
ابْنُ مَالِكٍ: وَتَرِدُ لِلنَّفْيِ الْعَامِّ الْمُسْتَغْرِقِ الْمُرَادِ بِهِ الْجِنْسَ، كلا التَّبْرِئَةِ. وَهُوَ مِمَّا يُغْفِلُ عَنْهُ، وَخَرَّجَ عَلَيْهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ .