الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في عبيد أهل الحرب يسلمون في دار الحرب أيسقط عنهم ملك ساداتهم أم لا قلت لابن القاسم : أرأيت لو أن عبيدا لأهل الحرب أسلموا في دار الحرب ، [ ص: 511 ] أيسقط عنهم ملك ساداتهم أم لا في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا أحفظ عن مالك فيه شيئا ، ولا أرى أن يسقط ملك ساداتهم عنهم إلا أن يخرجوا إلينا إلى بلاد الإسلام ، فإن خرجوا سقط عنهم ملك ساداتهم ، ألا ترى أن بلالا أسلم قبل مولاه فاشتراه أبو بكر فأعتقه ، وكانت الدار يومئذ دار الحرب لأن أحكام الجاهلية كانت ظاهرة يومئذ ، فلو كان إسلام بلال أسقط ملك سيده عنه لم يكن ولاؤه لأبي بكر ، ولكان إذا ما صنع في اشترائه إياه إنما هو فداء فليس هو هكذا ولكنه مولاه ، وأما الذين خرجوا إلى دار الإسلام بعدما أسلموا وتركوا ساداتهم في دار الشرك ، فهؤلاء قد أعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم بخروجهم إلى دار الإسلام ، وهم عبيد لأهل الطائف الذين نزلوا على النبي عليه السلام فأسلموا وساداتهم في حصن الطائف على الشرك ، فأعتقهم الإسلام وخروجهم إلى دار الإسلام وكذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم . قلت : أما بلال فإنما أعتقه أبو بكر قبل الهجرة قبل أن تظهر أحكام النبي عليه الصلاة والسلام فليس لك في هذا حجة وإنما كانت تكون لك حجة على من خالفك أن لو كان هذا بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وظهور أحكامه ، قال : هي حجة حتى يأتي ما ينقضها ولا نعرف أنه جاء ما ينقض ذلك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية