في عبيد أهل الحرب يسلمون في دار الحرب أيسقط عنهم ملك ساداتهم أم لا قلت لابن القاسم : أرأيت لو أن في قول عبيدا لأهل الحرب أسلموا في دار الحرب ، [ ص: 511 ] أيسقط عنهم ملك ساداتهم أم لا ؟ مالك
قال : لا أحفظ عن فيه شيئا ، ولا أرى أن يسقط ملك ساداتهم عنهم إلا أن يخرجوا إلينا إلى بلاد الإسلام ، فإن خرجوا سقط عنهم ملك ساداتهم ، ألا ترى أن مالك أسلم قبل مولاه فاشتراه بلالا أبو بكر فأعتقه ، وكانت الدار يومئذ دار الحرب لأن أحكام الجاهلية كانت ظاهرة يومئذ ، فلو كان إسلام أسقط ملك سيده عنه لم يكن ولاؤه بلال لأبي بكر ، ولكان إذا ما صنع في اشترائه إياه إنما هو فداء فليس هو هكذا ولكنه مولاه ، وأما الذين خرجوا إلى دار الإسلام بعدما أسلموا وتركوا ساداتهم في دار الشرك ، فهؤلاء قد أعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم بخروجهم إلى دار الإسلام ، وهم عبيد لأهل الطائف الذين نزلوا على النبي عليه السلام فأسلموا وساداتهم في حصن الطائف على الشرك ، فأعتقهم الإسلام وخروجهم إلى دار الإسلام وكذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم . قلت : أما فإنما أعتقه بلال أبو بكر قبل الهجرة قبل أن تظهر أحكام النبي عليه الصلاة والسلام فليس لك في هذا حجة وإنما كانت تكون لك حجة على من خالفك أن لو كان هذا بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وظهور أحكامه ، قال : هي حجة حتى يأتي ما ينقضها ولا نعرف أنه جاء ما ينقض ذلك .