الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
520 [ ص: 33 ] 22 - (حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة، قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، nindex.php?page=hadith&LINKID=650512أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=treesubj&link=873صلى العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفيء من حجرتها).
nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة هو ابن سعيد nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث بن سعد nindex.php?page=showalam&ids=12300وابن شهاب محمد بن مسلم الزهري nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة بن الزبير كلهم قد ذكروا غير مرة.
وفيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين، والعنعنة في ثلاثة مواضع، ورواته ما بين بلخي وبصري ومدني.
قوله: (والشمس في حجرتها)؛ أي: باقية، والواو فيه للحال. قوله: (لم يظهر الفيء)؛ أي: الظل في الموضع الذي كانت الشمس فيه، وقد مر في باب المواقيت والشمس في حجرتها قبل أن تظهر، ومعنى الظهور هنا: الصعود. يقال: ظهرت على الشيء: إذا علوته وحجرة nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله تعالى عنها كانت ضيقة الرقعة والشمس تقلص عنها سريعا، وما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي العصر قبل أن تصعد الشمس عنها، فإن قلت: ما المراد بظهور الشمس وبظهور الفيء؟ (قلت): المراد بظهور الشمس: خروجها من الحجرة، وبظهور الفيء: انبساطه في الحجرة، وليس بين الروايتين اختلاف؛ لأن انبساط الفيء لا يكون إلا بعد خروج الشمس، واستدل به nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ومن تبعه على nindex.php?page=treesubj&link=877تعجيل صلاة العصر في أول وقتها.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : لا دلالة فيه على التعجيل لاحتمال أن الحجرة كانت قصيرة الجدار، فلم تكن الشمس تحتجب عنها إلا بقرب غروبها، فيدل على التأخير لا على التعجيل.
وقال بعضهم: وتعقب بأن الذي ذكره من الاحتمال إنما يتصور مع اتساع الحجرة، وقد عرف بالاستفاضة والمشاهدة أن حجر أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - لم تكن متسعة، ولا يكون ضوء الشمس باقيا في قعر الحجرة الصغيرة إلا والشمس قائمة مرتفعة، وإلا متى مالت جدا ارتفع ضوؤها عن قاع الحجرة، ولو كانت الجدر قصيرة، (قلت): لا وجه للتعقب فيه؛ لأن الشمس لا تحتجب عن الحجرة القصيرة الجدار إلا بقرب غروبها، وهذا يعلم بالمشاهدة، فلا يحتاج إلى المكابرة، ولا دخل هنا لاتساع الحجرة ولا لضيقها، وإنما الكلام في قصر جدرها، وبالنظر على هذا فالحديث حجة على من يرى nindex.php?page=treesubj&link=877تعجيل العصر في أول وقتها، فإن قلت: عقد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بابا لوقت العصر، وذكر فيه أحاديث لا يدل واحد منها على أن أول وقته بماذا يكون، بصيرورة ظل كل شيء مثله أو مثليه، (قلت): قال بعضهم: لم يقع له حديث في شرطه على تعيين ذلك، فذكر الأحاديث المذكورة الدالة على ذلك بطريق الاستنباط، (قلت): لا يلزم من عدم وقوعه له أن لا يقع لغيره في تعيين ذلك.
وقد روى جماعة من الصحابة في هذا الباب، منهم nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=662508أمني جبريل عليه الصلاة والسلام عند البيت مرتين، الحديث. وفيه: nindex.php?page=hadith&LINKID=672255 (صلى بي العصر حين كان ظله مثله) هذا في المرة الأولى.
وقال في الثانية: ( nindex.php?page=hadith&LINKID=672255وصلى بي العصر حين كان ظله مثليه ) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي . وقال: حديث حسن، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في (صحيحه) nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم في (مستدركه). وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ورواه ابن خزيمة في صحيحه.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في (التمهيد)، وقد تكلم بعض الناس في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس هذا بكلام لا وجه له، ورواته كلهم مشهورون بالعلم، (قلت): هذا الحديث هو العمدة في هذا الباب، وقوله: (حين كان ظله مثليه) بالتثنية، وهذا آخر وقت الظهر عند nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة؛ لأن عنده إذا صار ظل كل شيء مثليه سوى فيء الزوال يخرج وقت الظهر ويدخل وقت العصر، وعند nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف ومحمد: إذا صار ظل كل شيء مثله يخرج وقت الظهر ويدخل وقت العصر، وهي رواية الحسن بن زياد عنه، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري وإسحاق، ولكن قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : آخر وقت العصر إذا صار ظل كل شيء مثليه لمن ليس له عذر، وأما أصحاب العذر والضرورات فآخر وقتها لهم غروب الشمس.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : خالف الناس كلهم nindex.php?page=showalam&ids=11990أبا حنيفة فيما قاله حتى أصحابه، (قلت): إذا كان استدلال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة بالحديث فما يضره مخالفة الناس له، ويؤيد ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة حديث علي بن شيبان قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=672268 (قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فكان nindex.php?page=treesubj&link=878يؤخر العصر ما دامت الشمس بيضاء نقية) رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، وهذا يدل على أنه كان يصلي العصر عند صيرورة ظل كل شيء مثليه، وهو حجة على خصمه، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ( nindex.php?page=hadith&LINKID=99158صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العصر حين صار ظل كل شيء مثليه قدر ما يسير الراكب إلى ذي الحليفة العنق ) رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة بسند لا بأس به.