الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1408 (قال أبو عبد الله: ""فكبكبوا" قلبوا ""مكبا" أكب الرجل إذا كان فعله غير واقع على أحد فإذا وقع الفعل قلت: كبه الله لوجهه وكببته أنا).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قال أبو عبد الله هو البخاري نفسه: وقد جرت عادته أنه إذا كان في القرآن لفظ يناسب لفظ الحديث يذكره استطرادا، فقوله: "فكبكبوا" مذكور في سورة الشعراء، معناه فكبوا بلفظ المجهول من الكب وهو الإلقاء على الوجه، وفي بعضها قلبوا بالقاف واللام والباء الموحدة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "مكبا" بضم الميم هو المذكور في سورة الملك وهو قوله: أفمن يمشي مكبا على وجهه قوله: "أكب" الرجل يعني وقع على وجهه وهو لازم، أشار إليه بقوله: "إذا كان فعله غير واقع على أحد" وذلك أنهم يسمون الفعل الذي لا يتعدى لازما، وغيره واقع.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فإذا وقع الفعل" يعني إذا وقع على أحد يكون متعديا ويسمى واقعا أيضا، أشار إليه بقوله: "قلت: كبه الله لوجهه" وهذا من نوادر الكلمة؛ حيث كان ثلاثيه متعديا والمزيد فيه لازما، عكس القاعدة التصريفية.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وكببته أنا" متعد أيضا، أي: كببت أنا فلانا على وجهه، وأتى بالمثالين أحدهما من الغائب والآخر من المتكلم، وكببته يجوز فيه أن تبدل الياء من الباء الثانية، فنقول: "كبيته" على ما علم في موضعه.



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية