ولست بمأخوذ بلغو تقوله إذا لم تعمد عاقدات العزائم
وهذا العقد معنوي ، ومنه قول الحطيئة : [ البسيط ]
قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا
وقرأه حمزة ، ، والكسائي وشعبة عن عاصم : عقدتم [ 5 \ 89 ] ، بالتخفيف بلا ألف ، وقرأه ابن ذكوان عن ابن عامر : عاقدتم بألف بوزن فاعل ، وقرأه الباقون بالتشديد من غير ألف ، والتضعيف والمفاعلة : معناهما مجرد الفعل بدليل قراءة عقدتم بلا ألف ، ولا تضعيف ، والقراءات يبين بعضها بعضا ، و " ما " في قوله : بما عقدتم مصدرية على التحقيق لا موصولة ، كما قاله بعضهم زاعما أن ضمير الرابط محذوف .
وفي في الآية أقوال ، أشهرها عند العلماء اثنان : المراد باللغو
الأول : أن اللغو ما يجري على لسان الإنسان من غير قصد ، كقوله : " لا والله " و " بلى والله " .
وذهب إلى هذا القول : ، الشافعي وعائشة في إحدى الروايتين عنها ، وروي عن ، ابن عمر في أحد قوليه ، وابن عباس ، والشعبي وعكرمة في أحد قوليه ، ، وعروة بن الزبير وأبي صالح ، والضحاك في أحد قوليه ، وأبي قلابة ، ، كما نقله عنهم والزهري ابن كثير ، وغيره .
القول الثاني : أن اللغو هو أن يحلف على ما يعتقده ، فيظهر نفيه ، وهذا هو [ ص: 421 ] مذهب ، وقال : إنه أحسن ما سمع في معنى اللغو ، وهو مروي أيضا عن مالك بن أنس عائشة ، ، وأبي هريرة في أحد قوليه ، وابن عباس ، وسليمان بن يسار ، وسعيد بن جبير ومجاهد في أحد قوليه ، في أحد قوليه ، وإبراهيم النخعي والحسن ، ، وزرارة بن أوفى وأبي مالك ، ، وعطاء الخراساني ، وأحد قولي وبكر بن عبد الله عكرمة ، ، وحبيب بن أبي ثابت والسدي ، ومكحول ، ومقاتل ، ، وطاوس وقتادة ، ، والربيع بن أنس ، ويحيى بن سعيد وربيعة ، كما نقله عنهم ابن كثير .
والقولان متقاربان ، واللغو يشملهما ; لأنه في الأول لم يقصد عقد اليمين أصلا ، وفي الثاني لم يقصد إلا الحق والصواب ، وغير هذين القولين من الأقوال تركته لضعفه في نظري ، واللغو في اللغة : هو الكلام بما لا خير فيه ، ولا حاجة إليه ، ومنه حديث : " إذا قلت لصاحبك ، والإمام يخطب يوم الجمعة ، أنصت ، فقد لغوت أو لغيت " .
وقول العجاج : [ الرجز ]
ورب أسراب حجيج كظم عن اللغا ورفث التكلم