الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( المسألة الثالثة عشرة : الصد عن سبيل الله وبغيها عوجا ) :

                          كان الظالمون المعاندون للرسل يستهزئون بدعوتهم ويزدرون أتباعهم من الضعفاء ، حتى إذا ما كثروا وخافوا منهم قوة الكثرة طفقوا يصدونهم عن سبيل الله ، أي الطريق الموصلة إلى ما يحبه لهم من الحق والخير والسعادة ، يصدونهم بكل ما استطاعوا من أسباب الصد كالإهانة والتخويف والتعذيب للضعفاء ، وتزيين العصبية وحب الرياسة والغنى للأقوياء ويبغونها عوجا أي يطلبون جعلها معوجة بذمها وادعاء بطلانها وضررها ، وقد ورد هذان الوصفان في الآية 19 من سياق رسالة نبينا - صلى الله عليه وسلم - هنا وفي سورتي إبراهيم والأعراف ، وفي قصة شعيب من سورة الأعراف أيضا إذ كان قومه يقعدون في كل طريق من طرقهم يصدون الناس عن دعوته ويبغونها عوجا ، وتكرر ذكر الصد عن سبيل الله بدون وصفها بالعوج في سور أخرى ، وكذلك يفعل أعداء الإسلام من الملاحدة ودعاة الأديان الباطلة حتى هذا الزمان .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية