الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( المسألة الخامسة عشرة : افتراء الكذب على الله تعالى ) :

                          الدين في حقيقته وطبيعته وعرف جميع الملل تشريع إلهي موضوعه معرفة الله - تعالى - وعبادته وشكره ، وتزكية النفس وتهذيبها باجتناب الشر وفعل الخير ، والتعاون بين الناس على البر والتقوى إلخ . ومصدره وحيه - تعالى - لمن اصطفى من عباده لرسالته ، وتبليغهم لما ارتضاه وشرعه لهم من الدين ، فليس لأحد غيره - تعالى - أن يشرع لهم عبادة ولا حكما دينيا من حرام أو حلال ، ومن فعل ذلك كان مفتريا على الله الكذب ، سواء أسنده إليه - تعالى - بالقول أم لا ، لأن كل ما يتخذ دينا من قول أو فعل أو ترك فهو يتضمن معنى نسبته إلى الله وادعاء أنه هو الذي شرعه ، لأن الدين لا يكون إلا منه وله ، وآيات القرآن صريحة في هذا .

                          سبق بعضها في السور التي فسرناها ولا سيما الأنعام والأعراف والتوبة ويونس ، ومنه في هذه السورة : - ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا - 18 الآية ، أي لا أحد أظلم ممن افترى على الله كذبا ما ، ومنه القول في الدين بغير علم من عقيدة وعبادة وتحليل وتحريم ، وهو شرك بالله يتعدى ضرره إلى عباده ، وبهذا كان أشد جرما وكفرا من عبادة الأصنام وغيرها كما تقدم بيانه في تفسير : - وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون - 7 : 33 ومن ثم كان ابتداع العبادات والتحليل والتحريم في الدين شركا وكفرانا ، إذ الجاهلون يعدونها عبادة يرجون بها ثوابا ، ويسمون مبتدعيها أولياء الله وأحبابا ، ويجهلون أنهم اتخذوهم من دونه أندادا وأربابا .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية