6977 ( أخبرنا ) ، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك عبد الله بن جعفر ، ثنا ، ثنا يونس بن حبيب أبو داود ، ثنا سليمان بن المغيرة وحماد بن سلمة كلهم عن وجعفر بن سليمان ثابت ، عن أنس . قال أبو داود : وحدثناه شيخ سمعه من النضر بن أنس ، وقد دخل حديث بعضهم في بعض قال : مالك أبو أنس لامرأته أم سليم وهي أم أنس : أرى هذا الرجل - يعني - النبي صلى الله عليه وسلم يحرم الخمر ، فانطلق حتى أتى الشام فهلك هنالك . فجاء أبو طلحة فخطب أم سليم فكلمها في ذلك ، فقالت : يا أبا طلحة ، ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر ، وأنا امرأة مسلمة لا يصلح أن أتزوجك . فقال : وما ذاك دهرك ، قالت : وما دهري قال : الصفراء والبيضاء قالت : فإني لا أريد صفراء ولا بيضاء أريد منك الإسلام قال : فمن لي بذلك قالت : لك بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق أبو طلحة يريد [ ص: 66 ] النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه فلما رآه قال : " أبو طلحة غرة الإسلام بين عينيه " . فجاء فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما قالت جاءكم أم سليم ، فتزوجها على ذلك . قال ثابت : فما بلغنا أن مهرا كان أعظم منه أنها رضيت بالإسلام مهرا فتزوجها ، وكانت امرأة مليحة العينين فيها صغر فكانت معه حتى ولد منه بني ، وكان يحبه أبو طلحة حبا شديدا ، إذ مرض الصبي وتواضع أبو طلحة لمرضه أو تضعضع له ، فانطلق أبو طلحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومات الصبي أم سليم رضي الله عنها : لا ينعين إلى أبي طلحة أحد ابنه حتى أكون أنا أنعاه له ، فهيأت الصبي ووضعته وجاء أبو طلحة من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل عليها فقال : كيف ابني فقالت : يا فقالت أبا طلحة ، ما كان منذ اشتكى أسكن منه الساعة . قال : فلله الحمد ، فأتته بعشائه فأصاب منه ، ثم قامت فتطيبت وتعرضت له فأصاب منها ، فلما علمت أنه طعم وأصاب منها قالت : يا أبا طلحة ، أرأيت لو أن قوما أعاروا قوما عارية لهم فسألوهم إياها أكان لهم أن يمنعوها ؟ فقال : لا . قالت : فإن الله عز وجل كان أعارك ابنك عارية ، ثم قبضه إليه ، فاحتسب ابنك واصبر . فغضب ، ثم قال : تركتيني حتى إذا وقعت بما وقعت به نعيت إلي ابني ، ثم غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بارك الله لكما في غابر ليلتكما " . فتلقت من ذلك الحمل وكانت أم سليم رضي الله عنها تسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تخرج معه إذا خرج ، وتدخل معه إذا دخل ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ولدت أم سليم فأتوني بالصبي " . فأخذها الطلق ليلة قربهم من المدينة ، قالت : اللهم إني كنت أدخل إذا دخل نبيك ، وأخرج إذا خرج نبيك ، وقد حضر هذا الأمر . فولدت غلاما - يعني حين قدما المدينة - فقالت لابنها أنس : انطلق بالصبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ أنس الصبي فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسم إبلا وغنما ، فلما نظر إليه قال لأنس : " أولدت ابنة ملحان " . قال : نعم . فألقى ما في يده فتناول الصبي فقال : " ائتوني بتمرات عجوة " . فقال : " انظروا إلى حب الأنصار التمر " . فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماه فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم التمر فجعل يحنك الصبي وجعل الصبي يتلمظ عبد الله قال قال ثابت : وكان يعد من خيار المسلمين . أخرجه مسلم في الصحيح من حديث ، عن سليمان بن المغيرة ثابت قصة الوفاة دون ما قبلها من قصة التزويج ، وأخرجه من حديث البخاري ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنس مختصرا .