الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                8576 باب المفرد أو القارن يريد العمرة بعد الفراغ من نسكه خرج من الحرم ثم أهل من أين شاء .

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، قالا : ثنا أبو عبد الله : محمد بن يعقوب ، ثنا خالد بن أبي حامد المقري ، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي ، ثنا أفلح بن حميد ، عن القاسم ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهلين بالحج في أشهر الحج ، وفي حرم الحج ، وليالي الحج ، حتى نزلنا بسرف فخرج إلى أصحابه فقال : " من لم يكن منكم معه هدي فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل ، ومن كان معه هدي فلا " . فمنهم الآخذ بها ، ومنهم التارك لها ممن لم يكن معه الهدي . فأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان معه الهدي ومع رجال من أصحابه لهم قوة قالت : فدخل علي رسول الله - صلى الله عليه [ ص: 357 ] وسلم - وأنا أبكي ، فقال : " ما شأنك ؟ " . فقلت : سمعت كلامك مع أصحابك في العمرة . قال : " ما لك ؟ ! " . قلت : لا أصلي . قال : " فلا يضرك تكوني في حجة ؛ وعسى الله أن يرزقكها وإنما أنت من بنات آدم كتب الله عليك ما كتب عليهن " . قالت : فخرجت في حجتي حتى نزلنا منى فطهرت فطفت بالبيت ، ثم نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المحصب فدعا عبد الرحمن بن أبي بكر فقال : " اخرج بأختك من الحرم فلتهل بالعمرة ، ثم تطوف بالبيت ، وافرغا حتى تأتياني فإني أنتظركما ها هنا " . قالت : فخرجنا فأهللنا ، ثم طفت بالبيت وبالصفا والمروة ، فجئنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في منزله من جوف الليل ، فقال : " هل فرغتم ؟ " . قلت : نعم . فأذن في أصحابه بالرحيل فخرج فمر بالبيت فطاف به قبل صلاة الصبح ، ثم خرج إلى المدينة . رواه البخاري في الصحيح ، عن أبي نعيم ، عن أفلح ، ورواه مسلم ، عن ابن نمير ، عن إسحاق بن سليمان .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية