الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول لا رضاعة إلا لمن أرضع في الصغر ولا رضاعة لكبير

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          1282 1269 - ( مالك ، عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول : لا رضاعة إلا لمن أرضع في الصغر ولا رضاعة لكبير ) أي لا تحرم شيئا لقوله تعالى : ( يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ) ( سورة البقرة : الآية 233 ) فأشعر جعل تمامها إلى الحولين أن الحكم بعدهما بخلافه لأن الولد يستغني غالبا عن اللبن ولا يشبعه بعدهما إلا اللحم والخبز ونحوهما ، وإلى هذا ذهب الجمهور ومنهم مالك في رواية ابن وهب ، لكن روى غيره عنه زيادة أيام يسيرة بعدهما ، وزيادة شهر وشهرين وثلاثة لافتقار الطفل بعد الحولين إلى مدة يحال فيها فطامه ; لأن العادة أنه لا يفطم دفعة واحدة بل على التدريج ، فحكم رضاعه في تلك المدة حكم الحولين ، ولذا قال المازري : إن الخلاف عن مالك في تحديد الزيادة خلاف في حال القدر الذي جرت العادة فيه باستغنائه بالطعام . وقال أبو حنيفة : أقصى الرضاع ثلاثون شهرا . ورده المازري بأن قوله تعالى : ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) ( سورة الأحقاف : الآية 15 ) يتضمن أقل الحمل وأكثر الرضاع ، فلا معنى لاعتباره في الرضاع وحده ، وقال زفر : ثلاث سنين .




                                                                                                          الخدمات العلمية