الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك أنه سمع نافعا يقول قال عبد الله بن عمر وإن أكل وإن لم يأكل

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          1067 1054 - ( مالك أنه سمع نافعا يقول : قال عبد الله بن عمر ) كل ما أمسك عليك ( وإن أكل وإن لم يأكل ) لما رواه أبو داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : " أن أعرابيا يقال له أبو ثعلبة قال : يا رسول الله إن لي كلابا مكلبة فأفتني في صيدها ، قال : كل مما أمسكن عليك ، قال : إن أكل منه ؟ قال : وإن أكل منه " ولا يعارضه حديث عدي في الصحيحين : " قلت فإن أكل ؟ قال : فلا تأكل " فإنه لم يمسك عليك إنما أمسك على نفسه لحمل النهي على الكراهة جمعا بين الحديثين .

                                                                                                          وقواه ابن المواز بأن حديث الأكل صحبه العمل وقال به من الصحابة علي وابن عمر وسعد بن أبي وقاص وغيرهم وما صحبه العمل [ ص: 133 ] أولى .

                                                                                                          وقال الباجي : حمل شيوخنا حديث عدي على ما إذا أدركه الكلب ميتا من الجري أو الصدم فأكل منه فإنه صار إلى صفة لا تعلق للإمساك بها ، ويبين هذا التأويل قوله - صلى الله عليه وسلم - لعدي : " ما أمسك عليك فكل فإن أخذ الكلب ذكاة " . انتهى . و " أخذ " بسكون الخاء مصدر مضاف لفاعله والمفعول محذوف أي الصيد ، وذكاة خبر إن .




                                                                                                          الخدمات العلمية