الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ثانيا: مرض الجذام مرض مزمن معد، يصيب أنسجة الجلد والأغشية المخاطية والعيون والأعصاب الطرفية والعضلات، ويؤدي إلى ضعف وشلل فيها، وتغيير وتقرح في هـذه الأنسجة كلها، وينتج عن ذلك تعطيل وإعاقة في 50% من الحالات التي تعالج.

وسبب المرض جرثومة تشبه شكلا -إلى حد ما- جرثومة السل، وتنتقل بالاحتكاك المباشر والاختلاط المستمر، ونسبة الإصابة في الأعمار الصغيرة: (5 - 14 سنة) هـي ضعف النسبة في البالغين، وتتراوح فترة حضانة المرض ما بين (7 أشهر إلى 5 سنوات) من بدء التعرض للجرثومة.

والمرض منتشر بكثرة في المناطق الحارة، وبدرجة أقل في الأجواء المعتدلة، إلا أن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية (الفقر والتخلف) هـي على الأغلب أكثر أهمية في انتشاره من المناخ.

كانت التقديرات في السبعينيات تقول بوجود: (11) مليون [1] مجذوم في العالم. أما تقديرات منظمة الصحة العالمية في الستينيات فكانت كالتالي:

في أفريقيا الإستوائية : 3.500.000 مليون حالة [ ص: 109 ]

[ ص: 110 ]

في جنوب شرقي آسيا : 4.510.000 مليون حالة [أي حوالي 45% من مجموع المجذومين في العالم]

في إقليم شرقي البحر المتوسط (الشرق الأوسط) : 160.000 حالة

في إقليم غربي المحيط الهادي : 2.000.000 مليونان من الحالات

أي: إن مجموع الإصابات المحتملة في آسيا وأفريقيا فقط هـو: 10.170.000 حالة، وفي بلد مسلم قليل السكان مثل (موريتانيا) كان هـناك في أواسط السبعينيات (2500) حالة مسجلة من الجذام.أما علاج المرضى فيدوم سنوات طويلة قد تفوق العشر، وتخف العدوى بعد العلاج، وتنعدم كليا بعد بدئه بثلاثة أشهر إذا كان منتظما، أما المضاعفات والشلل وفقدان الأطراف فلا علاج لها بعد حدوثها.

التالي السابق


الخدمات العلمية