الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الحرمان والتخلف في ديار المسلمين

الدكتور / نبيل صبحي الطويل

التركيب السكاني -الديموغرافي- للمجتمعات الفقيرة أغلبية سكان العالم الثالث (النامي) من اليافعين؛ إذ تشكل الأعمار الشابة نسبة عالية بعكس ما هـو قائم في الدول المتقدمة. فالأطفال دون سن الخامسة هـم خمس السكان (20%) ، ومجموع الأطفال والأولاد دون سن الخامسة عشرة يبلغ حوالي: (45 - 50%) من المواطنين، بينما النسبة في البلاد المتقدمة هـي حوالي 20%.

ما علاقة هـذا التركيب بالصحة والمرض؟

إن لهذا الواقع الديموغرافي انعكاسا سلبيا على الوضع الصحي في الدول (النامية) ؛ فالأعمار الصغيرة معرضة أكثر من البالغين والكبار لتأثيرات سوء التغذية والأمراض السارية المنتشرة في هـذه الدول.

وهكذا نرى أن نصف أطفال الشرق الأوسط المسلم لا يتمتعون بمستوى غذائي كاف [1]

وهذا يؤثر على النمو الجسمي والعقلي كما يقول البروفيسور آبل سميث : ( سوء التغذية يضر بنمو الإنسان؛ وذلك بالتأثير على شكل حجم الجسم، أما في الصغار فيؤدي إلى تخلف خطير في النمو العقلي) [2] .

وسوء التغذية بدوره يضعف -كما أسلفنا- مقاومة الجسم [ ص: 77 ] للأمراض عامة والأمراض السارية بصورة خاصة، لذا فنسبة الأمراض والوفيات مرتفعة جدا في الدول النامية (97% من مجموع وفيات الأطفال في العالم كله هـي من الدول النامية، حيث يعيش أربعة أخماس أطفال العالم) [3] .

ونسبة إجمالي وفيات الأطفال دون سن الخامسة تشكل في بلاد الشرق الأوسط المسلم أكثر من نصف مجموع الوفيات كلها، وهذه نسبة عالية جدا.

وكان عدد وفيات الأطفال المساكين عام 1977م في هـذا الشرق المسلم مليونين تقريبا (ربع مليون في كل من: أفغانستان، وإيران، ومصر تقريبا، وثلثي المليون في باكستان [4] .

وأغلب وفيات هـؤلاء تحدث قبل سن الثالثة، وأهم أسبابها سوء التغذية، والإسهالات المعوية، والأمراض السارية كالملاريا -البرداء- والحصبة... وغيرها.

ما علاقة التركيب السكاني بزيادة متاعب العالم النامي؟

نسبة الصغار للكبار عالية جدا في العالم النامي كما رأينا، بعكس ما هـو عليه الحال في الدول المتقدمة‍ في ألمانيا والاتحاد السوفييتي؛ مثلا هـناك (بالغان) عاملان مسئولان عن (صغير) أو (شيخ) لا يعملان.

أما في (بنغلاديش) و (نيجيريا) فالنسبة هـي واحد لاثنين أي شخص عامل واحد يعيل اثنين لا يعملان. وهذا الوضع يفرض على العالم (النامي) حملا ثقيلا، يرهق إمكاناته لإعالة الأطفال. وفي مجال التربية والتعليم أيضا [ ص: 78 ] يشكل الأولاد الذين هـم في سن التعليم الابتدائي في الدول النامية 25% من السكان، أما في الدول الغنية فالنسبة هـي 15% فقط [5] . [ ص: 79 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية