الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              فصل : كلام الله تعالى واحد .

              وهو مع وحدته متضمن لجميع معاني الكلام . كما أن علمه واحد ، وهو مع وحدته محيط بما لا يتناهى من المعلومات حتى لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض . وفهم ذلك غامض ، وتفهيمه على المتكلم لا على [ ص: 81 ] الأصولي . وأما كلام النفس في حقنا فهو يتعدد كما تتعدد العلوم . ويفارق كلامه كلامنا من وجه آخر ، وهو أن أحدا من المخلوقين لا يقدر على أن يعرف غيره كلام نفسه إلا بلفظ أو رمز أو فعل ، والله تعالى قادر على أن يخلق لمن يشاء من عباده علما ضروريا بكلامه من غير توسط حرف وسوط ودلالة ، ويخلق لهم السمع أيضا بكلامه من غير توسط صوت وحرف ودلالة . ومن سمع ذلك من غير توسط فقد سمع كلام الله تحقيقا ، وهو خاصية موسى صلوات الله تعالى عليه وعلى نبينا وسائر الأنبياء . وأما من سمعه من غيره ملكا كان أو نبيا كان تسميته سامعا كلام الله تعالى كتسميتنا من سمع شعر المتنبي من غيره بأنه سمع شعر المتنبي ، وذلك أيضا جائز ، ولأجله قال الله تعالى : { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله }

              التالي السابق


              الخدمات العلمية