الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          تعريف النبوة والأنبياء عندهم

                          وجاء في تفسير ( ( نبي . أنبياء . نبوة ) ) منه ما نصه :

                          ( ( النبوة لفظة تفيد معنى الإخبار عن الله وعن الأمور الدينية ولا سيما عما سيحدث فيما بعد .

                          وسمي هارون نبيا ; لأنه كان المخبر والمتكلم عن موسى نظرا لفصاحته . أما أنبياء العهد القديم فكانوا ينادون بالشريعة الموسوية ، وينبئون بمجيء المسيح . ولما قلت رغبة الكهنة وقل اهتمامهم بالتعليم والعلم في أيام صموئيل أقام مدرسة في الرامة وأطلق على تلامذتها اسم بني الأنبياء فاشتهر من ثم صموئيل بإحياء الشريعة وقرن اسمه باسم موسى وهارون في مواضع كثيرة من الكتاب ، وتأسست أيضا مدارس أخرى للأنبياء في بيت أبل وأريحا والجلجال وأماكن أخرى . وكان رئيس المدينة النبوية يدعى أبا أو سيدا ، وكان يعلم في هذه المدارس تفسير التوراة والموسيقى والشعر ، ولذلك كان الأنبياء شعراء وأغلبهم كانوا يرنمون ويلعبون على آلات الطرب . وكانت الغاية من هذه المدارس أن يرشح الطلبة فيها لتعليم الشعب .

                          أما معيشة الأنبياء ، وبني الأنبياء فكانت ساذجة للغاية ، وكثير منهم كانوا متنسكين أو طوافين يضافون عند الأتقياء .

                          ( ( ويظهر أن كثيرين من الذين تعلموا في تلك المدارس لم يعطوا قوة على الإنباء بما سيأتي ، إنما اختص بهذه الخصوصية أناس منهم كان الله يقيمهم وقتا دون آخر حسب مشيئته ، ويعدهم بتربية فوق العادة لواجباتهم الخطيرة . على أن بعض الأنبياء الملهمين كان يخصهم الله بوحيه ولم يتعلموا من قبل ولا دخلوا تلك المدارس كعاموس مثلا فإنه كان راعيا وجاني [ ص: 123 ] جميز . أما النبوة فكانت على أنواع مختلفة كالأحلام والرؤى والتبليغ ، وأحيانا كثيرة كان الأنبياء يرون الأمور المستقبلة بدون تمييز أزمنتها ، فكانت تقترن في رؤاهم الحوادث القريبة العهد مع البعيدة كاقتران نجاة اليهود من الآشوريين بخلاص العالم بواسطة المسيح ، وكانتصار إسكندر ذي القرنين بإتيان المسيح ، وكاقتران انسكاب الروح القدس يوم الخميس بيوم الحشر . ومن هذا القبيل اقتران خراب أورشليم بحوادث يوم الدينونة .

                          ( ( وقد أرسل الله الأنبياء الملهمين ليعلنوا مشيئته وليصلحوا الشئون الدينية ، وعلى الأخص ليخبروا بالمسيح الآتي لتخليص العالم ، وكانوا القوة العظيمة الفعالة في تعليم الشعب وتنبيههم وإرشادهم إلى سبيل الحق ، وكان لهم دخل عظيم في الأمور السياسية انتهى بنصه .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية