الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( 4 - مدح المال والغنى بكونه من نعم الله وجزائه على الإيمان والعمل الصالح )

                          قال تعالى في سورة نوح عليه السلام حكاية عنه : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) ( 71 : 10 - 12 ) وفي معناه ما حكاه عن هود عليه السلام في سورته ( 11 : 52 ) وفي معناه قوله تعالى من سورة الجن ( 72 : 13 - 17 ) والأصل في ذلك كله بيان نعمته على آدم وحواء وذريتهما بهداية الدين في آخر قصته من سورة طه ( 20 : 122 و 123 ) الآيات .

                          ومن الشواهد على هذه الحقيقة التي غفل عنها المفسرون وغيرهم ، قوله تعالى عطفا على الأمر بمنع المشركين من دخول المسجد الحرام : ( وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء ) ( 9 : 28 ) أي وإن خفتم فقرا يعرض لكم بحرمان مكة مما كان ينفقه فيها المشركون في موسم الحج وغيره ، فسوف يغنيكم الله تعالى بالإسلام وفتوحه وغنائمه . وكذا قوله للذين أعطوا الفداء من أسرى بدر : ( إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ) ( 8 : 70 ) وكذلك كان ، فقد أغنى الله العرب الفقراء عامة ومن أسلم من أولئك الأسرى بالإسلام ، فجعلهم أغنى الأمم والأقوام .

                          وقد امتن الله تعالى على نبيه الأعظم بقوله : ( ووجدك عائلا فأغنى ) ( 93 : 8 ) وامتن على قومه بتوفيقهم للتجارة الواسعة برحلة الشتاء والصيف في سورة خاصة بذلك ، وسمى [ ص: 226 ] المال الكثير خيرا بقوله في صفات الإنسان : ( وإنه لحب الخير لشديد ) ( 100 : 8 ) وقال : ( إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين ) ( 2 : 180 ) الآية .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية