الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          الغيب قسمان حقيقي وإضافي :

                          الغيب ما غاب علمه عن الناس ، وهو قسمان : غيب حقيقي لا يعلمه إلا الله ، وغيب إضافي يعلمه بعض الخلق دون بعض ; لأسباب تختلف باختلاف الاستعداد الفطري والعمل الكسبي ، ومن أظهره الله على بعض الغيب الحقيقي من رسله فليس لهم في ذلك كسب ; لأنه من خصائص النبوة غير المكتسبة .

                          ومن دونهم أفراد من خواص أتباعهم أوتوا نصيبا من الإشراف على ذلك العالم بانكشاف [ ص: 185 ] ما للحجاب ، وإدراك ما لشيء من تلك الأنوار ، كان بها إيمانهم برسلهم فوق إيمان أهل البرهان ، وقد روي عن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه أنه قال : لو كشف الحجاب ما ازددت يقينا .

                          ومن دون هؤلاء أفراد آخرون ، قد يكون من لهم سلامة الفطرة ، أو معالجة النفس بأنواع من الرياضة أو من طروء مرض يصرف قوى النفس عن الاهتمام بشهوات الجسد ، أو من سلطان إرادة قوية على إرادة ضعيفة ، تصرفها عن حسها ، وتوجه قواها النفسية إلى ما شاءت أن تدركه لقوتها الخاصة بها - قد يكون لهؤلاء الأفراد في بعض الأحوال من قوة الروح ما يلمحون به بعض الأشياء أو الأشخاص البعيدة عنهم ، وتتمثل لهم بعض الأمور قبل وقوعها مرتسمة في خيالهم ، فيخبرون بها فتقع كما أخبروا .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية