الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
النوع السابع عشر : التكميل .

ويسمى بالاحتراس ؛ وهو أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفع ذلك الوهم ، نحو : أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين [ المائدة : 54 ] ، فإنه لو اقتصر على ( أذلة ) لتوهم أنه لضعفهم ، فدفعه بقوله : ( أعزة ) ، ومثله : أشداء على الكفار رحماء بينهم [ الفتح : 29 ] ، لو اقتصر على أشداء لتوهم أنه لغلظهم . تخرج بيضاء من غير سوء [ طه : 22 ] ، لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون [ النمل : 18 ] ، احتراس لئلا يتوهم نسبة الظلم إلى سليمان .

ومثله : فتصيبكم منهم معرة بغير علم [ الفتح : 25 ] ، وكذا : قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون [ المنافقون : 1 ] ، فالجملة الوسطى احتراس لئلا يتوهم أن التكذيب مما في نفس الأمر .

قال في عروس الأفراح : فإن قيل : كل من ذلك أفاد معنى جديدا ، فلا يكون [ ص: 127 ] إطنابا .

قلنا : هو إطناب لما قبله من حيث رفع توهم غيره ، وإن كان له معنى في نفسه .

التالي السابق


الخدمات العلمية