الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5980 6339 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي اللهم ارحمني إن شئت. ليعزم المسألة، فإنه لا مكره له". [ 7477 - مسلم: 2679 - فتح: 11 \ 139]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أنس - رضي الله عنه - أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دعا أحدكم فليعزم

                                                                                                                                                                                                                              المسألة، ولا يقولن: اللهم إن شئت فأعطني. فإنه لا مستكره له".


                                                                                                                                                                                                                              وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي اللهم ارحمني إن شئت. ليعزم المسألة، فإنه لا مكره له".

                                                                                                                                                                                                                              معنى: ("ليعزم المسألة"): يجتهد في الدعاء ويلح. كما قاله الداودي. ولا يقل إن شئت كالمستثني، ولكن دعاء البائس الفقير والهاء في قوله: "لا مكره له". يعود على الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ("ما لم يعجل"). أي: يصير كمن يرى أنه محقوق له أن يجاب، وإذا فعل هذا بطل وجوب الثلاثة السابق بيانها، وهي: الإجابة فيما سأل، أو يكفر عنه، أو يدخر له.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 253 ] ومعنى: "لا مكره". أي: إنه يفعل ما يشاء من غير إكراه أحد له على ذلك، فظهر أنه ينبغي للمؤمن أن يجتهد في الدعاء، ويكون على رجاء من الإجابة، ولا يقنط من رحمة الله; لأنه يدعو كريما، فبذلك تواترت الآثار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

                                                                                                                                                                                                                              روى شعبة، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دعا أحدكم فلا يقولن: إن شئت أعطني، ولكن ليعظم رغبته; فإن الله لا يتعاظم عليه شيء أعطاه". قال الله -عز وجل-: "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني، وإن تقرب منى شبرا تقربت منه ذراعا"..الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو عاصم، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر - رضي الله عنه -، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى".

                                                                                                                                                                                                                              (وأخرجه مسلم بلفظ: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث: " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى").

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن مسعود: والله الذي لا إله إلا هو ما أعطي عبد مؤمن قط شيئا خيرا من حسن الظن بالله، والله الذي لا إله إلا هو لا يحسن عبد الظن إلا أعطاه الله الذي ظنه; وذلك أن الخير في يديه.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 254 ] وقال سفيان بن عيينة: لا يمنعن أحدا من الدعاء ما يعلم من نفسه; فإن الله قد أجاب دعاء شر الخلق إبليس قال: رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين [الحجر: 36 - 37].




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية