الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        5103 - وإذا محمد بن خزيمة قد - حدثنا ، قال : ثنا يوسف بن عدي ، قال : ثنا عبد الله بن المبارك ، عن سفيان الثوري ، عن منصور ، قال : سألت إبراهيم عن دعاء الديلم ، فقال : قد علموا ما الدعاء . فأمر بالدعاء ليكون تبليغا لهم ، وإعلاما لهم ما يقاتلون عليه .

                                                        [ ص: 210 ] قال أبو جعفر : فبين ما روينا من هذا ، أن الدعاء إنما كان في أول الإسلام ؛ لأن الناس حينئذ لم تكن الدعوة بلغتهم ، ولم يكونوا يعلمون على ما يقاتلون عليه ، فأمر بالدعاء ، ليكون ذلك تبليغا لهم ، وإعلاما لهم ما يقاتلون عليه ، ثم أمر بالغارة على آخرين ، فلم يكن ذلك إلا لمعنى لم يحتاجوا معه إلى الدعاء ؛ لأنهم قد علموا ما يدعون إليه لو دعوا وما لو أجابوا إليه لم يقاتلوا ، فلا معنى للدعاء .

                                                        وهكذا كان أبو حنيفة ، وأبو يوسف ، ومحمد ، رحمة الله عليهم أجمعين يقولون : ( كل قوم قد بلغتهم الدعوة ، فأراد الإمام قتالهم ، فله أن يغير عليهم ، وليس عليه أن يدعوهم ، وكل قوم لم تبلغهم الدعوة ، فلا ينبغي قتالهم ، حتى يتبين لهم المعنى الذي عليه يقاتلون ، والمعنى الذي إليه يدعون ) .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية