الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        4651 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : ثنا سليمان بن حرب قال : ثنا حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد - فذكر بإسناده مثله .

                                                        قالوا : فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الأعمال بالنيات " ثبت أن عملا لا ينفذ من طلاق ولا عتاق ولا غيره إلا أن تكون معه نية ، فكان من الحجة للآخرين في ذلك أن هذا الكلام لم يقصد به إلى المعنى الذي ذكره هذا المخالف ، وإنما قصد به إلى الأعمال التي يجب بها الثواب .

                                                        ألا تراه يقول : الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ؛ يريد من الثواب ، ثم قال : فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه .

                                                        فذلك لا يكون إلا جوابا لسؤال كان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عما للمهاجر في عمله ؛ أي في هجرته ، فقال : إنما الأعمال بالنيات حتى أتى على الكلام الذي في الحديث ، وليس ذلك من أمر الإكراه على الطلاق والعتاق والرجعة والأيمان في شيء .

                                                        [ ص: 97 ] فانتفى هذا الحديث أيضا أن يكون فيه حجة لأهل المقالة التي بدأنا بذكرها على أهل المقالة التي ثنينا بذكرها .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية