الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        5213 - واحتجوا في ذلك أيضا بما حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : ثنا يوسف بن عدي ، قال : ثنا ابن المبارك ، عن سفيان ، عن قيس بن مسلم ، قال : سألت الحسن بن محمد بن علي عن قول الله عز وجل : واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه .

                                                        قال : أما قوله فأن لله خمسه فهو مفتاح كلام ، لله الدنيا والآخرة للرسول ، ولذي القربى واليتامى والمساكين .

                                                        واختلف الناس بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قوم منهم : سهم ذوي القربى لقرابة الخليفة .

                                                        وقال قوم : سهم النبي صلى الله عليه وسلم للخليفة من بعده .

                                                        [ ص: 235 ] ثم أجمعوا رأيهم أن جعلوا هذين السهمين في الخيل والعدة في سبيل الله - عز وجل - وكان ذلك في إمارة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .

                                                        قالوا : أفلا ترى أن ذلك مما قد أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رجع إلى الكراع والسلاح الذي تكون عدة للمسلمين ، لقتال عدوهم .

                                                        ولو كان ذلك لذوي قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما منعوا منه ، ولما صرفوا إلى غيرهم ، ولا خفي ذلك على الحسن بن محمد ، مع علمه في أهله ، وتقدمه فيهم .

                                                        وقد قال ذلك أيضا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في جوابه لنجدة ، لما كتب إليه يسأله عن سهم ذوي القربى .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية