الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                        فرع

                                                                                                                                                                        في الحج أربع خطب مسنونة

                                                                                                                                                                        إحداها : بمكة في اليوم السابع . والثانية : يوم عرفة ، وقد ذكرناهما . والثالثة : يوم النحر بمنى . والرابعة : يوم النفر الأول بمنى . ويخبرهم في كل خطبة بما بين أيديهم من المناسك وأحكامها إلى الخطبة الأخرى ، وكلهن أفراد ، [ و ] بعد صلاة الظهر إلا يوم عرفة ، فإنها خطبتان ، وقبل الصلاة .

                                                                                                                                                                        [ ص: 94 ] فرع

                                                                                                                                                                        ثم بعد الصلاتين يذهبون إلى الموقف . والسنة أن يقفوا عند الصخرات ، ويستقبلوا الكعبة - والوقوف راكبا أفضل على الأظهر . والثاني : هو والماشي سواء - ويذكروا الله تعالى ويدعوه حتى تغرب الشمس ، ويكثروا التهليل فإذا غربت الشمس ، دفعوا من عرفات منصرفين إلى مزدلفة - ويؤخروا المغرب ليصلوها مع العشاء بمزدلفة ، ويذهبوا بسكينة ووقار . فمن وجد فرجة أسرع . فإذا وصلوا المزدلفة ، جمع بهم الإمام المغرب والعشاء . وحكم الأذان والإقامة سبق في باب الأذان .

                                                                                                                                                                        ولو انفرد بعضهم بالجمع بعرفة ، أو بمزدلفة ، أو صلى إحدى الصلاتين مع الإمام ، والأخرى وحده ، جاز . ويجوز أن يصلي المغرب بعرفة ، وفي الطريق . قال الشافعي - رضي الله عنه - : ولا يتنفلون بين الصلاتين إذا جمعوا ، ولا على أثرهما . فأما بينهما ، فلمراعاة الموالاة . وأما على أثرهما ، فقال ابن كج : لا يتنفل الإمام ، لأنه متبوع . فلو اشتغل بالنفل ، لاقتدى به الناس ، وانقطعوا عن المناسك . وأما المأموم ، ففيه وجهان .

                                                                                                                                                                        أحدهما : لا يتنفل كالإمام . والثاني : الأمر واسع له ؛ لأنه غير متبوع . هذا في النافلة دون الرواتب . ثم أكثر الأصحاب ، أطلقوا القول بتأخير الصلاتين إلى المزدلفة . وقيل : يؤخرهما ما لم يخش فوت وقت الاختيار للعشاء . فإن خافه ، لم يؤخر ، بل يجمع بالناس في الطريق . والسنة : أن ينصرفوا من عرفة إلى المزدلفة عن طريق المأزمين ، وهو الطريق بين الجبلين .

                                                                                                                                                                        [ ص: 95 ] فرع

                                                                                                                                                                        من مكة إلى منى فرسخان . ومزدلفة متوسطة بين منى وعرفات ، منها إلى كل واحدة منهما فرسخ .

                                                                                                                                                                        قلت : المختار : أن المسافة بين مكة ومنى ، فرسخ فقط . كذا قاله جمهور العلماء المحققين ، منهم الأزرقي ، وغيره ممن لا يحصى . - والله أعلم - .

                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية