الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                وللعبدين حق مخاصمة المولى فلهما أن يرفعاه إلى القاضي ويستعديا عليه ، وإذا استعديا عليه أعداهما القاضي وأمره القاضي ، بالبيان أعني اختيار أحدهما وجبره عليه بالحبس لو امتنع .

                                                                                                                                أما على مذهب التنجيز ; فلأن العتق نازل في أحد منهما غير عين ، وكل واحد منهما يجوز أن يكون هو الحر والحرية حقه وله فيها حق .

                                                                                                                                وأما على مذهب التعليق ; فلأن الحرية إن لم تثبت في أحدهما فقد يثبت حق [ ص: 103 ] الحرية أعني العقد سبب ثبوت الحرية من غير ثبوت الحرية أصلا وهذا حقه وله فيه حق ، والبيان طريق استيفاء هذا الحق فكان كل واحد منهما بسبيل من الخصومة والمطالبة بالبيان ، وإنما كان البيان إلى المولى ; لأن الإجمال منه فكان البيان إليه ، كما في بيان المجمل والمشترك في النصوص وكمن أقر بشيء مجهول أو باع قفيزا من صبرة كان البيان إليه .

                                                                                                                                كذا هذا .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية