الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          شنف

                                                          شنف : الشنف : الذي يلبس في أعلى الأذن بفتح الشين ولا تقل شنف ، والذي في أسفلها القرط ، وقيل الشنف والقرط سواء ; قال أبو كبير :


                                                          وبياض وجهك لم تحل أسراره مثل الوذيلة أو كشنف الأنضر

                                                          والجمع أشناف وشنوف . ابن الأعرابي : الشنف بفتح الشين في أعلى الأذن ، والرعثة في أسفل الأذن . وقال الليث : الشنف معلاق في قوف الأذن الجوهري : الشنف القرط الأعلى . وشنفت المرأة تشنيفا فتشنفت : هي مثل قرطتها فتقرطت هي . وفي حديث بعضهم : كنت أختلف إلى الضحاك وعلي شنف ذهب ; الشنف : من حلي الأذن . والشنف : شدة البغضة ; قال الشاعر :


                                                          ولن أزال وإن جاملت محتسبا     في غير نائرة صبا لها شنفا

                                                          أي متغضبا . والشنف بالتحريك : البغض والتنكر ، وقد شنفت له بالكسر أشنف شنفا أي أبغضته ; حكاه ابن السكيت ، وهو مثل شئفته بالهمز ; وقول العجاج :


                                                          أزمان غراء تروق الشنفا

                                                          أي تعجب من نظر إليها : أبو زيد : الشفن أن يرفع الإنسان طرفه ناظرا إلى الشيء كالمتعجب منه أو كالكاره له ، ومثله شنف . أبو زيد : من الشفاه الشنفاء ، وهي الشفة العليا المنقلبة من أعلى . والاسم الشنف ، يقال : شفة شنفاء . وشنفت إلى الشيء بالفتح : مثل شفنت ، وهو نظر في اعتراض ; وأنشد لجرير يصف خيلا :

                                                          [ ص: 146 ]

                                                          يشنفن للنظر البعيد كأنما     إرنانها ببوائن الأشطان

                                                          وقال ابن بري : هو للفرزدق يفضل الأخطل ويمدح بني تغلب ويهجو جريرا ; وقبله :


                                                          يا ابن المراغة إن تغلب وائل     رفعوا عناني فوق كل عنان

                                                          والبوائن : جمع بائنة ، وهي البئر البعيدة القعر كأنها تصهل من آبار بوائن ، وكذا في شعره يصهلن للنظر البعيد ; قال : وأنشد أبو علي في مثله :


                                                          وقربوا كل صهميم مناكبه     إذا تداكأ منه دفعه شنفا

                                                          وشنفه شنفا : أبغضه . والشنف : المبغض ; وأنشد ابن بري لشاعر :


                                                          لما رأتني أم عمرو صدفت     ومنعتني خيرها وشنفت

                                                          وأنشد لآخر :


                                                          ولن تداوى علة القلب الشنف

                                                          وفي إسلام أبي ذر : فإنهم قد شنفوا له أي أبغضوه . وشنف له شنفا إذا أبغضه . وفي حديث زيد بن عمرو بن نفيل : قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لي أرى قومك قد شنفوا لك وشنف له شنفا : فطن ، وشنفت : فطنت ; قال :


                                                          وتقول قد شنف العدو فقل لها     ما للعدو بغيرنا لا يشنف

                                                          وأما ابن الأعراب فقال : شنف له وبه في البغضة والفطنة ; قال ابن سيده : والصحيح ما تقدم من أن شنف في البغضة متعدية بغير حرف ، وفي الفطنة متعدية بحرفين متعاقبين ، كما تتعدى فطن بهما إذا قلت : فطن له وفطن به . وشنف إليه يشنف شنفا وشنوفا : نظر بمؤخر العين ; حكاه يعقوب ، وقال مرة : هو نظر فيه اعتراض ; قال ابن مقبل :


                                                          إذا تداكأ منه دفعه شنفا

                                                          الكسائي : شفنت إلى الشيء وشنفت إليه إذا نظرت إليه . ابن الأعرابي : شنفت له وعديت له إذا أبغضته . ويقال : ما لي أراك شانفا عني وخانفا ، وقد خنف عني وجهه أي صرفه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية