الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي : " ويلتوي في حي على الصلاة حي على الفلاح يمينا وشمالا ليسمع النواحي "

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا صحيح ، يستحب للمؤذن إذا قال : حي على الصلاة أن يلوي رأسه وعنقه جميعا يمينا ، وإذا قال حي على الفلاح أن يلوي رأسه وعنقه شمالا من غير أن تزول قدماه عن القبلة ، ويكون فيما سوى ذلك من أذانه على حال التوجه إلى القبلة اقتداء بمؤذني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان بلال ، وأبو محذورة يفعلانه ، لأن ذلك خطاب للآدميين فاقتضى أن يواجههم ليعمهم بالخطاب ، فأما قوله حي على الصلاة ففيه تأويلان :

                                                                                                                                            أحدهما : أن معناه يا أهل الحي هلموا وأقبلوا إلى الصلاة

                                                                                                                                            والثاني : أن معناه بادروا وأسرعوا إلى الصلاة ، ومنه قول عبد الله بن مسعود " إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر " أي : فبادر بذكره في أولهم

                                                                                                                                            وقال لبيد :


                                                                                                                                            يتمارى في الذي قلت له ولقد يسمع قول حي هل

                                                                                                                                            وأما قوله : حي على الفلاح ففي الفلاح تأويلان :

                                                                                                                                            [ ص: 45 ] أحدهما : أنه إدراك الطلبة والظفر بالحاجة قال لبيد :


                                                                                                                                            فاعقلي إن كنت لما تعقلي     ولقد أفلح من كان عقل

                                                                                                                                            والثاني : أنه البقاء - يعني في الجنة قال الأعشى :


                                                                                                                                            ولئن كنا كقوم هلكوا     ما لحي يا لقومي من فلاح

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية