اللهم إني أدعوك دعاء جاهدا اقتل بني صبغاء إلا واحدا ثم اضرب الرجل فذره قاعدا
أعمى إذا ما قيد عنى القائدا
اللهم رب كل آمن وخائف وسامعا تهتاف كل هاتف
إن الخزاعي أتى بقاصف لم يعطني حقي ولم يناصف
فاجمع لهم الأحبة الألاطف بين القران السوء والنواصف
جمعهم جوف كربة راجف
فقال سبحان الله إن في هذه لعبرة وعجبا! فقال رجل من القوم آخر : يا أمير المؤمنين ، ألا أخبرك بمثل هذا وأعجب منه ؟ قال : بلى ، قال : إن رجلا من عمر : هذيل ورث فخذه الذي هو فيها حتى لم يبق منهم أحد غيره فجمع مالا كثيرا ، فعمد إلى رهط من قومه يقال لهم : بنو المؤمل ، فجاورهم ليمنعوه وليردوا عليه ماشيته ، وإنهم حسدوه على ماله ونفسوه ماله ، فجعلوا يأكلون من ماله ، ويشتمون عرضه ، وإنه ناشدهم الله والرحم إلا عدلوا عنه ما يكره ، فأبوا عليه فجعل رجل منهم يقال له رباح يكلمهم فيه ، ويقول : يا بني المؤمل ، ابن عمكم اختار مجاورتكم على من سواكم ، فأحسنوا مجاورته ، فأبوا عليه فأمهلهم حتى إذا كان الشهر الحرام دعا عليهم فقال :
اللهم زل عني بني المؤمل وارم على أقفائهم بمنكل
بصخرة أو عرض جيش جحفل إلا رباحا إنه لم يفعل
قال : فبينما هم ذات يوم نزول إلى أصل جبل انحطت عليهم صخرة من الجبل لا [ ص: 344 ] تمر بشيء إلا طحنته ، حين مرت بأبياتهم فطحنتها طحنة واحدة ، إلا رباحا الذي استثناه . فقال سبحان الله ، إن هذا لعبرا وعجبا! فقال رجل من القوم : ألا أخبرك يا أمير المؤمنين مثله وأعجب منه ؟ قال : بلى . قال : فإن رجلا من عمر : جهينة جاور قوما من بني ضمرة في الجاهلية ، فجعل رجل من بني ضمرة يقال له : ريشة يعدو عليه ، فلا يزال ينحر بعيرا من إبله ، وإنه كلم قومه فيه ، فقالوا : إنا قد خلفناه فانظر أن تقتله فلما رآه لا ينتهي أمهله حتى إذا كان الشهر الحرام دعا عليه فقال :
أصادق ريشة نال ضمره
أليس لله عليه قدره
أما يزال شارف أو بكره
يطعن منها في سواء الثغره
بصارم ذي رونق أو شفره
لاهم إن كان تعدى مخبره
فاجعل أمام العين منه حدره
تأكله حين يوافي الحفرة
فسلط الله عليه أكلة فأكلته حتى مات قبل الحول . فقال سبحان الله ، إن في هذا لعبرة وعجبا! وإن كان الله ليصنع هذا بالناس في جاهليتهم لينزع بعضهم من بعض ، فلما أتى الله بالإسلام أخر العقوبة إلى يوم القيامة وذلك أن الله تعالى يقول في كتابه : ( عمر : إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين ) .و ( بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ) .
وقال : ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى ) .
[ ص: 345 ] قال أحمد : وهذا حديث قد رواه في المغازي عمن سمع محمد بن إسحاق بن يسار عن عكرمة دون ذكر ابن عباس بني ضمرة ، وذلك يؤكد رواية ابن لهيعة
وروي من وجه آخر عن عن شهاب بن خراش ، نصير بن أبي الأشعث ، قال قسم قسما فنظر إلى رجل أعمى . . . فذكره . عمر بن الخطاب
ومن المناكير التي رويت في هذا الباب ما .