[ 7183 ] أخبرنا ، أخبرنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني ، حدثنا [ ص: 72 ] أبو سعيد بن الأعرابي ، حدثنا سعدان بن نصر ، عن أبو معاوية ، عن الأعمش عمارة ، عن الربيع بن عميلة ، حدثنا عبد الله ، حدثنا ما سمعنا حديثا هو أحسن منه إلا كتاب الله عز وجل ، ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال : إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد وقست قلوبهم اخترعوا كتابا من عند أنفسهم ، استهوته قلوبهم ، واستحلته ألسنتهم ، وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم ، حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ، فقال : اعرضوا هذا الكتاب على بني إسرائيل ، فإن تابعوكم عليه فاتركوهم ، وإن خالفوكم فاقتلوهم ، قال : لا ، بل ابعثوا إلى فلان رجل من علمائهم ، فإن تابعكم فلن يختلف عليكم بعده أحد ، فأرسلوا إليه فدعوه ، فأخذ ورقة فكتب فيها كتاب الله ، ثم أدخلها في قرن ثم علقها في عنقه ، ثم لبس عليها الثياب ، ثم أتاهم فعرضوا عليه الكتاب ، فقالوا : أتؤمن بهذا ؟ فأشار إلى صدره يعني الكتاب الذي في القرن ، فقال : آمنت بهذا ، وما لي لا أومن بهذا ؟ فخلوا سبيله ، قال : وكان له أصحاب يغشونه ، فلما حضرته الوفاة أتوه ، فلما نزعوا ثيابه وجدوا القرن في جوفه الكتاب ، فقالوا : ألا ترون إلى قوله : آمنت بهذا ، وما لي لا أومن بهذا ؟ فإنما عنى هذا بهذا الكتاب الذي في القرن ، قال : فاختلفت بنو إسرائيل على بضع وسبعين فرقة ، خير مللهم أصحاب ذي القرن " .
قال عبد الله : وإن من بقي منكم سيرى منكرا ، وبحسب امرئ يرى منكرا لا يستطيع أن يغيره أن يعلم الله من قلبه أنه له كاره .