- الثاني -
اعلم أن مذهب الحنابلة هو مذهب من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ، فالله - تعالى - ذات لا تشبه الذوات ، متصفة بصفات الكمال التي لا تشبه الصفات من المحدثات ، فإذا ورد القرآن العظيم ، وصحيح سنة النبي الكريم - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - بوصف للباري - جل شأنه ، تلقيناه بالقبول والتسليم ، ووجب إثباته له على الوجه الذي ورد ، ونكل معناه للعزيز الحكيم ، ولا نعدل به عن حقيقة وصفه ، ولا نلحد في كلامه ، ولا في أسمائه ، ولا في صفاته ، ولا نزيد على ما ورد ، ولا نلتفت لمن طعن في ذلك ورد . فهذا اعتقاد سائر الحنابلة كجميع السلف ، فمن عدل عن هذا المنهج القوي ، زاغ عن الصراط المستقيم وانحرف . فدع عنك فلانا عن فلان ، وعليك بسنة سيد ولد عدنان ، فهي العروة الوثقى التي لا انفصام لها ، والجنة الواقية التي لا انحلال لها . والله - تعالى - الموفق . السلف ، فيصفون الله بما وصف به نفسه ، وبما وصفه به رسوله