الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
السادسة المشبهة

الذين شبهوا الله بمخلوقاته ، وقد اختلفوا في طرق التشبيه ، ( فمنهم ) مشبهة غلاة الشيعة كما تقدم ، ومنهم مشبهة الحشوية ، قالوا : هو - تعالى - من لحم ودم ، وله أعضاء حتى قال بعضهم لأصحابه ( لما سألوه ) أعفوني من اللحية والفرج ، وسلوني عما وراءهما ، ( ومنهم ) مشبهة الكرامية أصحاب أبي عبد الله محمد بن كرام ، قالوا : إن الله على العرش من جهة العلو ، وتجوز عليه الحركة والنزول ، فقيل : يملأ العرش ، واختلفوا أببعد متناه أو غيره ؟ ( ومنهم ) من أطلق عليه لفظ الجسم .

وفى القاموس : ومحمد بن كرام كشداد إمام الكرامية ، القائل بأن معبوده مستقر على العرش ، وأنه جوهر ، تعالى عن ذلك . انتهى . فسماه محمدا ، والمعروف أنه عبد الله بن كرام . نعم ، الأستاذ أبو بكر محمد بن إسحاق بن حمشاد كان زعيم أصحاب عبد الله بن كرام ، وكان في دولة يمين الدولة وأمين الملة محمود بن سبكتكين كبير القدر ، عالي الذكر . قالوا : وتحل الحوادث في ذاته - تعالى - وإنما يقدر عليها دون الخارجة عن ذاته . ويجب عندهم أن يكون أول خلقه حيا يصح منه [ ص: 92 ] الاستدلال ، والنبوة والرسالة صفتان سوى الوحي والمعجزة والعصمة ، وصاحبها رسول ، ويجب على الله إرساله لا غير ، فهو حينئذ مرسل ، وكل مرسل رسول بلا عكس ، ويجوز عزله دون الرسول ، وجوزوا إمامين كعلي ومعاوية ، إلا أن إمامة علي وفق السنة بخلاف معاوية ، لكن تجب طاعة رعيته له ، والإيمان قول الذر في الأزل " بلى " ، وهو باق في الكل إلا المرتدين . ولا يخفى ما في عد هذه الفرق من التداخل ، والمشهور أن أصول الفرق الضالة سبعة " أولها المعتزلة 22 ، ثم الشيعة 22 ، فالخوارج 12 ، فالمرجئة 5 ، فالنجارية 3 ، الجبرية 1 ، المشبهة 3 .

التالي السابق


الخدمات العلمية