الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
" الثاني " خالف في إحاطة علمه تعالى بسائر الأشياء فرق سوى الفلاسفة ، فقالت فرقة : بأنه تعالى لا يعلم نفسه . واحتجوا بأن العلم نسبة عارضة للعالم بالنسبة إلى المعلوم ، قالت : والنسبة إنما تتحقق بين المتغايرين فلا تتحقق عند عدم المغايرة .

والجواب عنه بأنه صفة لا نسبة بل صفة ذات ، وأيضا ينتقض ما زعموه بعلمنا فإن كل واحد منا يعلم نفسه ضرورة مع عدم المغايرة .

" الثانية " زعمت بأنه تعالى وتقدس لا يعلم شيئا ، قالوا : لأنه لو علم شيئا علم علمه به ، وهو إنما يكون بعد علمه بذاته ضرورة ، قالوا : وقد علم امتناع علمه بذاته - كما زعمت الفرقة الأولى - ، وأيضا لو كان يعلم شيئا أمكن أن يعلم علمه به ، وإلا يلزم أن يكون واحد عالما بالعلوم والهندسيات ولم يمكنه العلم بأنه عالم بها . وهذا يعلم فساده بنفس تصوره فلا يشتغل [ ص: 160 ] برده ؛ لأنه هذيان من قائليه .

" الثالثة " زعمت بأنه لا يعلم غيره ؛ لأن العلم بشيء غير العلم بآخر ، فلو كان عالما بالغير ، وغيره غير متناه ، يلزم قيام العلوم الغير المتناهية بذاته ، وهو يوجب الكثرة في الذات ، وهو محال . والجواب أن الكثرة في المعلومات والتعلقات دون العلم وهذا بين .

التالي السابق


الخدمات العلمية