الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الخامس

اختلف في مراتب إحصاء أسماء الله - تعالى - التي من أحصاها دخل الجنة ، وهذا قطب السعادة ، ومدار النجاة والفلاح ، فقيل : أحصى ألفاظها وعددها ، وقيل : فهم معانيها ومدلولها ، وقيل : دعاؤه بها ، كما قال - تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) ، وهذا على مرتبتين : إحداهما دعاء ثناء وعبادة ، والثاني دعاء طلب ومسألة ، فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، ولذلك لا يسأل إلا بها ، فلا يقال : يا موجود ، أو يا شيء ، أو يا ذات ، اغفر لي وارحمني ، بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيا لذلك المطلوب ، فيكون السائل متوسلا إليه بذلك الاسم ، قال في البدائع : وهذه العبارة أولى من عبارة من قال : نتخلق بأسماء الله ، فإنها ليست بعبارة سديدة ، وهي منتزعة من قول الفلاسفة : الفلسفة التشبيه على قدر الطاقة . والحاصل أن لهم أربع مراتب ، أشدها إنكارا عبارة الفلاسفة وهي التشبه به - تعالى ، ثم يليها عبارة من قال التخلق بأسمائه - تعالى ، وأحسن منها عبارة أبي الحكم بن برجان وهي التعبد ، وأحسن من الجميع الدعاء ، وهي المطابقة للأمر القرآني ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية