الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( الصفة الخامسة ) : ما أشار إليها بقوله ( إرادة ) بإسقاط حرف العطف على ما مر ، أي ويجب له - تعالى - صفة الإرادة ، ويرادفها المشيئة ، وهما عبارتان عن صفة في الحي ، توجب تخصيص أحد المقدورين في أحد الأوقات بالوقوع مع استواء نسبة القدرة إلى الكل ، قال علماء الكلام : نسبة الضدين إلى القدرة سواء ، إذ كما يمكن أن يقع بقدرته - تعالى - أحد الضدين ، يمكن أن يقع به الضد الآخر ، ونسبة كل منهما إلى الأوقات سواء ، إذ كما يمكن أن يقع في وقته الذي وقع فيه ، يمكن أن يقع قبله أو بعده ، فلا بد من مخصص يرجح أحدهما على الآخر ، ويعين له وقتا دون سائر الأوقات ، وهذا المخصص هو الإرادة ، وهي واحدة قديمة أزلية باقية ، إذ لو كانت حادثة ، لزم كونه محلا للحوادث ، وأيضا لا حاجة إلى إرادة أخرى ، وهي شاملة لجميع الكائنات ; لأنه - تعالى - موجد لكل ما يوجد من الممكنات ، ولأنه - تعالى - فاعل بالاختيار ، فيكون مريدا لها ; لأن الإيجاد بالاختيار يستلزم إرادة الفاعل . ويأتي تتمة الكلام عند ذكر متعلق القدرة والإرادة إن شاء الله ، تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية