ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=33951نزول المائدة
وكان من المعجزات العظيمة نزول المائدة .
وسبب ذلك : أن
الحواريين قالوا له : يا
عيسى nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=112هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء فدعا
عيسى فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا فأنزل الله المائدة عليها خبز ولحم يأكلون منها ولا تنفد ، فقال لهم : إنها مقيمة ما لم تدخروا منها . فما مضى يومهم حتى ادخروا .
[ ص: 282 ] وقيل : أقبلت الملائكة تحمل المائدة عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات حتى وضعوها بين أيديهم ، فأكل منها آخر الناس كما أكل أولهم ، وقيل : كان عليها من ثمار الجنة ، وقيل : كانت تمد بكل طعام إلا اللحم ، وقيل : كانت سمكة فيها طعم كل شيء ، فلما أكلوا منها ، وهم خمسة آلاف ، وزادت حتى بلغ الطعام ركبهم ، قالوا : نشهد أنك رسول الله ، ثم تفرقوا فتحدثوا بذلك . فكذب به من لم يشهده ، وقالوا : سحر أعينكم ، فافتتن بعضهم وكفر ، فمسخوا خنازير ليس فيهم امرأة ولا صبي ، فبقوا ثلاثة أيام ، ثم هلكوا ولم يتوالدوا .
وقيل : كانت المائدة سفرة حمراء تحتها غمامة وفوقها غمامة وهم ينظرون إليها تنزل حتى سقطت بين أيديهم ، فبكى
عيسى وقال : اللهم اجعلني من الشاكرين ! اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها مثلة ولا عقوبة !
واليهود ينظرون إلى شيء لم يروا مثله ولم يجدوا ريحا أطيب من ريحها . فقال
شمعون : يا روح الله ، أمن طعام الدنيا أم من طعام الجنة ؟ فقال
المسيح : لا من طعام الدنيا ولا من طعام الآخرة ، إنما هو شيء خلقه الله بقدرته . فقال لهم : كلوا مما سألتم . فقالوا له : كل أنت يا روح . فقال : معاذ الله أن آكل منها ! فلم يأكل ولم يأكلوا منها ، فدعا المرضى ، والزمنى ، والفقراء ، فأكلوا منها ، وهم ألف وثلاثمائة ، فشبعوا ، وهي بحالها لم تنقص ، فصح المرضى ، والزمنى ، واستغنى الفقراء ، ثم صعدت وهم ينظرون إليها حتى توارت ، وندم
الحواريون حيث لم يأكلوا منها .
وقيل : إنها نزلت أربعين يوما ، كانت تنزل يوما وتنقطع يوما ، وأمر الله
عيسى أن يدعو إليها الفقراء دون الأغنياء ، ففعل ذلك ، فاشتد على الأغنياء وجحدوا نزولها وشكوا في ذلك وشككوا غيرهم فيها ، فأوحى الله إلى
عيسى : إني شرطت أن أعذب المكذبين عذابا لا أعذب به أحدا من العالمين ، فمسخ منهم ثلاثمائة وثلاثة وثلاثين رجلا فأصبحوا خنازير . فلما رأى الناس ذلك فزعوا إلى
عيسى وبكوا ، وبكى
عيسى على الممسوخين . فلما أبصرت الخنازير
عيسى بكوا وطافوا وهو يدعوهم بأسمائهم ويشيرون
[ ص: 283 ] برءوسهم ولا يقدرون على الكلام ، فعاشوا ثلاثة أيام ثم هلكوا .
ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=33951نُزُولِ الْمَائِدَةِ
وَكَانَ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ الْعَظِيمَةِ نُزُولُ الْمَائِدَةِ .
وَسَبَبُ ذَلِكَ : أَنَّ
الْحَوَارِيِّينَ قَالُوا لَهُ : يَا
عِيسَى nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=112هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ فَدَعَا
عِيسَى فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ الَمَّائِدَةَ عَلَيْهَا خُبْزٌ وَلَحْمٌ يَأْكُلُونَ مِنْهَا وَلَا تَنْفَدُ ، فَقَالَ لَهُمْ : إِنَّهَا مُقِيمَةٌ مَا لَمْ تَدَّخِرُوا مِنْهَا . فَمَا مَضَى يَوْمُهُمْ حَتَّى ادَّخَرُوا .
[ ص: 282 ] وَقِيلَ : أَقْبَلَتِ الْمَلَائِكَةُ تَحْمِلُ الْمَائِدَةَ عَلَيْهَا سَبْعَةُ أَرْغِفَةٍ وَسَبْعَةُ أَحْوَاتٍ حَتَّى وَضَعُوهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، فَأَكَلَ مِنْهَا آخِرُ النَّاسِ كَمَا أَكَلَ أَوَّلُهُمْ ، وَقِيلَ : كَانَ عَلَيْهَا مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، وَقِيلَ : كَانَتْ تُمَدُّ بِكُلِّ طَعَامٍ إِلَّا اللَّحْمَ ، وَقِيلَ : كَانَتْ سَمَكَةً فِيهَا طَعْمُ كُلِّ شَيْءٍ ، فَلَمَّا أَكَلُوا مِنْهَا ، وَهُمْ خَمْسَةُ آلَافٍ ، وَزَادَتْ حَتَّى بَلَغَ الطَّعَامُ رُكَبَهُمْ ، قَالُوا : نَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، ثُمَّ تَفَرَّقُوا فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ . فَكَذَّبَ بِهِ مَنْ لَمْ يَشْهَدْهُ ، وَقَالُوا : سَحَرَ أَعْيُنَكُمْ ، فَافْتَتَنَ بَعْضُهُمْ وَكَفَرَ ، فَمُسِخُوا خَنَازِيرَ لَيْسَ فِيهِمُ امْرَأَةٌ وَلَا صَبِيٌّ ، فَبَقُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، ثُمَّ هَلَكُوا وَلَمْ يَتَوَالَدُوا .
وَقِيلَ : كَانَتِ الَمَّائِدَةُ سُفْرَةً حَمْرَاءَ تَحْتَهَا غَمَامَةٌ وَفَوْقَهَا غَمَامَةٌ وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا تَنْزِلُ حَتَّى سَقَطَتْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، فَبَكَى
عِيسَى وَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الشَّاكِرِينَ ! اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلَا تَجْعَلْهَا مُثْلَةً وَلَا عُقُوبَةً !
وَالْيَهُودُ يَنْظُرُونَ إِلَى شَيْءٍ لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ وَلَمْ يَجِدُوا رِيحًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِهَا . فَقَالَ
شَمْعُونُ : يَا رُوحَ اللَّهِ ، أَمِنْ طَعَامِ الدُّنْيَا أَمْ مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ ؟ فَقَالَ
الْمَسِيحُ : لَا مِنْ طَعَامِ الدُّنْيَا وَلَا مِنْ طَعَامِ الْآخِرَةِ ، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ خَلَقَهُ اللَّهُ بِقُدْرَتِهِ . فَقَالَ لَهُمْ : كُلُوا مِمَّا سَأَلْتُمْ . فَقَالُوا لَهُ : كُلْ أَنْتَ يَا رُوحُ . فَقَالَ : مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ آكُلَ مِنْهَا ! فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَأْكُلُوا مِنْهَا ، فَدَعَا الْمَرْضَى ، وَالزَّمْنَى ، وَالْفُقَرَاءَ ، فَأَكَلُوا مِنْهَا ، وَهُمْ أَلْفٌ وَثَلَاثُمِائَةٍ ، فَشَبِعُوا ، وَهِيَ بِحَالِهَا لَمْ تَنْقُصْ ، فَصَحَّ الْمَرْضَى ، وَالزَّمْنَى ، وَاسْتَغْنَى الْفُقَرَاءُ ، ثُمَّ صَعِدَتْ وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا حَتَّى تَوَارَتْ ، وَنَدِمَ
الْحَوَارِيُّونَ حَيْثُ لَمْ يَأْكُلُوا مِنْهَا .
وَقِيلَ : إِنَّهَا نَزَلَتْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، كَانَتْ تَنْزِلُ يَوْمًا وَتَنْقَطِعُ يَوْمًا ، وَأَمَرَ اللَّهُ
عِيسَى أَنْ يَدْعُوَ إِلَيْهَا الْفُقَرَاءَ دُونَ الْأَغْنِيَاءِ ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ، فَاشْتَدَّ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ وَجَحَدُوا نُزُولَهَا وَشَكُّوا فِي ذَلِكَ وَشَكَّكُوا غَيْرَهُمْ فِيهَا ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى
عِيسَى : إِنِّي شَرَطْتُ أَنْ أُعَذِّبَ الْمُكَذِّبِينَ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُ بِهِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ، فَمَسَخَ مِنْهُمْ ثَلَاثَمِائَةٍ وَثَلَاثَةً وَثَلَاثِينَ رَجُلًا فَأَصْبَحُوا خَنَازِيرَ . فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ فَزِعُوا إِلَى
عِيسَى وَبَكَوْا ، وَبَكَى
عِيسَى عَلَى الْمَمْسُوخِينَ . فَلَمَّا أَبْصَرَتِ الْخَنَازِيرُ
عِيسَى بَكَوْا وَطَافُوا وَهُوَ يَدْعُوهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَيُشِيرُونَ
[ ص: 283 ] بِرُءُوسِهِمْ وَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى الْكَلَامِ ، فَعَاشُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ هَلَكُوا .