[ ص: 519 ] 85
ثم دخلت سنة خمس وثمانين
ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=33748_33754_34064_33730هلاك nindex.php?page=showalam&ids=12582عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث
لما انصرف
عبد الرحمن إلى
رتبيل من
هراة قال له
علقمة بن عمرو الأودي : ما أريد أن أدخل معك لأني أتخوف عليك وعلى من معك ، [ والله ] لكأني
بالحجاج وقد كتب إلى
رتبيل يرغبه ويرهبه ، فإذا هو قد بعث بك سلما أو قتلكم ، ولكن معي خمسمائة قد تبايعنا على أن ندخل مدينة نتحصن بها حتى نعطى الأمان ، أو نموت كراما ، ولم يدخل إلى بلاد
رتبيل معه ، وخرج هؤلاء الخمسمائة وجعلوا عليهم مودودا البصري ، وقدم عليهم
عمارة بن تميم اللخمي فحاصرهم ، فامتنعوا حتى آمنهم ، فخرجوا إليه ، فوفى لهم .
وتتابعت كتب
الحجاج إلى
رتبيل في عبد الرحمن : أن ابعث به إلي ، وإلا والذي لا إله غيره لأوطئن أرضك ألف ألف مقاتل .
وكان مع
عبد الرحمن رجل من
تميم يقال له
عبيد بن سبيع التميمي ، وكان رسوله إلى
رتبيل ، فخص
برتبيل وخف عليه ، فقال
القاسم بن محمد بن الأشعث لأخيه عبد الرحمن : إني لا آمن غدر هذا التميمي ، فاقتله . فخافه
عبيد ووشى به إلى
رتبيل ، وخوفه
الحجاج ، ودعاه إلى الغدر
nindex.php?page=showalam&ids=12582بابن الأشعث وقال له : أنا آخذ لك من
الحجاج عهدا ليكفن عن أرضك سبع سنين ، على أن تدفع إليه
عبد الرحمن . فأجابه إلى ذلك ، فخرج
عبيد إلى
عمارة سرا ، فذكر له ما استقر مع
رتبيل وما بذل له ، وكتب عمارة إلى
الحجاج بذلك ، وأجابه إليه أيضا ، وبعث
رتبيل برأس
عبد الرحمن إلى
الحجاج .
وقيل : إن
عبد الرحمن كان قد أصابه السل فمات ، فأرسل
رتبيل إليه ، فقطع رأسه قبل أن يدفن وأرسله إلى
الحجاج .
[ ص: 520 ] وقد قيل : إن
رتبيل لما صالح
عمارة بن تميم اللخمي على
nindex.php?page=showalam&ids=12582ابن الأشعث - كتب
عمارة إلى
الحجاج بذلك ، فأطلق له خراج بلاده عشر سنين ، فأرسل
رتبيل إلى
عبد الرحمن وثلاثين من أهل بيته فحضروا ، فقيدهم وأرسلهم إلى
عمارة ، فألقى
عبد الرحمن نفسه من سطح قصر فمات ، فاحتز رأسه وسيره إلى
الحجاج ، فسيره
الحجاج إلى
عبد الملك ، وسيره
عبد الملك إلى أخيه
عبد العزيز ، فقال بعض الشعراء :
هيهات موضع جثة من رأسها رأس بمصر وجثة بالرخج
وقيل : إن هلاك
عبد الرحمن كان سنة أربع وثمانين .
[ ص: 519 ] 85
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ
ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=33748_33754_34064_33730هِلَاكِ nindex.php?page=showalam&ids=12582عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ
لَمَّا انْصَرَفَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى
رُتْبِيلَ مِنْ
هَرَاةَ قَالَ لَهُ
عَلْقَمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْدِيُّ : مَا أُرِيدُ أَنْ أَدْخُلَ مَعَكَ لِأَنِّي أَتَخَوَّفُ عَلَيْكَ وَعَلَى مَنْ مَعَكَ ، [ وَاللَّهِ ] لَكَأَنِي
بِالْحَجَّاجِ وَقَدْ كَتَبَ إِلَى
رُتْبِيلَ يُرَغِّبُهُ وَيُرَهِّبُهُ ، فَإِذَا هُوَ قَدْ بَعَثَ بِكَ سَلْمًا أَوْ قَتَلَكُمْ ، وَلَكِنْ مَعِي خَمْسُمِائَةٍ قَدْ تَبَايَعْنَا عَلَى أَنْ نَدْخُلَ مَدِينَةً نَتَحَصَّنُ بِهَا حَتَّى نُعْطَى الْأَمَانَ ، أَوْ نَمَوْتَ كِرَامًا ، وَلَمْ يَدْخُلْ إِلَى بِلَادِ
رُتْبِيلَ مَعَهُ ، وَخَرَجَ هَؤُلَاءِ الْخَمْسُمِائَةِ وَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ مَوْدُودًا الْبَصْرِيَّ ، وَقَدِمَ عَلَيْهِمْ
عُمَارَةُ بْنُ تَمِيمٍ اللَّخْمِيُّ فَحَاصَرَهُمْ ، فَامْتَنَعُوا حَتَّى آمَنَهُمْ ، فَخَرَجُوا إِلَيْهِ ، فَوَفَى لَهُمْ .
وَتَتَابَعَتْ كُتُبُ
الْحَجَّاجِ إِلَى
رُتْبِيلَ فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ : أَنِ ابْعَثْ بِهِ إِلَيَّ ، وَإِلَّا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَأُوطِئَنَّ أَرْضَكَ أَلْفَ أَلْفِ مُقَاتِلٍ .
وَكَانَ مَعَ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَجُلٌ مِنْ
تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ
عُبَيْدُ بْنُ سُبَيْعٍ التَّمِيمِيُّ ، وَكَانَ رَسُولَهُ إِلَى
رُتْبِيلٍ ، فَخُصَّ
بِرُتْبِيلَ وَخَفَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ
الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ لِأَخِيهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ : إِنِّي لَا آمَنُ غَدْرَ هَذَا التَّمِيمِيِّ ، فَاقْتُلْهُ . فَخَافَهُ
عُبَيْدٌ وَوَشَى بِهِ إِلَى
رُتْبِيلَ ، وَخَوَّفَهُ
الْحَجَّاجَ ، وَدَعَاهُ إِلَى الْغَدْرِ
nindex.php?page=showalam&ids=12582بِابْنِ الْأَشْعَثِ وَقَالَ لَهُ : أَنَا آخِذٌ لَكَ مِنَ
الْحَجَّاجِ عَهْدًا لَيَكُفَّنَّ عَنْ أَرْضِكَ سَبْعَ سِنِينَ ، عَلَى أَنْ تَدْفَعَ إِلَيْهِ
عَبْدَ الرَّحْمَنِ . فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ ، فَخَرَجَ
عُبَيْدٌ إِلَى
عُمَارَةَ سِرًّا ، فَذَكَرَ لَهُ مَا اسْتَقَرَّ مَعَ
رُتْبِيلَ وَمَا بَذَلَ لَهُ ، وَكَتَبَ عُمَارَةُ إِلَى
الْحَجَّاجِ بِذَلِكَ ، وَأَجَابَهُ إِلَيْهِ أَيْضًا ، وَبَعَثَ
رُتْبِيلُ بِرَأْسِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى
الْحَجَّاجِ .
وَقِيلَ : إِنَّ
عَبْدَ الرَّحْمَنِ كَانَ قَدْ أَصَابَهُ السُّلُّ فَمَاتَ ، فَأَرْسَلَ
رُتْبِيلُ إِلَيْهِ ، فَقَطَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْفَنَ وَأَرْسَلَهُ إِلَى
الْحَجَّاجِ .
[ ص: 520 ] وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ
رُتْبِيلَ لَمَّا صَالَحَ
عُمَارَةَ بْنَ تَمِيمٍ اللَّخْمِيَّ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=12582ابْنِ الْأَشْعَثِ - كَتَبَ
عُمَارَةُ إِلَى
الْحَجَّاجِ بِذَلِكَ ، فَأَطْلَقَ لَهُ خَرَاجَ بِلَادِهِ عَشْرَ سِنِينَ ، فَأَرْسَلَ
رُتْبِيلُ إِلَى
عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَثَلَاثِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فَحَضَرُوا ، فَقَيَّدَهُمْ وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى
عُمَارَةَ ، فَأَلْقَى
عَبْدُ الرَّحْمَنِ نَفْسَهُ مِنْ سَطْحِ قَصْرٍ فَمَاتَ ، فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ وَسَيَّرَهُ إِلَى
الْحَجَّاجِ ، فَسَيَّرَهُ
الْحَجَّاجُ إِلَى
عَبْدِ الْمَلِكِ ، وَسَيَّرَهُ
عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى أَخِيهِ
عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ :
هَيْهَاتَ مَوْضِعُ جُثَّةٍ مِنْ رَأْسِهَا رَأْسٌ بِمِصْرَ وَجُثَّةٌ بِالرُّخَّجِ
وَقِيلَ : إِنَّ هَلَاكَ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ .