الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7441 ) فصل ينبغي للأمير أن يرفق بجيشه ، ويسير بهم سير أضعفهم ، لئلا يشق عليهم ، وإن دعت الحاجة إلى الجد في السير جاز له فإن النبي صلى الله عليه وسلم { جد في السير جدا شديدا ، حين بلغه قول عبد الله بن أبي : ليخرجن الأعز منها الأذل . ليشتغل الناس عن الخوض فيه } . وإن ابن عمر جد في السير حين استصرخ على صفية امرأته .

                                                                                                                                            ولا يميل الأمير مع موافقيه في المذهب والنسب على مخالفيه فيهما لئلا يكسر قلوبهم ، فيخذلونه عند حاجته إليهم . ويكثر المشاورة لذوي الرأي من أصحابه ، فإن الله تعالى قال : { وشاورهم في الأمر } . ويتخير المنازل لأصحابه ، وإذا وجد رجل رجلا قد أصيبت فرسه ، ومع الآخر فضل ، استحب له حمله ، ولم يجب . نص عليه أحمد ، فإن خاف تلفه ، فقال القاضي : يجب عليه بذل فضل مركوبه ; ليحيي به صاحبه ، كما يلزمه بذل فضل طعامه للمضطر إليه ، وتخليصه من عدوه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية