الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7517 ) ومن استأجر فرسا ليغزو عليه ، فغزا عليه ، فسهم الفرس له . لا نعلم فيه خلافا ; لأنه مستحق لنفعه استحقاقا لازما ، فكان سهمه له ، كمالكه .

                                                                                                                                            ( 7518 ) فصل : فإن كان المستأجر والمستعير ممن لا سهم له ; إما لكونه لا شيء له كالمرجف والمخذل ، أو ممن يرضخ له كالصبي ، فحكمه حكم فرسه ، على ما ذكرنا . وإن غصب فرسا فقاتل عليه ، احتمل أن يكون حكمه حكم فرسه ; لأن الفرس يتبع الفارس في حكمه ، فيتبعه إذا كان مغصوبا ، قياسا على فرسه .

                                                                                                                                            واحتمل أن يكون سهم الفرس لمالكه ; لأن الجناية من راكبه ، والنقص فيه ، فيختص المنع به ، وبما هو تابع له ، وفرسه تابعة له ; لأن ما كان لها فهو له ، والفرس ها هنا لغيره ، وسهمها لمالكها ، فلا ينقص سهمها بنقص سهمه ، كما لو قاتل العبد على فرس لسيده . [ ص: 210 ] ولو قاتل العبد بغير إذن سيده على فرس لسيده ، خرج فيه الوجهان اللذان ذكرناهما فيما إذا غصب فرسا فقاتل عليه ; لأنه هاهنا بمنزلة المغصوب .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية