الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7262 ) فصل : وحرز حائط الدار كونه مبنيا فيها ، إذا كانت في العمران ، أو كانت في الصحراء وفيها حافظ ، فإن أخذ من أجزاء الحائط أو خشبه نصابا في هذه الحال ، وجب قطعه ; لأن الحائط حرز لغيره ، فيكون حرزا لنفسه . وإن هدم الحائط ولم يأخذه ، فلا قطع عليه فيه ، كما لو أتلف المتاع في الحرز ولم يسرقه . وإن كانت [ ص: 101 ] الدار بحيث لا تكون حرزا لما فيها ، كدار في الصحراء ، لا حافظ فيها ، فلا قطع على من أخذ من حائطها شيئا ; لأنها إذا لم تكن حرزا لما فيها ، فلنفسها أولى .

                                                                                                                                            وأما باب الدار : فإن كان منصوبا في مكانه ، فهو محرز ، سواء كان مغلقا أو مفتوحا ; لأنه هكذا يحفظ ، وعلى سارقه القطع إذا كانت الدار محرزة بما ذكرناه . وأما أبواب الخزائن في الدار ، فإن كان باب الدار مغلقا ، فهي محرزة ، سواء كانت مفتوحة أو مغلقة ، وإن كان مفتوحا ، لم تكن محرزة ، إلا أن تكون مغلقة ، أو يكون في الدار حافظ .

                                                                                                                                            والفرق بين باب الدار وباب الخزانة ، أن أبواب الخزائن تحرز بباب الدار ، وباب الدار لا يحرز إلا بنصبه ، ولا يحرز بغيره . وأما حلقة الباب : فإن كانت مسمورة ، فهي محرزة ، وإلا فلا ; لأنها تحرز بتسميرها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية