الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7932 ) فصل : وإن أطارت الريح الغرض ، فوقع السهم في موضعه ، فإن كان شرطهما حواصل ، احتسب له به ; لعلمنا أنه لو كان الغرض في موضعه أصابه . وإن كان شرطهما خواسق ، فقال القاضي : ينظر [ ص: 381 ] فإن كانت صلابة الهدف كصلابة الغرض ، فثبت في الهدف ، احتسب له به ; لأنه لو بقي مكانه لثبت فيه ، كثبوته في الهدف ، وإن لم يثبت فيه مع التساوي ، لم يحتسب . وإن كان الهدف أصلب فلم يثبت فيه ، أو كان رخوا ، لم يحتسب السهم له ولا عليه ; لأننا لا نعلم هل كان يثبت في الغرض لو بقي مكانه أولا ؟ وهذا مذهب الشافعي .

                                                                                                                                            وقال أبو الخطاب : إن كان شرطهما خواسق ، لم يحتسب له بالسهم الذي وقع في موضعه ، ولا عليه ; لأننا لا ندري هل يثبت في الغرض لو كان موجودا أو لا ؟ وإن وقع السهم في غير موضع الغرض ، احتسب به على راميه ; لأنه خطأ ، ولو وقع في الغرض في الموضع الذي طار إليه ، حسب عليه أيضا ، لا له إلا أن يكونا اتفقا على رميه في الموضع الذي طار إليه . وكذلك الحكم إذا ألقت الريح الغرض على وجهه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية