الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7631 ) فصل : فإن أشار المسلم إليهم بما يرونه أمانا وقال : أردت به الأمان فهو أمان وإن قال : لم أرد به الأمان . فالقول قوله ، لأنه أعلم بنيته فإن خرج الكفار من حصنهم بناء على هذه الإشارة ، لم يجز قتلهم ، ولكن يردون إلى مأمنهم .

                                                                                                                                            قال عمر رضي الله عنه : والله لو أن أحدكم أشار بإصبعه إلى السماء إلى مشرك ، فنزل بأمانه ، فقتله ، لقتلته به رواه سعيد وإن مات المسلم أو غاب ، فإنهم يردون إلى مأمنهم ، وبهذا قال مالك والشافعي وابن المنذر فإن قيل : فكيف صححتم الأمان بالإشارة ، مع القدرة على النطق ، بخلاف البيع والطلاق والعتق ؟ قلنا : تغليبا لحقن الدم ، كما حقن دم من له شبهة كتاب ، تغليبا لحقن دمه ، ولأن الكفار في الغالب لا يفهمون كلام المسلمين ، والمسلمون لا يفهمون كلامهم ، فدعت الحاجة إلى التكليم بالإشارة ، بخلاف غيره

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية