nindex.php?page=treesubj&link=28973_19881_24582_2497_2527_27079_27487_28640_28860_29723_29785_31011_33154_34367nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون
الرمضان: مصدر رمض إذا احترق - من الرمضاء - فأضيف إليه الشهر وجعل علما، ومنع الصرف للتعريف والألف والنون كما قيل: "ابن داية" للغراب بإضافة الابن إلى داية البعير; لكثرة وقوعه عليها إذا دبرت.
فإن قلت: لم سمي:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شهر رمضان ؟ قلت: الصوم فيه عبادة قديمة، فكأنهم سموه بذلك لارتماضهم فيه من حر الجوع ومقاساة شدته، كما سموه: ناتقا; لأنه كان ينتقهم، أي: يزعجهم؛ إضجارا بشدته عليهم، وقيل: لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها، فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر.
فإن قلت: فإذا كانت التسمية واقعة مع المضاف والمضاف إليه جميعا، فما وجه ما جاء في الأحاديث من نحو قوله -عليه الصلاة والسلام-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=650037 "من صام رمضان إيمانا واحتسابا". nindex.php?page=hadith&LINKID=665838 "من أدرك رمضان فلم يغفر له" قلت: هو من باب الحذف;
[ ص: 382 ] لأمن الإلباس، كما قال [من الطويل]:
بما أعيا النطاسي حذيما
[ ص: 383 ] أراد ابن حذيم، وارتفاعه على أنه مبتدأ خبره
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185الذي أنزل فيه القرآن : أو على أنه بدل من
nindex.php?page=treesubj&link=2328الصيام في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183كتب عليكم الصيام [البقرة: 183] أو على أنه خبر مبتدأ محذوف، وقرئ بالنصب على: صوموا شهر رمضان، أو على الإبدال من
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184أياما معدودات أو على أنه مفعول
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184وأن تصوموا [البقرة: 184].
ومعنى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185أنزل فيه القرآن : ابتدئ فيه إنزاله، وكان ذلك في ليلة القدر، وقيل: أنزل جملة إلى سماء الدنيا، ثم نزل إلى الأرض نجوما، وقيل: أنزل في شأنه القرآن، وهو قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183كتب عليكم الصيام كما تقول: أنزل في
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر كذا، وفي
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كذا.
وعن النبي -عليه الصلاة والسلام-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=910176 "نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين، والإنجيل لثلاث عشرة، والقرآن لأربع وعشرين مضين".nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185هدى للناس وبينات : نصب على الحال، أي: أنزل وهو هداية للناس إلى الحق، وهو آيات واضحات مكشوفات مما يهدي إلى الحق ويفرق بين الحق والباطل.
فإن قلت: ما معنى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185وبينات من الهدى بعد قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185هدى للناس ؟ قلت: ذكر أولا أنه هدى، ثم ذكر أنه بينات من جملة ما هدى به الله، وفرق به بين الحق والباطل من وحيه وكتبه السماوية الهادية الفارقة بين الهدى والضلال.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185فمن شهد منكم الشهر فليصمه : فمن كان شاهدا، أي حاضرا مقيما غير مسافر في الشهر، فليصم فيه ولا يفطر، والشهر: منصوب على الظرف وكذلك الهاء في: "فليصمه" ولا يكون مفعولا به كقولك: شهدت الجمعة; لأن المقيم والمسافر كلاهما شاهدان للشهر.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185يريد الله : أن ييسر عليكم ولا يعسر، وقد نفى عنكم الحرج في الدين، وأمركم بالحنيفية السمحة التي لا إصر فيها، وجملة ذلك ما رخص لكم فيه من إباحة
nindex.php?page=treesubj&link=17843_2497الفطر في السفر والمرض، ومن الناس من
nindex.php?page=treesubj&link=17844_17843_2497_2489فرض الفطر على المريض والمسافر، حتى زعم أن من صام منهما فعليه الإعادة.
وقرئ:
[ ص: 384 ] (اليسر، والعسر) بضمتين، الفعل المعلل محذوف مدلول عليه بما سبق تقديره.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون : شرع ذلك، يعني: جملة ما ذكر من أمر الشاهد بصوم الشهر وأمر المرخص له بمراعاة عدة ما أفطر فيه، ومن الترخيص في إباحة الفطر، فقوله: "لتكلموا" علة الأمر بمراعاة العدة "ولتكبروا" علة ما علم من كيفية القضاء والخروج عن عهدة الفطر
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185ولعلكم تشكرون : علة الترخيص والتيسير، وهذا نوع من اللف لطيف المسلك لا يكاد يهتدي إلى تبينه إلا النقاب المحدث من علماء البيان، وإنما عدي فعل التكبير بحرف الاستعلاء لكونه مضمنا معنى الحمد، كأنه قيل: ولتكبروا الله حامدين على ما هداكم، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185ولعلكم تشكرون وإرادة أن تشكروا، وقرئ: (ولتكملوا) بالتشديد.
فإن قلت:هل يصح أن يكون (ولتكملوا) معطوفا على علة مقدرة، كأنه قيل لتعلموا ما تعملون، ولتكملوا العدة، أو على اليسر، كأنه قيل: يريد الله بكم اليسر، ويريد بكم لتكملوا، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8يريدون ليطفئوا ؟ [الصف: 8] قلت: لا يبعد ذلك، والأول أوجه.
فإن قلت:ما المراد بالتكبير؟ قلت: تعظيم الله والثناء عليه، وقيل: هو تكبير يوم الفطر، وقيل: هو التكبير عند الإهلال.
nindex.php?page=treesubj&link=28973_19881_24582_2497_2527_27079_27487_28640_28860_29723_29785_31011_33154_34367nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنَ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهُ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
الرَّمَضَانُ: مَصْدَرُ رَمَضَ إِذَا احْتَرَقَ - مِنَ الرَّمْضَاءِ - فَأُضِيفَ إِلَيْهِ الشَّهْرُ وَجُعِلَ عَلَمًا، وَمُنِعَ الصَّرْفَ لِلتَّعْرِيفِ وَالْأَلِفِ وَالنُّونِ كَمَا قِيلَ: "ابْنُ دَايَةَ" لِلْغُرَابِ بِإِضَافَةِ الِابْنِ إِلَى دَايَةِ الْبَعِيرِ; لِكَثْرَةِ وُقُوعِهِ عَلَيْهَا إِذَا دَبَرَتْ.
فَإِنْ قُلْتَ: لِمَ سُمِّيَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شَهْرُ رَمَضَانَ ؟ قُلْتُ: الصَّوْمُ فِيهِ عِبَادَةٌ قَدِيمَةٌ، فَكَأَنَّهُمْ سَمَّوْهُ بِذَلِكَ لِارْتِمَاضِهِمْ فِيهِ مِنْ حَرِّ الْجُوعِ وَمُقَاسَاةِ شِدَّتِهِ، كَمَا سَمَّوْهُ: نَاتِقًا; لِأَنَّهُ كَانَ يَنْتِقُهُمْ، أَيْ: يُزْعِجُهُمْ؛ إِضْجَارًا بِشِدَّتِهِ عَلَيْهِمْ، وَقِيلَ: لَمَّا نَقَلُوا أَسْمَاءَ الشُّهُورِ عَنِ اللُّغَةِ الْقَدِيمَةِ سَمَّوْهَا بِالْأَزْمِنَةِ الَّتِي وَقَعَتْ فِيهَا، فَوَافَقَ هَذَا الشَّهْرُ أَيَّامَ رَمْضِ الْحَرِّ.
فَإِنْ قُلْتَ: فَإِذَا كَانَتِ التَّسْمِيَةُ وَاقِعَةً مَعَ الْمُضَافِ وَالْمُضَافِ إِلَيْهِ جَمِيعًا، فَمَا وَجْهُ مَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيثِ مِنْ نَحْوِ قَوْلِهِ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=650037 "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا". nindex.php?page=hadith&LINKID=665838 "مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ" قُلْتُ: هُوَ مِنْ بَابِ الْحَذْفِ;
[ ص: 382 ] لِأَمْنِ الْإِلْبَاسِ، كَمَا قَالَ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
بِمَا أَعْيَا النَّطَاسِيَّ حَذِيمَا
[ ص: 383 ] أَرَادَ ابْنَ حَذِيمٍ، وَارْتِفَاعُهُ عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ : أَوْ عَلَى أَنَّهُ بَدَلٌ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=2328الصِّيَامِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [الْبَقَرَةِ: 183] أَوْ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، وَقُرِئَ بِالنَّصْبِ عَلَى: صُومُوا شَهْرَ رَمَضَانَ، أَوْ عَلَى الْإِبْدَالِ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184وَأَنْ تَصُومُوا [الْبَقَرَةِ: 184].
وَمَعْنَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ : ابْتُدِئَ فِيهِ إِنْزَالُهُ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَقِيلَ: أُنْزِلَ جُمْلَةً إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ نُجُومًا، وَقِيلَ: أُنْزِلَ فِي شَأْنِهِ الْقُرْآنُ، وَهُوَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا تَقُولُ: أُنْزِلَ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ كَذَا، وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ كَذَا.
وَعَنِ النَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامِ-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=910176 "نَزَلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَالْقُرْآنُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ مَضَيْنَ".nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ : نُصِبَ عَلَى الْحَالِ، أَيْ: أُنْزِلَ وَهُوَ هِدَايَةٌ لِلنَّاسِ إِلَى الْحَقِّ، وَهُوَ آيَاتٌ وَاضِحَاتٌ مَكْشُوفَاتٌ مِمَّا يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَيُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ.
فَإِنْ قُلْتَ: مَا مَعْنَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى بَعْدَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185هُدًى لِلنَّاسِ ؟ قُلْتُ: ذَكَرَ أَوَّلًا أَنَّهُ هُدًى، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ بَيِّنَاتٌ مِنْ جُمْلَةِ مَا هَدَى بِهِ اللَّهُ، وَفَرَّقَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ مِنْ وَحْيِهِ وَكُتُبِهِ السَّمَاوِيَّةِ الْهَادِيَةِ الْفَارِقَةِ بَيْنَ الْهُدَى وَالضَّلَالِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ : فَمَنْ كَانَ شَاهِدًا، أَيْ حَاضِرًا مُقِيمًا غَيْرَ مُسَافِرٍ فِي الشَّهْرِ، فَلْيَصُمْ فِيهِ وَلَا يُفْطِرْ، وَالشَّهْرُ: مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفِ وَكَذَلِكَ الْهَاءُ فِي: "فَلْيَصُمْهُ" وَلَا يَكُونُ مَفْعُولًا بِهِ كَقَوْلِكَ: شَهِدْتُ الْجُمُعَةَ; لِأَنَّ الْمُقِيمَ وَالْمُسَافِرَ كِلَاهُمَا شَاهِدَانِ لِلشَّهْرِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185يُرِيدُ اللَّهُ : أَنْ يُيَسِّرَ عَلَيْكُمْ وَلَا يُعَسِّرَ، وَقَدْ نَفَى عَنْكُمُ الْحَرَجَ فِي الدِّينِ، وَأَمَرَكُمْ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ الَّتِي لَا إِصْرَ فِيهَا، وَجُمْلَةُ ذَلِكَ مَا رَخَّصَ لَكُمْ فِيهِ مِنْ إِبَاحَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=17843_2497الْفِطْرِ فِي السَّفَرِ وَالْمَرَضِ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=17844_17843_2497_2489فَرَضَ الْفِطْرَ عَلَى الْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ، حَتَّى زَعَمَ أَنَّ مَنْ صَامَ مِنْهُمَا فَعَلَيْهِ الْإِعَادَةُ.
وَقُرِئَ:
[ ص: 384 ] (الْيُسُرَ، وَالْعُسُرَ) بِضَمَّتَيْنِ، الْفِعْلُ الْمُعَلَّلُ مَحْذُوفٌ مَدْلُولٌ عَلَيْهِ بِمَا سَبَقَ تَقْدِيرُهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ : شَرَعَ ذَلِكَ، يَعْنِي: جُمْلَةَ مَا ذَكَرَ مِنْ أَمْرِ الشَّاهِدِ بِصَوْمِ الشَّهْرِ وَأَمْرِ الْمُرَخَّصِ لَهُ بِمُرَاعَاةِ عِدَّةِ مَا أَفْطَرَ فِيهِ، وَمِنَ التَّرْخِيصِ فِي إِبَاحَةِ الْفِطْرِ، فَقَوْلُهُ: "لِتُكْلِمُوا" عِلَّةُ الْأَمْرِ بِمُرَاعَاةِ الْعِدَّةِ "وَلِتُكَبِّرُوا" عِلَّةُ مَا عُلِمَ مِنْ كَيْفِيَّةِ الْقَضَاءِ وَالْخُرُوجِ عَنْ عُهْدَةِ الْفِطَرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ : عِلَّةُ التَّرْخِيصِ وَالتَّيْسِيرِ، وَهَذَا نَوْعٌ مِنَ اللَّفِّ لَطِيفُ الْمَسْلَكِ لَا يَكَادُ يَهْتَدِي إِلَى تَبَيُّنِهِ إِلَّا النَّقَّابُ الْمُحَدِّثُ مِنْ عُلَمَاءِ الْبَيَانِ، وَإِنَّمَا عُدِّيَ فِعْلُ التَّكْبِيرِ بِحَرْفِ الِاسْتِعْلَاءِ لِكَوْنِهِ مُضَمَّنًا مَعْنَى الْحَمْدِ، كَأَنَّهُ قِيلَ: وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ حَامِدِينَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَإِرَادَةَ أَنْ تَشْكُرُوا، وَقُرِئَ: (وَلِتُكَمِّلُوا) بِالتَّشْدِيدِ.
فَإِنْ قُلْتَ:هَلْ يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ (وَلِتُكْمِلُوا) مَعْطُوفًا عَلَى عِلَّةٍ مُقَدَّرَةٍ، كَأَنَّهُ قِيلَ لِتَعْلَمُوا مَا تَعْمَلُونَ، وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ، أَوْ عَلَى الْيُسْرِ، كَأَنَّهُ قِيلَ: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ، وَيُرِيدُ بِكُمْ لِتُكْمِلُوا، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا ؟ [الصَّفِّ: 8] قُلْتُ: لَا يَبْعُدُ ذَلِكَ، وَالْأَوَّلُ أَوْجَهُ.
فَإِنْ قُلْتَ:مَا الْمُرَادُ بِالتَّكْبِيرِ؟ قُلْتُ: تَعْظِيمُ اللَّهِ وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: هُوَ تَكْبِيرُ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَقِيلَ: هُوَ التَّكْبِيرُ عِنْدَ الْإِهْلَالِ.