nindex.php?page=treesubj&link=28984_19705_19881_28752_30454_34092_34199_34202_34289_34513nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب nindex.php?page=treesubj&link=28984_24582_32235_32494_33074_34148nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب nindex.php?page=treesubj&link=28984_29680_30384_30387_34134nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب
فإن قلت: كيف طابق قولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27لولا أنزل عليه آية من ربه قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27قل إن الله يضل من يشاء ؟
قلت: هو كلام يجري مجرى التعجب من قولهم، وذلك أن الآيات الباهرة المتكاثرة التي أوتيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يؤتها نبي قبله، وكفي بالقرآن وحده آية وراء كل آية، فإذا جحدوها ولم يعتدوا بها وجعلوه كأن آية لم تنزل عليه قط، كان موضعا للتعجب والاستنكار، فكأنه قيل لهم: ما أعظم عنادكم، وما أشد تصميمكم على كفركم: إن الله يضل من يشاء ممن كان على صفتكم من التصميم وشدة الشكيمة في الكفر، فلا سبيل إلى اهتدائهم وإن أنزلت كل آية،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27ويهدي إليه من : كان على خلاف صفتكم،
[ ص: 351 ] "أناب": أقبل إلى الحق، وحقيقته دخل في نوبة الخير، و
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28الذين آمنوا : بدل من "من أناب"،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28وتطمئن قلوبهم بذكر الله : بذكر رحمته ومغفرته بعد القلق والاضطراب من خشيته، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله [الزمر: 23]، أو تطمئن بذكر دلائله الدالة على وحدانيته، أو تطمئن بالقرآن لأنه معجزة بينة تسكن القلوب وتثبت اليقين فيها،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29الذين آمنوا : مبتدأ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29طوبى لهم : خبره، ويجوز أن يكون بدلا من القلوب، على تقدير حذف المضاف، أي: تطمئن القلوب قلوب الذين آمنوا، وطوبى مصدر من طاب، كبشرى وزلفي، ومعنى: "طوبى لك": أصبت خيرا وطيبا، ومحلها النصب أو الرفع، كقولك: طيبا لك، وطيب لك، وسلاما لك، وسلام لك، والقراءة في قوله: "وحسن مآب" بالرفع والنصب، تدلك على محليها، واللام في "لهم": للبيان مثلها في سقيا لك، والواو في طوبى منقلبة عن ياء لضمة ما قبلها، كموقن وموسر وقرأ مكوزة الأعرابي: "طيبي لهم" فكسر الطاء لتسلم الياء، كما قيل: بيض ومعيشة.
nindex.php?page=treesubj&link=28984_19705_19881_28752_30454_34092_34199_34202_34289_34513nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مِنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مِنْ أَنَابَ nindex.php?page=treesubj&link=28984_24582_32235_32494_33074_34148nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ nindex.php?page=treesubj&link=28984_29680_30384_30387_34134nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ
فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ طَابَقَ قَوْلُهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ ؟
قُلْتُ: هُوَ كَلَامٌ يَجْرِي مَجْرَى التَّعَجُّبِ مِنْ قَوْلِهِمْ، وَذَلِكَ أَنَّ الْآيَاتِ الْبَاهِرَةَ الْمُتَكَاثِرَةَ الَّتِي أُوتِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يُؤْتَهَا نَبِيٌّ قَبْلَهُ، وَكَفي بِالْقُرْآنِ وَحْدَهُ آيَةً وَرَاءَ كُلِّ آيَةٍ، فَإِذَا جَحَدُوهَا وَلَمْ يَعْتَدُّوا بِهَا وَجَعَلُوهُ كَأَنَّ آيَةً لَمْ تَنْزِلْ عَلَيْهِ قَطُّ، كَانَ مَوْضِعًا لِلتَّعَجُّبِ وَالِاسْتِنْكَارِ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ لَهُمْ: مَا أَعْظَمَ عِنَادَكُمْ، وَمَا أَشَدَّ تَصْمِيمَكُمْ عَلَى كُفْرِكُمْ: إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ مِمَّنْ كَانَ عَلَى صِفَتِكُمْ مِنَ التَّصْمِيمِ وَشِدَّةِ الشَّكِيمَةِ فِي الْكُفْرِ، فَلَا سَبِيلَ إِلَى اهْتِدَائِهِمْ وَإِنْ أُنْزِلَتْ كُلُّ آيَةٍ،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ : كَانَ عَلَى خِلَافِ صِفَتِكُمْ،
[ ص: 351 ] "أَنَابَ": أَقْبَلَ إِلَى الْحَقِّ، وَحَقِيقَتُهُ دَخَلَ فِي نَوْبَةِ الْخَيْرِ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28الَّذِينَ آمَنُوا : بَدَلٌ مِنْ "مَنْ أَنَابَ"،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ : بِذِكْرِ رَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ بَعْدَ الْقَلَقِ وَالِاضْطِرَابِ مِنْ خَشْيَتِهِ، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الزُّمَرُ: 23]، أَوْ تَطْمَئِنُّ بِذِكْرِ دَلَائِلِهِ الدَّالَّةِ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ، أَوْ تَطْمَئِنُّ بِالْقُرْآنِ لِأَنَّهُ مُعْجِزَةٌ بَيِّنَةٌ تُسَكِّنُ الْقُلُوبَ وَتُثَبِّتُ الْيَقِينَ فِيهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29الَّذِينَ آمَنُوا : مُبْتَدَأٌ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29طُوبَى لَهُمْ : خَبَرُهُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنَ الْقُلُوبِ، عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ الْمُضَافِ، أَيْ: تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ قُلُوبُ الَّذِينَ آمَنُوا، وَطُوبَى مَصْدَرٌ مِنْ طَابَ، كَبُشْرَى وَزُلْفي، وَمَعْنَى: "طُوبَى لَكَ": أَصَبْتَ خَيْرًا وَطِيبًا، وَمَحَلُّهَا النَّصْبُ أَوِ الرَّفْعُ، كَقَوْلِكَ: طَيِّبًا لَكَ، وَطَيِّبٌ لَكَ، وَسَلَامًا لَكَ، وَسَلَامٌ لَكَ، وَالْقِرَاءَةُ فِي قَوْلِهِ: "وَحُسْنُ مَآبٍ" بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، تَدُلُّكَ عَلَى مَحَلَّيْهَا، وَاللَّامُ فِي "لَهُمْ": لِلْبَيَانِ مِثْلُهَا فِي سَقْيًا لَكَ، وَالْوَاوُ فِي طُوبَى مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ لِضَمَّةِ مَا قَبْلَهَا، كَمُوقِنٍ وَمُوسِرٍ وَقَرَأَ مَكْوَزَةُ الْأَعْرَابِيُّ: "طِيبِيِ لَهُمْ" فَكَسَرَ الطَّاءَ لِتَسْلَمَ الْيَاءُ، كَمَا قِيلَ: بِيضٌ وَمَعِيشَةٌ.