وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين
"يا مريم" روي أنهم كلموها شفاها معجزة لزكريا أو إرهاصا لنبوة عيسى "اصطفاك": أولا حين تقبلك من أمك ورباك واختصك بالكرامة السنية "وطهرك" مما يستقذر من الأفعال ومما قرفك به اليهود "واصطفاك": آخرا على نساء العالمين بأن وهب لك عيسى من غير أب، ولم يكن ذلك لأحد من النساء.
أمرت بالصلاة بذكر القنوت والسجود; لكونهما من هيآت الصلاة وأركانها، ثم قيل لها: واركعي مع الراكعين بمعنى: ولتكن صلاتك مع المصلين، أي: في الجماعة، أو انظمي نفسك في جملة المصلين وكوني معهم في عدادهم ولا تكوني في عداد غيرهم، ويحتمل أن يكون في زمانها من كان يقوم ويسجد في صلاته ولا يركع وفيه من يركع، فأمرت بأن تركع مع الراكعين ولا تكون مع من لا يركع .