إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى
ليسمون الملائكة أي: كل واحد منهم تسمية الأنثى ; لأنهم إذا قالوا: الملائكة بنات الله، فقد سموا كل واحد منهم بنتا وهي تسمية الأنثى به من علم أي: بذلك وبما يقولون. وفى قراءة (بها)، أي: بالملائكة، أو التسمية أبي: لا يغني من الحق شيئا يعني: إنما يدرك الحق الذي هو حقيقة الشيء وما هو عليه بالعلم والتيقن لا بالظن والتوهم "فأعرض" عن دعوة من رأيته معرضا عن ذكر الله وعن الآخرة ولم يرد إلا الدنيا، ولا تتهالك على إسلامه، ثم قال: إن ربك هو أعلم أي: إنما يعلم الله من يجيب ممن لا يجيب، وأنت لا تعلم، فخفض على نفسك ولا تتعبها، فإنك لا تهدي من أحببت، وما عليك إلا البلاغ. وقوله تعالى: ذلك مبلغهم من العلم اعتراض أو فأعرض عنه ولا تقابله، إن ربك هو أعلم بالضال والمهتدي، وهو مجازيهما بما يستحقان من الجزاء.