[ ص: 390 ] سورة [الضحى]
مكية وآياتها إحدى عشرة
[نزلت بعد الفجر]
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29064_33062nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى nindex.php?page=treesubj&link=29064_32440_33062nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2والليل إذا سجى nindex.php?page=treesubj&link=29064_30602_34513nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3ما ودعك ربك وما قلى
المراد بالضحى: وقت الضحى، وهو صدر النهار حتى ترتفع الشمس وتلقي شعاعها. وقيل: إنما خص وقت الضحى بالقسم، لأنها الساعة التي كلم فيها
موسى عليه السلام، وألقي فيها السحرة سجدا، لقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59وأن يحشر الناس ضحى [طه: 59]. وقيل: أريد بالضحى: النهار، بيانه قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=98أن يأتيهم بأسنا ضحى [الأعراف: 98]. في مقابلة "بياتا".
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2سجى سكن وركد ظلامه. وقيل: ليلة ساجية ساكنة الريح. وقيل: معناه: سكون الناس والأصوات فيه. وسجا البحر: سكنت أمواجه. وطرف ساج: ساكن فاتر.
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3ما ودعك جواب القسم. ومعناه: ما قطعك قطع المودع. وقرئ بالتخفيف، يعني: ما تركك. قال [من الطويل]:
وثم ودعنا آل عمرو وعامر فرائس أطراف المثقفة السمر
والتوديع: مبالغة في الودع; لأن من ودعك مفارقا فقد بالغ في تركك. روي: أن الوحي قد تأخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما، فقال المشركون: إن
محمدا ودعه ربه وقلاه.
[ ص: 391 ] وقيل: إن أم جميل امرأة أبي لهب قالت له: يا
محمد ، ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فنزلت. حذف الضمير من قلى كحذفه من "الذاكرات" في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35والذاكرين الله كثيرا والذاكرات [الأحزاب: 35]. يريد: والذاكراته ونحوه: "فآوى... فهدى... فأغنى" وهو اختصار لفظي لظهور المحذوف.
[ ص: 390 ] سُورَةُ [الضُّحَى]
مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ
[نَزَلَتْ بَعْدَ الْفَجْرِ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29064_33062nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى nindex.php?page=treesubj&link=29064_32440_33062nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى nindex.php?page=treesubj&link=29064_30602_34513nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى
الْمُرَادُ بِالضُّحَى: وَقْتُ الضُّحَى، وَهُوَ صَدْرُ النَّهَارِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ وَتُلْقِيَ شُعَاعَهَا. وَقِيلَ: إِنَّمَا خَصَّ وَقْتَ الضُّحَى بِالْقَسَمِ، لِأَنَّهَا السَّاعَةُ الَّتِي كَلَّمَ فِيهَا
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأُلْقِيَ فِيهَا السَّحَرَةُ سُجَّدًا، لِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى [طه: 59]. وَقِيلَ: أُرِيدَ بِالضُّحَى: النَّهَارُ، بَيَانُهُ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=98أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى [الْأَعْرَافِ: 98]. فِي مُقَابَلَةِ "بَيَاتًا".
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2سَجَى سَكَنَ وَرَكَدَ ظَلَامُهُ. وَقِيلَ: لَيْلَةٌ سَاجِيَةٌ سَاكِنَةُ الرِّيحِ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: سُكُونُ النَّاسِ وَالْأَصْوَاتِ فِيهِ. وَسَجَا الْبَحْرُ: سَكَنَتْ أَمْوَاجُهُ. وَطَرْفٌ سَاجٍ: سَاكِنٌ فَاتِرٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3مَا وَدَّعَكَ جَوَابُ الْقَسَمِ. وَمَعْنَاهُ: مَا قَطَعَكَ قَطْعَ الْمُوَدَّعِ. وَقُرِئَ بِالتَّخْفِيفِ، يَعْنِي: مَا تَرَكَكَ. قَالَ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
وَثَمَّ وَدَعْنَا آلَ عَمْرٍو وَعَامِرٍ فَرَائِسَ أَطْرَافِ الْمُثَقَّفَةِ السُّمْرِ
وَالتَّوْدِيعُ: مُبَالَغَةٌ فِي الْوَدْعِ; لِأَنَّ مَنْ وَدَّعَكَ مُفَارِقًا فَقَدْ بَالَغَ فِي تَرْكِكَ. رُوِيَ: أَنَّ الْوَحْيَ قَدْ تَأَخَّرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامًا، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّ
مُحَمَّدًا وَدَّعَهُ رَبُّهُ وَقَلَاهُ.
[ ص: 391 ] وَقِيلَ: إِنَّ أُمَّ جَمِيلٍ امْرَأَةَ أَبِي لَهَبٍ قَالَتْ لَهُ: يَا
مُحَمَّدُ ، مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلَّا قَدْ تَرَكَكَ، فَنَزَلَتْ. حَذَفَ الضَّمِيرَ مِنْ قَلَى كَحَذْفِهِ مِنَ "الذَّاكِرَاتِ" فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ [الْأَحْزَابِ: 35]. يُرِيدُ: وَالذَّاكِرَاتِهِ وَنَحْوَهُ: "فَآوَى... فَهَدَى... فَأَغْنَى" وَهُوَ اخْتِصَارٌ لَفْظِيٌّ لِظُهُورِ الْمَحْذُوفِ.