[ ص: 190 ] سورة المائدة
مدنية [إلا آية 3 فنزلت بعرفات في حجة الوداع]
وهي مائة وعشرون آية [نزلت بعد الفتح]
بسم الله الرحمن الرحيم .
nindex.php?page=treesubj&link=28976_17047_25507_29723_30945_32445_34089_34383_3441nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد
يقال : وفى بالعهد وأوفى به ومنه :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177والموفون بعهدهم [البقرة : 177] ، والعقد : العهد الموثق ، شبه بعقد الحبل ونحوه ، قال
الحطيئة [من البسيط] :
قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا
وهي عقود الله التي عقدها على عباده وألزمها إياهم من مواجب التكليف ، وقيل : هي
[ ص: 191 ] ما يعقدون بينهم من عقود الأمانات ويتحالفون عليه ويتماسحون من المبايعات ونحوها ، والظاهر أنها عقود الله عليهم في دينه من تحليل حلاله وتحريم حرامه وأنه كلام قدم مجملا ثم عقب بالتفصيل وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1أحلت لكم وما بعده . البهيمة : كل ذات أربع في البر والبحر ، وإضافتها إلى الأنعام للبيان ، وهي الإضافة التي بمعنى "من" كخاتم فضة ، ومعناه : البهيمة من الأنعام
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إلا ما يتلى عليكم : إلا محرم ما يتلى عليكم من القرآن ، من نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3حرمت عليكم الميتة وإلا ما يتلى عليكم آية تحريمه ، والأنعام : الأزواج الثمانية ، وقيل : "بهمية الأنعام" الظباء وبقر الوحش ونحوها كأنهم أرادوا ما يماثل الأنعام ويدانيها من جنس البهائم في الاجترار وعدم الأنياب ، فأضيفت إلى الأنعام لملابسة الشبه
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1غير محلي الصيد نصب على الحال من الضمير في "لكم" أي : أحلت لكم هذه الأشياء لا محلين الصيد ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش أن انتصابه عن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1أوفوا بالعقود وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1وأنتم حرم حال عن "محلي الصيد" ، كأنه قيل : أحللنا لكم بعض الأنعام في حال امتناعكم من الصيد وأنتم محرمون ، لئلا نحرج عليكم
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إن الله يحكم ما يريد : من الأحكام ، ويعلم أنه حكمة ومصلحة ، والحرم : جمع حرام وهو المحرم .
[ ص: 190 ] سُورَةُ الْمَائِدَةِ
مَدَنِيَّةٌ [إِلَّا آيَةَ 3 فَنَزَلَتْ بِعَرَفَاتٍ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ]
وَهِيَ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ آيَةً [نَزَلَتْ بَعْدَ الْفَتْحِ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28976_17047_25507_29723_30945_32445_34089_34383_3441nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ
يُقَالُ : وَفَى بِالْعَهْدِ وَأَوْفَى بِهِ وَمِنْهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ [الْبَقَرَةِ : 177] ، وَالْعَقْدُ : الْعَهْدُ الْمُوَثَّقُ ، شُبِّهَ بِعَقْدِ الْحَبْلِ وَنَحْوِهِ ، قَالَ
الْحُطَيْئَةُ [مِنَ الْبَسِيطِ] :
قَوْمٌ إِذَا عَقَدُوا عَقْدًا لِجَارِهِمْ شَدُّوا الْعِنَاجَ وَشَدُّوا فَوْقَهُ الْكَرَبَا
وَهِيَ عُقُودُ اللَّهِ الَّتِي عَقَدَهَا عَلَى عِبَادِهِ وَأَلْزَمَهَا إِيَّاهُمْ مِنْ مَوَاجِبِ التَّكْلِيفِ ، وَقِيلَ : هِيَ
[ ص: 191 ] مَا يَعْقِدُونَ بَيْنَهُمْ مِنْ عُقُودِ الْأَمَانَاتِ وَيَتَحَالَفُونَ عَلَيْهِ وَيَتَمَاسَحُونَ مِنَ الْمُبَايَعَاتِ وَنَحْوِهَا ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا عُقُودُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فِي دِينِهِ مِنْ تَحْلِيلِ حَلالِهِ وَتَحْرِيمِ حَرَامِهِ وَأَنَّهُ كَلامٌ قُدِّمَ مُجْمَلًا ثُمَّ عُقِّبَ بِالتَّفْصِيلِ وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1أُحِلَّتْ لَكُمْ وَمَا بَعْدَهُ . الْبَهِيمَةُ : كُلُّ ذَاتِ أَرْبَعٍ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ، وَإِضَافَتُهَا إِلَى الْأَنْعَامِ لِلْبَيَانِ ، وَهِيَ الْإِضَافَةُ الَّتِي بِمَعْنَى "مِنْ" كَخَاتَمِ فِضَّةٍ ، وَمَعْنَاهُ : الْبَهِيمَةُ مِنَ الْأَنْعَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ : إِلَّا مُحَرَّمَ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ مِنَ الْقُرْآنِ ، مِنْ نَحْوِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَإِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَةُ تَحْرِيمِهِ ، وَالْأَنْعَامُ : الْأَزْوَاجُ الثَّمَانِيَةُ ، وَقِيلَ : "بِهِمْيَةُ الْأَنْعَامِ" الظِّبَاءُ وَبَقْرُ الْوَحْشِ وَنَحْوُهَا كَأَنَّهُمْ أَرَادُوا مَا يُمَاثِلُ الْأَنْعَامَ وَيُدَانِيهَا مِنْ جِنْسِ الْبَهَائِمِ فِي الاجْتِرَارِ وَعَدَمِ الْأَنْيَابِ ، فَأُضِيفَتْ إِلَى الْأَنْعَامِ لِمُلابَسَةِ الشَّبَهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ نُصِبَ عَلَى الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي "لَكُمْ" أَيْ : أُحِلَّتْ لَكُمْ هَذِهِ الْأَشْيَاءُ لا مُحِلِّينَ الصَّيْدَ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشِ أَنَّ انْتِصَابَهُ عَنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1أَوْفُوا بِالْعُقُودِ وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1وَأَنْتُمْ حُرُمٌ حَالٌ عَنْ "مَحَلِّي الصَّيْدِ" ، كَأَنَّهُ قِيلَ : أَحْلَلْنَا لَكُمْ بَعْضَ الْأَنْعَامِ فِي حَالِ امْتِنَاعِكُمْ مِنَ الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ مُحْرِمُونَ ، لِئَلَّا نُحَرِّجَ عَلَيْكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ : مِنَ الْأَحْكَامِ ، وَيَعْلَمُ أَنَّهُ حِكْمَةٌ وَمَصْلَحَةٌ ، وَالْحُرُمُ : جَمْعُ حَرَامٍ وَهُوَ الْمُحْرِمُ .