[ ص: 151 ] قوله عز وجل:
يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
الذين آذوا موسى هم قوم من بني إسرائيل، واختلف الناس في الإذاية التي كانت وبرأه الله منها، فقالت فرقة: هي قصة قارون وإدخاله المرأة البغي في أن تدعي على موسى، ثم تبرئتها موسى وإشهارها لمداخلة قارون، وقد تقدمت القصة في ذكر قارون. وقال رضي الله عنه: هي أن علي بن أبي طالب موسى وهارون عليهما السلام خرجا من فحص التيه إلى جبل، فمات هارون فيه، فجاء موسى وحده، فقال قوم: هو قتله، فبعث الله ملائكة حملوا هارون عليه السلام حتى طافوا به في أسباط بني إسرائيل، ورأوا آية عظيمة دلتهم على صدق موسى عليه السلام، ولم يكن فيه أثر [القتل]، وروي أنه حيي فأخبرهم بأمره وببراءة موسى، وقال ، ابن عباس ، وجماعة: هي ما تضمنه حديث النبي عليه الصلاة والسلام، قال: وأبو هريرة موسى عليه السلام يتستر كثيرا ويخفي بدنه، فقال قوم: هو آدر أو أبرص أو به آفة فاغتسل موسى يوما وحده وجعل ثيابه على حجر، ففر الحجر بثيابه واتبعه موسى يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، فمر في اتباعه على ملأ من بني إسرائيل فرأوه سليما مما ظن به..".. الحديث بطوله خرجه "كان بنو إسرائيل يغتسلون عراة، وكان ، فبرأه الله مما قالوا. البخاري
[ ص: 152 ] و"الوجيه": المكرم الوجه، وقرأ الجمهور: "وكان عند الله"، وقرأ : "وكان عبد الله ". ثم وصى الله المؤمنين بالقول السداد، وذلك يعم جميع الخيرات، وقال ابن مسعود : أراد: "لا إله إلا الله"، والسداد يعم جميع هذا، وإن كان ظاهر الآية يعطي أنه إنما أشار إلى ما يكون خلافا للأذى الذي قيل في جهة الرسول صلى الله عليه وسلم وجهة المؤمنين، ثم وعد تعالى بأنه يجازي على القول السداد بإصلاح الأعمال وغفران الذنوب. وباقي الآية بين. عكرمة